يواصل الشيخ عبدالرحمن فقيه ما انقطع الأسبوع الماضي من ذكرياته أو مذكراته فيأخذنا إلى آفاق عديدة حيث يتحدث عن ما صادفه من عقبات وقضايا حتى أوصلته الى اقامة دعوى على إحدى الشركات البريطانية في عقر دارها عندما اكتشف ان التطعيمات التي تم استلامه لها، حيث لم تكن صالحة وقد كسبنا القضية هناك.
ومضى في سرد مشواره الذي قطعه في انتاج الدجاج والبيض فإلى تفاصيل الذكريات:
زادت المشاريع وتوسعت الخدمات
وتوسعنا في استقدام العمالة من الخارج، وأصبحت بلادنا، في جميع مناطقها، ورشة عمل لاتهدأ.
وانعكس ذلك الحراك على مزارعنا حيث لم تعد، رغم إنتاجها الكبير، تلبي كل احتياجات السوق من الدجاج أو البيض. كما لم يعد رأس المال المستخدم في التوسعات يكفي للتوسع في انشاء مزارع جديدة.
وتم إنشاء مركز للتدريب تابع للمزارع ليقوم بتدريب الشباب السعودي الراغبين في العمل بمجال الدواجن سواء العمل لدي مزارع فقيه للدواجن أو مشاريع أخرى حيث تقوم المؤسسة باستضافة المتدربين السعوديين – بتوفير السكن والطعام وصالات الترفيه وصرف المكافآت المجزية حسب المؤهل لكل متدرب وبعد نهاية فترة التدريب يتم منح المتدرب شهادة تخرج ويعمل بمزارع فقيه للدواجن إذا رغب أو في مزارع أخري مماثلة ويلاحظ الان ان كثيرا من هؤلاء المتدربين سابقا لدينا يعملون في شركات منافسة او في الدوائر الحكومية.
قرض بمئة مليون في أيام!
تقدمت بطلب إلى وزارة المالية لمنحي قرضاً بـ مائة مليون ريال، وكان للسمعة التي وصلت إليها مزارعنا بفضل الله ومنَه وكرمه دورها في ثقة وقناعة المسئولين بأن مزارع فقيه للدواجن تساهم بدورها الوطني في تلبية احتياجات الناس من البيض والدجاج لتحقيق الأمن الغذائي لبلادنا. ففي ذلك الوقت أرتفع أسعار لحوم الأغنام الى أرقام قياسية، بينما سعر الدواجن بقي ثابتاً لم يتغير، رغم شدة الطلب عليها واستمرار طوابير المستهلكين على فروعنا في جميع أنحاء المملكة. كانت هذه السمعة الطيبة سبباً كافياً لأن ننال القرض خلال أيام فقط، بدلا من أشهر أو سنوات بتوجيه من معالي وزير المالية وقتها الشيخ محمد أبا الخيل.
استثمار في البيض لمواجه الأزمة
استثمرت المائة مليون ريال للتوسع في إنشاء المزارع مما كان سبباً في مضاعفة إنتاج الدجاج اللاحم. ثم توسعت في إنتاج البيض حيث بدأ الجمهور يقبل على البيض الطازج من إنتاج مزارعنا، وتكونت سوق سوداء لأطباق البيض التي كنا نبيعها بعشر ريال للطبق الواحد، لتباع بأضعاف سعرها للمستهلك فبالرغم أننا كنا نبيع طبقا واحد فقط لكل مستهلك، إلا أن البعض وخاصة الصبية كانوا يقومون بالشراء أكثر من مرة حتى يستطيعوا بيعها في السوق بأرباح مجدية.
ونظرا للاقبال الشديد على بيض مزارع فقيه الطازح ذو الطعم المميز تم زيادة عدد مزارع البياض المزرعة تلو الاخرى حتى وصل عدد مزارع البياض الى 18 مزرعة وبالتالي تزايد الانتاج من بيض المائدة حتى وصل الى حوالي 3500 صندوق (1.3 مليون بيضة ) يوميا ….وفي العام 1418 هـ تم استحداث طريقة ختم البيض بتاريخ الانتاج يومياً – وهذا لم تقم بتطبيقه كبرى الشركات الأوروبية والأمريكية العاملة بهذا المجال في ذلك الوقت وذلك بغرض توعيه المستهلك بما يقدم له من إنتاج طازج بأستمرار. وأخيرا وبعد حوالي 10 سنوات من بدأ العمل بختم تاريخ الانتاج على البيض المنتج لدينا اصبح ختم البيض شرط اساسي وإلزامي على جميع شركات إنتاج بيض المائدة في المملكة وكذلك طبق في بلدان عديدة في العالم مثل اوروبا وامريكا وخلافهما.
مدينة الآبار والأمطار
مدينة الطائف، كما أسلفنا، تمتاز بجوها اللطيف ووفرة مياهها، نتيجة لكثرة الأمطار وغنى الآبار. ولهذا فقد كان الماء العذب لا يمثل أي مشكلة لمزارعنا، فالبئر الذي حفرناه لنستقي منه الماء كان على عمق ثلاثة و أربعة أمتار فقط. وربما أختلف الوضع نوعا ما في السنوات الأخيرة، ففي الماضي لم تكن الأمطار تتوقف عن الطائف وما حولها، وخاصة في منطقتي الهدا والشفا. أما اليوم، فنسبة الأمطار قلت، وبالتالي قل غنى الآبار بالمياه.
ويأتي ذلك بالتزامن مع أنحسار المساحات الزراعية لحساب الزحف العمراني والتجاري. وهو نفس الحال الذي تكرر في أكثر من منطقة، ففي المدينة المنورة على سبيل المثال لا الحصر، قلت الأمطار وأنخفض منسوب الآبار في العقود الأخيرة بالتزامن مع تآكل المناطق الزراعية التي تحولت إلى مخططات سكنية وتجارية، او أهملت وتصحرت. وتأثر الطقس تبعا لذلك في هذه المناطق، فالذي يعرف الطائف والمدينة قديما يدرك أنها كانت أبرد وأكثر خضرة وامطارا وسخاء أبار وينابيع وغدران.
دعوة تكريم تحولت إلى عداوة!
ومدينة الطائف تتوزع بين الحاضرة والبادية، وقد كانت مشاريعنا ومزارعنا في أطراف الطائف، أي في مناطق البادية. وقد واجهتني بعض المصاعب في المزرعة الرئيسية بمدينة الطائف، وهي المزرعة التي تموّن مكة وجدة والطائف والرياض بإنتاجنا من لحوم الدواجن والبيض.
وبدأت المشكلة عندما قدّم أحد وجهاء قبائل الطائف المعروفة بالكرم والجود من سكان المنطقة المجاورة دعوة لتكريمي في حفل كبير، فاعتذرت عن هذه الدعوة بحكم انشغالي وتنقلي بين مكة والطائف، وأن وقتي لم يكن ملكي. ولم أكن أعرف أن هذا الاعتذار، وبهذه الصيغة، سيسبب لي مشاكل لا تخطر ببال، حيث أن الاعتذار عن الدعوة بهذا الشكل يعتبر في نظرهم رفضا وإهانة، وأنتقاصا من قدرهم. وكانت مزرعتي متاخمة لأرض الوجيه الداعي، فباعها لأحد كبار الشخصيات، وشملها بأرض مزرعتي التي بنيت عليها منشأتي، وبذلك أصبحت معتدياً على هذه الأرض في نظرهم بالرغم أنني اشتريتها بصكوك شرعية مصدقة . وفوجئت ذات يوم بالسلطات الرسمية تنذرني بإخلاء وإزالة المنشآت المقامة على أرض مزرعتي وتسليمها للجار الذي أراد أن يكرمني بالأمس توطئة لتسليمها للبائع.
لجأت لشهامة الأمير سلمان بن عبد العزيز
كان في ذلك كسرا لكل القوانين الشرعية واختراق لكل الأنظمة المرعية، ففزعت إلى صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز رغم أنه ليس أميراً للمنطقة التي حدث فيها هذا الإشكال فسموه وكما هو معروف كان أميرا لمنطقة الرياض، ولكن لصلته بالمشتري وبي، ورحابة صدره ودماثة خلقه وحرصه على العدل، توجهت إلى سموه الكريم فشرحت له مشكلتي على يقين أن البائع الذي أراد تكريمي بالأمس أغفل الحقيقة عندما شرح قضية الأرض لمن باعها عليه.
إحالة القضية الى الشرع
دهش سمو الأمير سلمان عندما قصصت عليه ما حدث وكان شهماً كعادته، سريع الإنجاز، فطلب رقم الهاتف الذي سأكون عليه بعد ظهر ذلك اليوم الذي قابلته فيه. وفي الساعة التي حددها لي من بعد ظهر ذلك اليوم رن الهاتف الذي كنت مرابطاً إلى جواره، وفعلاً كان سموه على الهاتف فأخبرني بأنه تفاهم مع المشتري، وتوصل معه إلى أحد أمرين إما تشكيل لجنة للنظر في الموضوع ويكون حكمها سارياً على الطرفين، أو تحال القضية برمتها إلى القضاء الشرعي .
فأخبرت سموه الكريم أن الأمر متروك له ليختار ما يراه، فأصر على أن أحدد أنا الاختيار الذي أريده. وفي الحال، وبدون تردد اخترت الشرع.
إصراري على المقاضاة إيمانا بالعدالة
على أن بعض الأصدقاء المقربين الذين وصلهم الأمر نصحوني بتسليم الأرض بدلا من هذه المشاكل، وبعضهم قال لي بأنهم كانوا يظنون أنني أكثر اتزاناً ورجاحة في العقل من وقوفي كخصم لشخصية بهذا المستوى.
لم أنصت لرأيهم، وقلت لهم لو استغل المشتري مكانته، كما تقولون، وأراد بي سوءاً فلن يزيد الأمر عن أخذ مالي وهذا مالا يرضاه ولاة الأمر الذين أعرف عن قرب حرصهم على تحقيق العدالة وعدم التدخل في مسار الأحكام الشرعية. وهكذا فضلت أن أستمر قدماً في مباشرة القضية والاتجاه إلى القضاء، وكنت على يقين أن العدالة ستأخذ مجراها كما أنني مؤمن أيضاً أن الوسيط والموسط له سوف يعيدون الحق إلى صاحبه عندما تتكشف لهم الحقائق .
شخصية قاضي نزيه
وحُدد موعد الجلسة وتردد وكيلي المعتاد في أن يكون وكيلاً في هذه القضية، ثم وافق بعد تردد لما يربطني به من صداقة ومحبة وحضر وكيل المشتري أمام قاضي المحكمة الذي ستعرض عليه تلك القضية، وكان القاضي ذا شخصية مهيبة، وتجرأ هذا الوكيل لما حسبه لنفسه من مكانه يستمدها من مكانه موكله، فهمّ بأخذ مجلسه بجانب القاضي، فأمره القاضي وبكل حزم بأن يجلس بجانب وكيل الخصم .
فقال له : أريد أن أهمس لك بشئ، فرد عليه القاضي: هذا المكان ليس مكاناً للمهامسة .. قم واجلس بجانب خصمك وقل ما شئت بصوت مسموع فلا أسرار بيننا.
جلس وكيل المشتري حيث أشار اليه القاضي، ثم قدم وثيقة الوكالة فقرأها القاضي وقال: إن هذه الوثيقة لا توصل، لأن الخصم الأساسي وكّل والدك ولم يخوله بتوكيل من يشاء، ولذا فهي مرفوضة. وأمره بأن يأتي بوكالة مباشرة له، أو يأتي والده. ولم يشفع لهما أو يعطيهما أي أستثناء لمكانة موكلهما.
الحكم النهائي لصالحي
وانفضت الجلسة الأولى وحددت جلسة أخرى للوقوف على الموقع، فحضرت وحضر فضيلة القاضي وهيئة النظر والشهود ووكيل المشتري إلى الموقع في الموعد المحدد .
وبإعتبار أن الهيئة القضائية كانت في أرضي قمت بإحضار القهوة والشاي والماء، وهي أبسط أصول الضيافة، فرفض القاضي أن يتناول حتى الماء .. ودون المحضر بعد الاستماع إلى إفادة كلا الطرفين وانفض الاجتماع.
وبعد فترة زمنية ليست بالقصيرة حكم القاضي بأحقيتي في الأرض التي أشغلها والتي عليها منشآتي، واعترض وكيل المشتري على الحكم فأنتقلت القضية إلى هيئة التمييز التي صدقت على حكم القاضي.
وقبل المشتري الحكم بكل أريحية، وانتهت القضية التي كانت مثالا رائعا لنزاهة القضاء وامتثال الجميع واحترامهم له ولأحكامه .
قضية التطعيمات الفاسدة
ومن قصص المحاكم والقضايا التي مرت علينا، تلك الشكوى التي قدمناها ضد شركة بريطانية شهيرة تعاقدنا معها على توريد التطعيمات الخاصة بالدواجن لفترة طويلة، وفي إحدى المرات اكتشفنا أن التطعيمات التي وصلت إلينا غير صالحة للاستخدام، وكادت أن تسبب الأذى والأمراض للدجاج مما يؤثر على سمعتنا الممتازة في السوق. وعندما شرحنا لهم الخطأ الفادح الذي وقعوا فيه عرضوا أن يرسلوا إلينا كمية أخرى من التطعيمات مجاناً، بدلاً من الكمية الفاسدة التي اكتشفها الأطباء البيطريون العاملين لدينا، وكان أكتشافهم مدعاة للاطمئنان على مستواهم وحرصهم وقدرتهم على كشف مثل هذه الأخطاء.
دعوى في المحاكم البريطانية
لم نقبل بذلك الحل ورفعنا دعوى ضد تلك الشركة في عقر دارهم لدى القضاء البريطاني، ووكلنا محامي أنجليزي ليترافع عنا، وطالبنا بتعويض أربعة ملايين جنيه إسترليني.
طلب منا المحامي الاطلاع على كافة المعلومات التي يحتاجها قبل المرافعة، وجاء إلى المملكة واطلع على إجراءات استلام وتسليم تلك التطعيمات الفاسدة والتي كانت مجرد ماء من المطار وحتى وصولها إلى المزارع ، واجراء الفحص عليها من قبل اطبائنا في المزرعة.
كما قابل الأطباء البيطريين وسألهم عن كيفية إجراءات التطعيم التي يتبعونها، وحضر إلى المزارع وشاهدها بنفسه، وشاهد الفقاسات، وقابل الموظفين العاملين عليها .. ولم يكتف بذلك فقابل الموظفين الذين تركوا العمل معنا، وانتهت صلتهم بالمزارع، وأخذ إفاداتهم. واستمر على تلك الحال في تجميع المعلومات التي يرغبها قبل الترافع ضد تلك الشركة ما يقارب خمسة أعوام.
.. وأذعنت الشركة البريطانية!
واستطاع خلال تلك الفترة تكوين ملف متكامل أعده للترافع، وبلغ حجم الأوراق التي تحصل عليها سعة ثلاث حقائب ملابس كبيرة. فعل كل ذلك ليرى مدى أحقيتنا بالتعويض الضخم الذي طالبنا به. كان يبحث في الحقائق عن المزارع كأنه يمثل دور الخصم وليس دور المدعي، وأخذ ذلك الملف الشامل وكل ما لديه من معلومات وقابل محامي الشركة البريطانية وشرح له الأمر وما لديه من حقائق عن ذلك الخطأ الفادح الذي وقعوا فيه .
أسقط في يدهم فطلبوا الإتفاق معنا بعيداً عن ساحة القضاء، وعرضوا دفع التعويض الذي طلبناه كاملاً. وحرصا على سمعتهم، أشترطوا أن لا نعلن الإتفاق على الملأ حتى لا تتأثر مكانتهم. وقد وافقنا على ذلك واستلمنا التعويض كاملاً، وأوفينا بوعدنا ولم نتحدث عن الإتفاق .. ولهذا السبب لم أذكر اسم الشركة احتراماً لوعدنا لهم وللشرط الذي اتفقنا عليه .
مصنع فقيه للأعلاف
مصنع فقيه للأعلاف كان خطوة على طريق التكامل في صناعة الدواجن. فلا يخفى أن للعلف دور هام في جودة اللحم طعما وفائدة. وحتى لا نبقى في حالة اعتماد واتكال كامل على الاستيراد في هذا الجانب أنشأنا مصنعا لاعلاف الدواجن في مدينة جدة عام 1390 ه – 1970 م
ويعتبر اليوم بعد توسعته وتحديثه والاعتماد على الكمبيوتر في جميع مراحل إنتاج الاعلاف من أكبر مصانع الاعلاف في المنطقة ويضم المصنع مختبرا للجودة للتأكد من تطابق المواصفات مع المواصفات الوطنية وتلك التي وضعناها لتكون خاصة بأعلاف فقيه. علما بأن الاعلاف التي تتغذى عليها دواجن فقيه هي نباتية مائة بالمئة، مكونة من الذرة الصفراء وفول الصويا ومعادن وفيتامينات وزيوت نباتية طبيعية. وهي خالية من الدهون الحيوانية ولا تحتوي على أية مواد مركبة او معدلة وراثيا. و كنا اول من اوقف استعمال اي مكونات من مصادر حيوانية في اعلاف الدواجن التابعة لنا منذ عشرات السنين وفي العهد القريب فقط (سنوات قليلة ) بدأت الدول الاوربية وامريكا بحظر استخدام هذه المواد في اعلاف الدواجن لديها كما الحق بالمختبر وحدة خاصة المركزات الدقيقة مثل الفيتامينات والاحماض الامينية الضرورية لتغذية الدواجن والتي تحتاج الى عناية خصة من حيث المعاملة والوزن و الخلط…..الخ
ويضم المصنع مختبرا للجودة لفحص الاعلاف وتم تطويره وتزويده باحدث المعدات والاجهزة الخاصة بتحليل الادوية والسموم الفطرية والتي تتم على المواد الخام المستوردة حال إستلامها وكذلك فحص العلف الجاهز للتأكد من تطابق مواصفاته مع المواصفات الوطنية وتلك التي وضعناها لتكون خاصة بأعلاف فقيه ومطابقته للمواصفات الخاصة بكل نوع من الطيور قبل ارسالها للمزارع.
مصنع فقيه للأسمدة العضوية
نشأة فكرة إنشاء المصنع من التفكير في كيفية التخلص من مخلفات الدواجن وذلك بطريقة صحية وآمنة ولا تضر بالمجتمع أو البيئة وكذلك لتكون صديقة لها ومن هنا بدأ التفكير في إنشاء مصنع فقيه للأسمدة العضوية وذلك عام 1418ه – 1998وتم إختيار موقع مناسب للمصنع وذلك بمنطقة السيل الكبير بمدينة الطائف، وكان الغرض من إنشاء المصنع إنتاج أنواع متميزة ونادرة من الأسمدة العضوية للإستفادة منها في زراعة أنواع النباتات والخضروات والفواكه .
ويهدف مصنع فقيه للأسمدة لإنتاج أسمدة عضوية معاملة حرارياً على هيئة حبيبات وخالية من الشوائب والبذور ، ومن جميع المضافات بما فيها مخلفات الصرف الصحي وغيرها .
مطاعم الطازج
كثير من الأفكار التجارية أو الثقافية أو الاستثمارية تنشأ من المحيط الذي نعيش فيه .. وإذا ما كانت تلك الأفكار منطلقة من مبدأ وقاعدة ونهج رسمه الإنسان لنفسه ، فإن تلك الفكرة تنطلق من محيطها الضيق سواء كانت مكتوبة او مدروسة على الورق الى واقع التنفيذ وخوض التجربة .. وعلى ذلك فإن الإنسان قد ينطلق من تصور مبني على تجربة محدودة أو في نطاق ضيق.
