أرشيف صحيفة البلاد

الشيخ الشثري يدشن دورات مكثفة لدعاة مكة المكرمة

مكة المكرمة- أحمد الأحمدي

دشن معالي المستشار في الديوان الملكي، وعضو هئية كبار العلماء الشيخ الدكتور سعد بن ناصر الشثري، وبحضور الشيخ فواز الغامدي مساعد مديرعام فرع وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد بمنطقة مكه المكرمه لشؤون الدعوة والإرشاد، الدورة التدريبية المكثفة، الذي نظمها الفرع لدعاة المنطقة ومحافظاتها، والتي ستستمر لمدة ثلاثة أيام بقاعة المحاضرات بجامع الراجحي بمكة،

وقد بدأت فعاليات الندوة بكلمة للشيخ فواز الغامدي، رحب فيها بمعالي الشيخ الدكتور سعد الشثري وشكره على استجابته لدعوة الفرع ، لشرح كتابه الموسوم” بفقه المناسك” ليستفيد منه الدعاة في أعمالهم الدعوية ،

كما شكر الغامدي الدعاة على حضور هذه الدورة والاستفاده منها، والتي تأتي في إطار جهود الوزارة لرفع مستوى العاملين في مجال الدعوة والإرشاد لتوعية الناس والحجاج والمعتمرين والزوار، والارتقاء بهذه المناشط الدعوية الهامة التي تخص شعيرة عظيمة، و ركنا هاما من أركان الإسلام، ألا وهو الحج ، بعد ذلك بدأ معالي الشيخ الشثري حديثه مشيدا بجهود فرع الشؤون الإسلامية واهتمامه بأمور الدعوة والدعاة، الذين يبذلون جهودا كبيرة و مقدرة في موسمي الحج والعمره لتوعية الحجاج والمعتمرين

و قال: أشعر بالحرج أن اتحدث إليكم لعلمي أنكم أخير و أفضل مني، ولكن قبلت هذه الدعوة لنتدارس سويا أمور الدعوة والاستفادة من علمكم، ولنستعرض كتابي هذا الذي بين أيديكم” فقه المنا سك”، وهذا الكتاب فيه ثلاثة أمور هامة، كلها ذات قواعد أصولية وفقهية و مقاصدية لأنني أعرف أن أخذ الاحكام بالجانب التفصيلي، أي كل حكم على حدة، لن يفيدكم شرحه؛ لأنه عمل تزاولونه جيدا، ولكن ما اريد التحدث عنه هو أن نأخذ سببا من هذه القواعد الثلاث المتعلقة بجزئيات الكتاب،

ولعل أولى هذه القواعد، أن الأعمال الشرعية فيها ثلاث جوانب؛ الأول: جانب قلبي بحيث تزداد صلة العبد بربه عزوجل، وهذا هو الأساس الذي نبني عليه، حيث إنه إذا تأمل الإنسان جميع ما في الشريعة وجد أنها تتركز على هذا الجانب، وتوليه عناية تامة منذ بداية البعثة، أما الجانب الثاني فهو تصحيح المفاهيم؛ بحيث نجعل مفاهيم الخلق متوافقة مع ماجاءت به الشريعة فالشياطين – أعاذنا الله منها- تضل الناس بقطع الصلة بينهم وبين ربهم عز وجل عن طريق تغيير المفاهيم لديهم ،

اما الجانب الثالث فهو جانب الأعمال الظاهرة و الشعائر فكثيرا ما تشغلنا ملاحظات الجانبين الأول والثاني، و بالتالي يتردد الناس في قبول ما لدينا من جهة، وفي نفس الوقت ينازع من ينازع في القضايا التي معنا ولو ابتدأنا بالجانبين الأولين لصلحت أمورنا.