الرياض – واس
جندت وزارة الصحة في المملكة العربية السعودية طاقاتها البشرية والمادية وخبراتها وتجاربها المتراكمة على مدى عشرات السنين في طب الحشود لخدمة حجاج بيت الله الحرام الذين يتوافدون من كل حدب وصوب إلى البقاع الطاهرة ملبين نداء الرحمن، حيث تستضيف المملكة سنوياً الملايين من مسلمي جميع قارات ودول العالم لأداء فريضتي الحج والعمرة, وهي مسؤولية وشرف تقع على عاتقها لحماية وفود الحجاج صحياً من الأمراض والأوبئة وقائيًّا وعلاجيًّا وإسعافيًّا, وتقديم أرقى الخدمات الصحية لهم .
ومن الإجراءات التي اتخذتها الوزارة كذلك “تفعيل مراكز المراقبة الصحية بمنافذ دخول الحجاج”, حيث قامت “الصحة” بتجهيز 15 مركزًا للمراقبة الصحية بمنافذ الدخول البرية والجوية والبحرية، التي تلعب هذا العام دورًا وقائيًّا وعلاجيًّا وإسعافيًّا، وتم دعمها بالاحتياجات اللازمة من القوى العاملة والمستلزمات الطبية (اللقاحات والأدوية الوقائية وغيرها) لتشغيلها على مدار الساعة يوميًّا خلال الموسم، بالإضافة إلى إسعافات مجهزة لنقل الحالات المرضية إلى المستشفيات المشاركة في الحج, وتحقق هذه المراكز الرقابة الفنية وتطبيق قواعد الحجر الصحي على وسائل النقل المختلفة والحجاج القادمين والمواد الغذائية المستوردة لحماية المملكة – بإذن الله – من تسرب الحالات المرضية المعدية والمحجرية وانتشارها.
وتعد “مراكز المراقبة الصحية في منافذ دخول الحجاج” خط دفاع لمنع وفادة مسببات الأمراض المعدية، وذلك خلال تطبيق بعض الإجراءات الاحترازية على القادمين للحج وأمتعتهم ووسائل النقل، حيث يتم التأكد من تطبيق جميع الاشتراطات الصحية على الحجاج القادمين للمملكة، خاصة من الدول ذات الوبائية العالية لبعض الأمراض لعدم وفود أي أمراض معدية للبلاد.
وشملت الإجراءات أيضاً “تكثيف غرف عزل متخصصة”, حيث تم تجهيز 174 غرفة عزل داخل مستشفيات مكة المكرمة بالإضافة إلى 11 غرفة عزل في كل من مستشفى خليص ومستشفى الكامل، وتجهيز 47 غرفة عزل بالمشاعر المقدسة ليصل إجمالي غرف العزل إلى 232 غرفة عزل, و “تفعيل دور مركز القيادة والتحكم”, ويهدف إلى رفع معدلات الاستجابة والتفاعل مع حالات الطوارئ الصحية، والإسهام في تقوية نظام المراقبة عبر الرصد والإبلاغ عن الحالات الوبائية المشتبه بها في المرافق الصحية المنتشرة في مناطق الحج، وتقييم جميع المرافق الصحية، والوقوف على استعداداتها لمكافحة الأمراض المعدية عمومًا، ومرضى (كورونا) وإيبولا على وجه الخصوص.
ومن الإجراءات التي اتخذتها الصحة كذلك “مشاركة المجلس العلمي الاستشاري”, ويضم في عضويته ممثلين من الحرس الوطني، مستشفى الملك فيصل التخصصي، كلية العلوم التطبيقية بجامعة الملك عبدالعزيز، القطاع الصحي الخاص، وزارة الزراعة، وزارة الداخلية، جامعة الملك سعود، مدينة الملك فهد الطبية، منظمة الصحة العالمية، مركز مراقبة الأمراض الأمريكي، و”الصحة”, ويشرف على وضع المبادئ التوجيهية والسياسات والإجراءات بالأمراض ذات الصلة بالصحة العامة، ويضع استراتيجيات ومحددات البحث العلمي اللازمة لمجابهة الأمراض ذات الصلة بالصحة العامة.
* منظومة الرعاية والخدمات
ومن أبرز الخدمات التي تقدمها الصحة في موسم الحج لهذا العام ” خدمات الطب العلاجي ” لضمان تقديم خدمة طبية متكاملة مميزة للحجاج والمعتمرين لبيت الله الحرام وزوار مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة المنورة, هيأت “الصحة” العديد من المستشفيات ومراكز الرعاية الصحية الأولية ومراكز المراقبة الصحية والوقائية بمنافذ الدخول المختلفة بالمملكة ومناطق سكن الحجاج والمعتمرين والزوار.
وتشمل هذه الخدمات قطاع المستشفيات حيث هيأت 25 مستشفى ” 4 بمشعر عرفات،و 4 بمشعر منى،و 7 بالعاصمة المقدسة،و 9مستشفيات بالمدينة المنورة، إضافة لمدينة الملك عبدالله الطبية “، ويبلغ عدد أسرّة التنويم بمستشفيات مناطق الحج حوالي 5000 سرير، منها 500 سرير عناية مركزة، 550 سرير طوارئ ، إضافة إلى أنه هذا العام تم إضافت مستشفى الحرم بجوار الحرم المكي الشريف يستخدم لعلاج الحالات الطارئة ونقلها بعد استقرارها لمستشفيات مكة عند الحاجة.
وتدعم المراكز الصحية 155 مركزًا صحيًّا دائمًا وموسميًّا في مناطق الحج (43 مركزًا صحيًّا بالعاصمة المقدسة، و 78 مركزًا صحيًّا بالمشاعر المقدسة (46 منطقة عرفات، 6 ممر المشاة بمزدلفة، 26 منطقة منى), و 18 مركزًا صحيًّا بالمدينة المنورة, فيما تدعم مراكز الطوارئ: 16 مركزًا صحيًّا للطوارئ على جسر الجمرات، إضافة إلى 3 مراكز إسعافية متقدمة في الحرم المكي الشريف, كما تم تشغيل النقاط الطبية منها عدد 18 نقطة طبية تقع علي جانبي محطات القطار، 6 نقاط طبية بمشعر عرفات، 6 نقاط طبية بمشعر مزدلفة, 6 نقاط طبية بمشعر منى, إضافة إلى خدمة الطواقم الطبية المتخصصة الزائرة عبر الاستعانة بأكثر من 800 طبيب وممرض في التخصصات الطبية النادرة من داخل المملكة؛ لرفع مستوى الأداء بالمرافق الصحية بالمشاعر المقدسة والعاصمة المقدسة والمدينة المنورة.
ومع توقع أن يشهد حج هذا العام ارتفاعاً في درجات الحرارة جهزت وزارة الصحة ” مراكز الإجهاد الحراري وضربات الشمس ” في العاصمة المقدسة والمشاعر المقدسة والمدينة المنورة للتعامل مع معالجة حالات الإجهاد الحراري وضربات الشمس، من خلال توفير التهوية المناسبة بالمراوح ذات الرذاذ بالماء البارد، حيث تم تأمين 208 مراوح إضافية في كل من مكة المكرمة والمشاعر المقدسة، كما تم تدعيم منطقة المدينة المنورة بعدد من هذه المراوح، وزيادة عدد أسرة علاج ضربات الشمس والإجهاد الحراري ليصبح الإجمالي 216 سريراً في مستشفيات المشاعر المقدسة.
وللتعامل مع الحالات الإسعافية الطارئة في الميدان, قامت الوزارة من خلال خدمات الطب الميداني (التدخل السريع والتواجد الفعال), بتوفير أسطول يضم 100 سيارة إسعاف صغيرة، تعمل كوحدات عناية مركزة متحركة، للتعامل مع الحالات الإسعافية الطارئة في الميدان, 80 سيارة إسعاف كبيرة عالية التجهيز موزعة، منها 32 سيارة على مستشفيات المشاعر لإخلاء المرضى، و10 سيارات موزعة على مراكز المنافذ، و13 سيارة للمساندة في حالات الطوارئ على المستشفيات والمراكز الصحية بالعاصمة والمشاعر المقدسة، بالإضافة إلى 25 سيارة كبيرة في المدينة المنورة, – تخصيص 8 سيارات لنقاط الطوارئ بالمنطقة المركزية في الحرم المكي لخدمة النقاط الصحية.