في ينبع حيث لحظات الإشراق والتفاؤل الذي يمضي بتدفق لا يعوقه شيء التقيت بأحد النبلاء والذي ما أن شاهدني حتى صرخ بصوتٍ عالٍ ( الخير على الأبواب ) في دولة يختلط فيها حكمة القائد بالوعي باحتياجات المواطن .. هكذا بدأ حواري مع أحد الأصدقاء وهو يتحدث عن آمال وطموحات أبناء مدينة ينبع بتأسيس جامعة تساعد أبناء ينبع على إكمال البناء والأخذ بدولتهم إلى حيث الرقي والسمو والرفعة التي دائماً ما ينشدها سيدي خادم الحرمين الشريفين بل ويقدم لها كل غالٍ ونفيس فضلاً عن تسخيره حفظه الله كل الكوادر البشرية والموارد المالية لتحقيق كل ما من شأنه أن يجعلنا في مصاف الدول الأولى عالمياً.. والمتابع للكثير من مُدن ومناطق مملكتنا الحبيبة وبالتحديد في السنوات العشر الأخيرة يلاحظ التطور الهائل على جميع الأصعدة العملية والثقافية والاقتصادية ولاشك بأن هذا التطور انعكس بشكل أو بآخر على سوق العمل وبذلك أصبح التحصيل العلمي والأكاديمي مطلبا ضروريا للحصول على وظيفة ومن هنا بدأت آمال أبناء وبنات ينبع بالنمو في تأسيس جامعة تساعدهم على المساهمة في الحراك الاجتماعي والثقافي والاقتصادي الذي تعيشة مملكتنا الحبيبة ويتطلبه سوق العمل من جانبٍ آخر .
ثم يكمل صديقي إننا في ينبع نعيش على التفاؤل بتغيير جذري لوضع التعليم الجامعي في ينبع فنحن في كل عام نعاني الكثير من أجل الحصول على مقعد دراسي لأبنائنا وبناتنا من خلال الفرع الذي يصح أن نسميه ( الفرع الخجول ) لجامعة طيبة وفق الواقع المرصود حيث المكان غير مناسب كمساحة فحسبك أن تعلم أن أجساد الطالبات تلتصق بجدار القاعة لتصل إحداهن لمقعدها من شدة ضيق القاعات الدراسية بل ولا العدد يتناسب كمقاعد دراسية للمقبولين مع الأعداد المتزايدة سنوياً من خريجي طلاب وطالبات الثانوية العامة في ينبع فضلاً عن المدن والقرى المجاورة والتي تشارك خريجي ينبع في الصراع المتكرر سنوياً في الحصول على مقعد لإكمال الدراسة الجامعية؛ ومن المؤسف أن يستوقفك في كل عام مشهد متكرر لطائفة من المستحقين لإكتساب حقهم في التعيلم وهم يتجرعون ألم الحرمان في عدم قبولهم ( رغم الأهلية ) والسبب قلّه المقاعد من جهة وكثرة التخبطات والإعتذارات التي إن كان لها أول فلا أخر لها من جهةٍ أخرى مما زرع بيننا ثقافة جديدة لم نعهدها من قبل ( ثقافة تعرف أحد ) هكذا أسماها صديقي المتحدث لي في مقالي هذا ؛ والذي أجابني حينما سألته وما ثقافة ( تعرف أحد ) وما العلاقة بينها وبين القبول في الدراسة الجامعية ؟..أجابني قائلاً هي السؤال الذي يتبادر لذهن كل ولي أمر طالب وطالبة ما أن يصل فلذة كبده للسنة الأخيرة من مرحلة الثانوية العامة بل ويحاول تكراره على كل الأصدقاء من حوله علّ أحدهم يعرف ( واحداً ) يملك استمارة القبول أو قائمة الانتظار على أقل تقدير ليساعده بشيء من الأمل ليضمن له مقعداً دراسياً.
ثم ختم معي ذلك الصديق بقوله إن إنشاء جامعه في ينبع سيبقى الطموح الذي لا يفارقنا والحلم الذي يطلّ علينا من حين إلى آخر وستبقى آمالنا في الله ثم في سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله بأن يتحقق ذلك الحلم واقعاً في القريب العاجل.
عتيق الجهني
[email protected]