الأرشيف المنبر

الشكر لك أيها الـبوح

عندما تغيب الشمس.. ويلبس الكون حلته السوداء.. ويعم السكون كل الأرجاء.. وتغيب وحيداً أيها الإنسان عن أنظار الأنام.. وحيداً تجلس مع كتابك.. كتاب همومك.. كتاب أحزانك.. كتاب آلامك.. فتقلب أوراقه.. وتقرأ سطوره.. وتتمعن في كلماته وحروفه.. فتأتيك قوافل الأحداث الموجعة.. فتعبر من خلال قلبك.. فتخنقك العبرة.. وأنفاسك تضيق.. ودموعك تنهمر.. ولا تعلم كيف عساك أن تعبر.. وكيف تبث همومك وآلامك تنثر.. فيأتيك البوح الصادق.. ليأمر قلمك الحساس.. فيسطر ما في خاطرك وما ألم بك.. في سطور أوراقك.. فتجد وكأن بركان صدرك.. وجد فوهة فرجه ليقذف حمم أوجاعه.. فتزول العبرة والنفس يعود والدمع يجف..
وكذلك عندما أشرقت الشمس.. وتلألأت خيوط أشعتها الذهبية لتعانق أحلامك.. وعم النور المكان وانبعث في القلب الأمل.. وجلست بين أحبتك وخلانك.. وأخذت تقلب أوراق كتابك.. كتاب أفراحك.. كتاب سعادتك.. كتاب أحلامك.. وجاءت البسمة لترسم الفرحة على شفاهك.. واختلط السرور مع دمك.. وذهب يزور قلبك.. من طريق الوريد ليعود بالبهجة مع شريانك .. واختلطت المشاعر.. بين الفرح والسرور وبهجة الأمل وتحقيق الأحلام.. فعجزت أن تعبر للأنام.. كيف هي بهجة جنانك وفرحة روحك.. عاد إليك البوح الصادق.. بحبه وإخلاصه.. وبين في السطور بقلم إبداعه.. كل ما بداخلك من مشاعر.. فتكتمل بذلك سعادتك وتزدان بهجتك ويشرق في الكون سرورك..
أعلمت الآن لما الشكر لكـ أيها البوح.. لأنك المتنفس للمشاعر.. بك نفضفض الآلام ونبعد الأحزان.. وبك نكتب الأفراح ونرسم الأحلام.. وإن كانت الخواطر روح فأنت أيها البوح الجسد.. أعود وأقول لك: الشكر لكـ أيها البوح.. 

[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]أحمد باسل ـ إعلام صحة جدة
[email protected][/COLOR][/ALIGN] 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *