ملامح صبح

الشقر أيقونة العبقرية !

تكتبها : جوري الغامدي

نحن على موعد سفـر بكـر يهاجـر بنا نحو عمق الكلمة ودلالة المعنى الآسـر ونحن نجتَّـر تنهديات شاعرنا الكبير:سعود بن سحبان ومعها مرحلة تجلّى فيها فن(الشقر)هذا الفن الذي يعتبر أيقونة الجمال الشعبي والذي يتماهى طربياً وإيقاعياً نستشهد منه ب لون(المجالسي) لنتشارك مع الشاعر سعود بن سحبان وابنه الشاعر الدكتور عبدالواحد لذَّة الإبحار النفسي وهو يسقط عليها بكائياته الموجعة والفقد في قمة مآسيه ورثائه فيقول:

قال ابن سحبان في قلبي حزن والهم أرعاه
على الذي ماعد اشوفه ولا اسمع بطاريه

لاما هرج من لسانه لا التفت كلمك نون
واللي من الكحل الإِثْمِد تبصره مان عينه

ليردعبدالواحد الزهراني:
ازفر زفير الذي مافي القلوب اله مرعاه
اصبح فقيرٌ وهو مايذكر الا بطاريه

يبغى يعلم ولاة الامر عن كل مكنون
والعسكر اللي على باب القصر مانعينه

ولعل المتمعن في قراءة هذه القصيدة قراءة فنية انطباعية يدرك هائيته الأخيرة كي تتناسب مع الحالة التي يعيشها الشاعر ويتضح ذلك بوضوح في قوله :(أرعاه – بطاريه – ما نعينه)ليأتي وضوح الشقر في الرد متجلياً بذات الألفاظ مع اختلاف في المعنى وهذا الشعر الغنائي يدركه شعراء العرضة الجنوبية ويعرفونه جيداً بل أنهم يجمعون على شاعرية فن(الشقر)ويصفونه بالعبقرية التي تسمو بشاعرها فوق كل تحدٍ قادم.

3 Responses

  1. متابع دائم لكل ما ينثره مدادك من محاولات جميلة للحفاظ على الموروث الشعبي ، أشكر لكِ هذا الإهتمام ، وكلنا سعادة للقادم .

  2. مبدعة استاذة جوري دائما كتاباتك تدل على خلفية كبيرة في الموروث الجنوبي

  3. الاستاذة جوري فقط في مقالين أعادتنا لإنسانيتنا واذكت فينا شغف التامل والعودة للقراءة
    شكرًا أستاذة جوري شكرًا هليل المزيني شكرًا صحيفة البلاد شكرًا للذوق الرفيع ومن يملكه من جمهور وكتاب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *