مكة المكرمة ـ خالد محمد الحسيني
• لم يكن الاستاذ الصحفي والكاتب محمد صلاح الدين الدندراوي واحدا ممن عملوا في الصحافة وغادروها بل كان “معلماً” له منهجه وله اعماله وله تاريخه يتحدث عنه تلاميذه الكبار اليوم وفي مقدمتهم الاستاذ الدكتور هاشم عبده هاشم.. يتحدثون عن مهنيته وحزمه وحسن خلقه وتعامله.. عرفت الاستاذ صلاح وهذا الاسم الذي عُرف به من سنوات طويلة عبر اسمه الكبير في صحيفة المدينة ولكنني اقتربت منه في السنوات العشر الاخيرة من حياته ووجدت امامي شخصية نادرة قل ما تتكرر في صحفنا.. مهني.. صحفي.. كاتب.. متحدث تواصلت معه كثيرا عبر الهاتف وفي داره حيث كنت احد المدعوين في استضافته لبعض اصدقائه.. رجل قليل الحديث بل لا يتحدث الا عندما يوجه الحديث له.. واذا تحدث.. تحدث بصوت خفيض تسمع منه مفردات ومعلومات تجيب عن ما كنت تريد منه.. رجل منظم في ساعات يومه ودوامه.. حازم في عمله لم اسمع شكوى غير عادية من الذين عملوا معه.. داوم على مقاله “الفلك يدور” واسعدني بتعليقاته على بعض اعمالي الصحفية ومقالاتي.. وعندما اقام نادي جدة الادبي احتفالية لتكريمه بعد وفاته شارك فيها عدد من الصحفيين والادباء.. تحدث عنه د. هاشم عبده هاشم حديث ابهرني وذكر انه تاريخ حافل من العمل والعطاء على مدى اكثر من نصف قرن ووصفه بانه “استاذه” نعم الاستاذ والتلميذ.
اليوم اجد ان هناك واجباً على تلامذته ومن عملوا معه بتسجيل هذه السيرة في كتاب يوثق اعمال رجل كان احد ابرز الصحفيين والكتاب في صحافتنا.. ننتظر تويق مرحلة مهمة في صحافتنا للاستاذ “صلاح” رحمه الله وتغمده برحمته.