أشار الدكتور عزمي بشارة إلى أن الشعب السوري يشهد الآن لحظة صمود تاريخية تسجل لشعب عظيم أمام قسوة غير مسبوفة لنظام تحميه كذبة \"المجتمع الدولي\"، مضيفاً أن هذا هذا النظام رفض أي إصلاح مخيراً حلفاءه أن يقبلوه كما هو، أو يمضي إلى الحرب مع شعبه حتى النهاية غير آبه بدمار سورية ككيان، فتخلى عنه كثيرون رفضوا خياره الدموي، واختار حلفاؤه مصالحهم الإستراتيجية مع النظام، وقبلوه كما هو.
وأكد بشارة أنه بغض النظر عما يفكر فيه بعضهم حول النظام ومساوئه، فقد لحق بهم العار أيضا؛ لأنهم قبلوا شرطه أن يقفوا معه من دون شروط، وأصبحوا طرفاً في حربه على شعبه, وأشار إلى أن \"المجتمع الدولي\" لا يهمه إذا تدمّرت سورية ككيان أصلاً، وشقه الإسرائيلي يريدها أصلاً أن تستنزف تماماً في حرب أهلية.
وذكر أن الشعب في مرحلة الثورة يرفض أن يأخذه النظام رهينة عدم مبالاته بالنتائج، وأن يأبى أن يأخذه النظام رهينة الخيار الدموي إما العبودية أو الحرب الأهلية. فهذا الخيار ينفع في ردع الناس قبل الثورة، أما وقد اقتحموا بها حواجز الخوف، فلم يعد بإمكان أحد أن يضعهم أمام هذه الخيارات. فهم أيضاً ماضون حتى النهاية.
كما أوضح أنه إذا كانت الشعوب على حق فهذا لا يعني أنها تشكل معسكر الأخيار، ولا أنها إذا تسلحت فإنما تتسلح بالطهارة. في سوريا شعب مسلح حالياً، والشعب يخرج بمناقبه ومثالبه، بآماله العظام وتنوره، وتخلف بعض قطاعاته، وهو يصمد بالتعبئة ضد الاستبداد من أجل الحرية، وبالتعبئة بالتضامنات الأهلية التي تحتضن الناس في محنتهم وتشد من أزرهم، والتي تلوثها الأحقاد من ناحية أخرى. ولن يعالج الجراح واللوثات الطائفية والأهلية على أنواعها سوى وعي الثوار السوريين وإصرارهم على أن الهدف هو إقامة نظام حكم ديمقراطي لمواطني سورية كافة، وتحديد طبيعة المرحلة الانتقالية، من هنا أهمية نشوء قيادات سياسية واعية على المستوى الوطني، وليس المحلي فقط في الداخل السوري. وهي تنشأ باستمرار، فأتون الثورة السورية العظيمة يولد قيادات ميدانية وسياسية من دون توقف.
صفحة \"كلنا سوريا \".