عواصم ــ وكالات
أعلنت جماعة أطلقت على نفسها اسم “المقاومة الشعبية في الرقة” عن نفسها، قائلة إن هدفها محاربة “المحتل” الأمريكي في محافظة الرقة الواقعة شمال سوريا.
ونشرت الجماعة المذكورة مقطع فيديو، يظهر فيه أشخاص ملثمون، يشهرون الأسلحة، وأحدهم يمسك ورقة يعلن فيه بيان عن أهداف التنظيم الجديد.
واتخذ الفيديو والبيان وشعار التنظيم ملامح المليشيات الإيرانية، سواء فيما يتعلق بالشعار الذي يضم القبضة المضمومة وهي تمسك السلاح، وهي القبضة الشهيرة في شعارات المليشيات الإيرانية بداية من الحرس الثوري في إيراني، أو ما تفرع عنه مثل الحشد الشعبي في العراق، وحزب الله في لبنان، والصابرين في غزة، وغيرهم.
كما اختتم البيان بهتاف “الموت لأمريكا” الشهير أيضا في ختام بيانات مليشيات إيران.
واتضح من حديث المليشيا الجديدة ولاؤها للرئيس السوري بشار الأسد المدعوم من إيران.
ومما جاء في البيان: “(إلى مواطني الجمهورية العربية السورية، إلى أهالي محافظة الرقة الأبية، من هنا من درة الفرات وعاصمة الرشيد وحاضرة القائد الأسد)
ووفق مواقع محسوبة على المعارضة السورية، ومنها “بلدي نيوز” فإن التشكيل الجديد هو إحدى المليشيات الموالية للنظام والممولة منه، وجزء من مليشيا “القوات الشعبية”، التي يقودها النائب في مجلس الشعب السوري حسام قاطرجي. وقاطرجي متهم بأنه “يلعب على كل الحبال”، ومع كل التنظيمات بمختلف انتماءاتها، على طريقة تنظيمات “المافيا”، ويقود في سبيل ذلك مليشيات مرتزقة تخدم من يدفع.
فسبق أن تحدث موقع “أورينت” المحسوب على المعارضة كذلك في 2016 عن أنه يلعب دور الوسيط بين النظام السوري وتنظيم داعش الإرهابي؛ إذ تولى شراء شحنات يومية من النفط من آبار حقل العمر في محافظة دير الزور لصالح نظام الأسد.
وقال عنه موقع “بلدي نيوز” إنه وجه مليشياته للقتال في ريف حلب ودير الزور، وتعاون مع قوات سوريا الديمقراطية ذات الأغلبية الكردية، على الرغم من أنه في بيانه الجديد بشأن محافظة الرقة يدعو لمحاربته بصفته من المتعاونين مع الأمريكان، كما أنه يسعى إلى دور فيما يجري في محافظة عفرين
ويلعب قاطرجي في كل ذلك على وتر “مقاومة المحتل”، وهو الوتر الذي تلعب عليه جميع المليشيات سواء تلك التابعة لإيران التي تعتبر أن الأمريكان محتلون
ويأتي تشكيل مليشيا “المقاومة الشعبية بالرقة” بشعاراتها ونكهتها الإيرانية تأكيدا للدور الإيراني في إزكاء الصراع في سوريا بين مختلف المتحاربين، والاستفادة من وجود الجميع، وإعادة تجديد الصراع في مناطق صارت هادئة مثل محافظة الرقة، لترسيخ وجود طهران طويل الأمد تحت حجة مكافحة الإرهاب.
وفى إطار نشر وترسيخ فكر ثورة الخميني أعلنت إيران تأسيس كلية إيرانية للمذاهب الإسلامية في دمشق، ووفق الاعلان فإن الكلية ستقام في 27 رجب المقبل بالتعاون مع المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية، وهو مؤسسة إيرانية.
وتأتي هذه الكلية في إطار سعي إيران لإحكام سيطرتها الدينية والثقافية والإعلامية والاقتصادية على سوريا، بعد أن أحكمت سيطرتها على بعض مناطقها الجغرافية تحت ذريعة دعم سوريا أمام الإرهاب.
وكان من ثمار هذا التمكن إقامة قاعدة عسكرية دائمة، إضافة إلى تخصيص قناة إيرانية فضائية لسوريا لبث أفكار الثورة الخمينية في صدور الأجيال السورية الجديدة.
والمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية، الذي يتولى محسن أراكي منصب أمينه العام، يستهدف اختراق المجتمعات الإسلامية تحت لافتة “التقريب بين المذاهب”، وأسسه المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي في 1990، وله فروع في عدة دول.
ويُتخذ من المجمع ومقراته ستار للترويج لفكرة الخميني، وللتنسيق بين إيران وبين التنظيمات الأخرى، لنشر الإرهاب والعمل المسلح والفكر التحريضي، مثلما اجتمع أراكي بعدد من مسؤولي تنظيم الإخوان الإرهابي، وعلى رأسهم إبراهيم منير، نائب مرشد التنظيم، في لندن في مؤتمر تحت لافتة التقريب بين المذاهب، يوليو الماضي.
وما تسعى إيران لفعله في سوريا هو تكرار لما فعلته في العراق، فبعد إحكام سيطرتها على بعض المدن العراقية عبر مليشيا الحشد الشعبي بذريعة محاربة الإرهاب أيضا، أعلنت في أغسطس الماضي وضع حجر الأساس لأول جامعة إيرانية في العراق.
وفي الشهر التالي له افتتح القنصل الإيراني في العراق مدرسة في مدينة “برطلة” بمحافظة نينوى تحمل اسم مرشد إيران السابق الخميني.
وعن مصدر تمويل المدرسة، قال موقع “السومرية نيوز” العراقي إنها من منظمة الخلاني الإيرانية.
وتقع المدرسة في “خزنة تبة” التابعة لبرطلة، وهي قرية ذات كثافة شيعية، فيما يجاورها مناطق ذات كثافة مسيحية، خاصة من طائفة السريان الكاثوليك والأرثوذكس الذين أثارت المدرسة لديهم مخاوف من أن تسعى إيران وأتباعها في المستقبل لإجبارهم على الالتزام بما تلزم به الشيعة.
وفى سياق الكذب الايراني المتواصل زعم وزير خارجية طهران محمد جواد ظريف، خلال زيارته لصربيا أن بلاده “أحد أكثر البلاد أماناً”في منطقة الشرق الأوسط.
وأثارت تصريحات وزير خارجية الملالي سخرية مجلة نيوزويك الإخبارية الأمريكية إذ اعتبرت أنها “سقطة جديدة للدبلوماسية الإيرانية على المستوى الدولي”.
وقالت إن تصريحات ظريف قوبلت باستغراب من قبل الأوساط الدبلوماسية الدولية.
وتأتي تصريحات ظريف خلال أحد أسوأ الفترات التي تعيشها إيران على مستوى زيادة وتيرة العقوبات الدولية والأمريكية وتدهور الأوضاع الاقتصادية والمعيشية إضافة إلى تفشي الإرهاب وزيادة وتيرة الاحتجاجات في المدن الإيرانية ضد سياسات حكم الملالي.
كما زعم ظريف أن طهران “استطاعت أن تحصل على قدر كبير من القوة والأمن بالرغم من القمع الدولي والعقوبات الدولية خلال الـ40 عاماً الماضية”.
وأبرزت المجلة الأمريكية تصريح ظريف على أنه “سقطة بشعة” في عالم الدبلوماسية، حيث ادعى ما ليس حقيقياً أمام حشد دولي يعي تماماً الأحوال في إيران، والسلوك الإيراني الذي يضع منطقة الشرق الأوسط في حالة مستمرة من عدم الاستقرار.
واستعرضت المجلة أبرز الأحداث التي تكشف عن كذب تلك التصريحات، وقالت إنه منذ إقرار حزمة جديدة من العقوبات الدولية على إيران عام 2015 بدأت الأوضاع المعيشية في إيران بالتدهور بشكل كبير، حيث زادت نسب البطالة وارتفعت معدلات الفقر في البلاد، إضافة إلى تزايد وتيرة الاحتجاجات والسخط الشعبي في إيران، والتي كان آخرها المظاهرات التي طالبت بإسقاط الملالي في ديسمبر 2017.
وكان تنظيم داعش قام بهجوم إرهابي في يونيو الماضي داخل طهران أدى إلى مقتل 18 شخصاً في مبنى البرلمان الإيراني، بالإضافة إلى المناوشات المستمرة مع الأحواز والأكراد في جنوب غرب إيران، ما يعد دليلاً على كذب الوزير الإيراني.