الحياة .. مجتمع
ومن طبيعتي أنني أحب أن أكون دائما وسط أسرتي وأصدقائي وزملائي .. وأحب أن يشاركوني كل المناسبات .. وأسعد باجتماعهم وأفرح بوجودهم .. وأستمتع كثيرا باختيار ما يحوز على رضاهم. وقد درجت على ذلك طوال حياتي، فهناك لقاء أسبوعي في كل يوم جمعة مع مجموعة من الأحبة الأصدقاء والأبناء والأقارب نتحادث ونتجاذب أطراف الحوار في أمور شتى. ثم نتناول جميعا طعام الغذاء الذي في الغالب ما يتكون من أطباق منزلية أحب أن يشاركني فيها من اسعد بوجودهم .. وتشريفهم لي.
“دجاج البيت”
وقد كان من ضمن ما نتناوله نوع من الدجاج صغير الحجم يقدم مشويا على الفحم مع بهارات محددة تجمع بين عدة أنواع من التوابل التي تدخل فيها بعض الخضروات الطازجة ومنها الطماطم. تلك الوجبة نقوم بتحضيرها في المنزل لضيوفي فحسب، وكم كانت سعادتي أن يكون هذا النوع من الدجاج وبطريقة شيه وتقديمه قد حاز على إعجاب الأصدقاء والذين كانوا يصرون على تواجده في كل مناسبة . وفي أحدى المرات أشار علي بعض الأصدقاء بأن تقوم مزارع فقيه بتسويق تلك الوجبة المتميزة عن طريق مطاعم تخصص لهذا النوع من الوجبات.
دراسة تنفيذ الفكرة!
في البداية شكرتهم .. وأخذت احاورهم فيما تتطلبه طبيعة الانتقال من الشواء المنزلي للدجاج الصغير من المنزل الى مطعم خارجي قد يطلب عشرات الأضعاف من الكميات سواء من الدجاج او التوابل الخاصة به أو طريقة شيّه على الفحم وبشكل طازج لا يقبل التبريد أو التخزين.
وأثناء تفكيري في ما أشار به أصدقائي طلبت من الزملاء في المزارع وفي الإدارة، ومن بعض الشركات التي لها باع في مطاعم الوجبات السريعة دراسة تلك الفكرة. و كنت أصر في حديثي لهم على توسيع نطاق وحجم ما نقوم به في المنزل الى المطعم .. بمعنى أن يحصل من يريد وجبة الدجاج المشوي الصغير على نفس الطعم ونفس المحتوى الغذائي البيتي.
اصريت على “الاضافة”
تنوعت الاقتراحات ومنها مالم أوافق عليه لأنني لن أحيد عن المبدأ الذي رسمته لنفسي والذي وفقني فيه الله سبحانه وتعالى الى السير فيه طوال حياتي العملية .. وهو أن نضيف الى مجال ( ما ) ولا ننافس ما هو موجود او نكرر ما يقوم به الآخرون .. لذلك رفضت أن يستبدل الشواء بالفحم الى الشواء بالكهرباء .. وأن تتكون بهارات الوجبة من نفس البهارات التي نصنعها في البيت .. وعندما لم أجد ما يحقق هدفي ، اقترحت صناعة شوايات تعتمد على الفحم وشراء مكونات “التتبيلة “في نفس اليوم .. ولا يتم تخزينها أو تبريدها .
من فرع وحيد الى 90 فرعا محليا وعالميا!
شرعنا في صناعة الشوايات وصياغة شكل المطاعم وشعاره وتسميته التي انطلقنا فيها من المنتج نفسه وهو “الطازج “وقد ساعدنا في ذلك الأبن طارق (مدير عام مطاعم الطازج). كما سعينا الى توسيع إنتاج المزارع من الفروج الصغير في السن والذي لا يزيد عمره عن ثلاثة أسابيع فوفقنا الله عز وجل الى افتتاح أول مطعم بمكة المكرمة في عام 1989م. وقد حاز هذا المنتج الغذائي على قبول جماهيري كبير حيث توالت بفضل الله سلسلة مطاعم الطازج والتي تبلغ اليوم أكثر من 90 فرعا تنتشر داخل المملكة وخارجها في الأردن ومصر والكويت والبحرين والإمارات وسلطنة عمان وقطر واليمن.