جدة ــ وكالات
لم يقتصر الدور التخريبي القطري على جيرانها والدول الإقليمية المحيطة بها، بل تعدى ذلك إلى أفريقيا، حيث وجدت الدوحة في الجماعات الارهابية ضالتها، فدعمتها وآوتها ووفرت لها الملاذ، وكانت ليبيا مركز الانطلاق.
فتقسيم ليبيا جزء جزء سيناريو تعمل امارة الارهاب على تحقيقه بكل م اوتيت من قوي عبر إثارة الفتن والفوضى بين الشعب الليبي، مخطط التخريب والتدمير الذي تسعي قطر لتنفيذه في ليبيا، كان مقرراً أن يتم تنفيذه في العديد من الدول العربية، وفي مقدمتها دول الربيع العربي، ولكنه فشل في بعضها، ونجح في ليبيا، وإلى حد كبير في اليمن.
ثم ان المخطط القطري لتفيت لبيبا لعبت فيه قناة الجزيرة الدور الجوهري الى جانب إلى استخدام قطر للإخوان والجماعات المتطرفة التي عاثت في الأراضي الليبية فساداً، ودعمتهم بالمال والسلاح، لتنفيذ مخطط التقسيم بهدف الاستحواذ على حقول الغاز الطبيعي في ليبيا، ومن هنا يجب ألا نستغرب أي دور قطري في تفتيت الوطن العربي وإثارة الفتن، لأن حكام قطر نظموا علاقاتهم مع إسرائيل والغرب على هذا الأساس.
إلا أن الشعب الليبي لم يصمت ففي 17 مايو 2013، خرجت تظاهرات في عدد من المدن الليبية تندد بالتدخل القطري السافر في الشؤون الداخلية للبلاد، وقام بعض متظاهري بنغازي بحرق دمية تشبه حمد بن خليفة، بعد ضربها بالحذاء،
كما تم حرق العلم القطري في مدينة طبرق، فالمؤامرات التي نفذتها قطر في ليبيا كثيرة ومتعددة، بداية من إيواء علي الصلابي القيادي البارز في جماعة الإخوان الإرهابية، واستخدام المنتمين لتنظيم القاعدة لتحقيق أغراضها في السيطرة والهيمنة على البلاد ومنهم عبد الحكيم بلحاج وسفيان بن قمو، وهما من المنتمين للقاعدة، والعمل على مساندتهما بالباطل في مسرحية هزلية للتحكم في المشهد الليبي، ودفعهما للأمام لقيادة الليبيين بعد سقوط نظام القذافي
بداية المؤامرة القطرية ضد ليبيا كانت حينما تمت الاستعانة بعبد الحكيم بلحاج التكفيري القاعدي، وهو شقيق أبو يحيى الليبي الرجل الثاني في تنظيم القاعدة، و”بلحاج” أحد القيادات النشطة في الجماعة الليبية المقاتلة، وهي جماعة مسلحة ذات فكر تكفيري مستمد من سيد قطب.
أصبح عبد الحكيم بلحاج اسماً يهز الساحة الليبية، ودخل للواقع الليبي من أقوى أبواب ما أسماه الشرعية الثورية، وهو في الحقيقة صنيعة قطر، وهو نفسه الرجل الذي يشار له بالبنان عندما يتعلق الأمر بتنظيم القاعدة، وهو الآن يمتلك شركة طيران، ويوصف بأنه رجل المعادلة القطرية في ليبيا. لم يعد خافياً على أحد أن قطر هي التي ضغطت على كل من ليبيا وتونس لتعيين كل من محمود شمام مسؤولاً عن الإعلام الخارجي للمجلس الانتقالي الليبي، ورفيق عبد السلام وزيراً للخارجية في حكومة النهضة بتونس، ومحمود شمام هو عضو بمجلس إدارة قناة الجزيرة، أما رفيق عبد السلام فهو رئيس قسم الدراسات بمركز قناة الجزيرة البحثي.
فيما اختتم المؤتمر الدولي لمكافحة تمويل الإرهاب المنعقد على هامش قمة ميونيخ للأمن، أعماله، بإصدار مجموعة من التوصيات، من بينها المطالبة بمقاضاة قادة قطر جنائيا.
وطالب البيان الختامي للمؤتمر، قادة الدول المشاركين حاليا في قمة ميونيخ الأمنية بأن يشجبوا سياسيا، ويقاطعوا دبلوماسيا ويعاقبوا اقتصاديا الدول التي تعتمد سياسيات حكومية تصب في دعم وتمويل وإيواء المنظمات الإرهابية وقادتها، وفي مقدمتهم قطر.
كما طالب المؤتمر كلا من المنظمات والهيئات الدولية بالتصدي جديا لإشكاليات تمويل الاٍرهاب، بوصفها المعركة الفيصل في الحرب الحضارية التي تخوضها الإنسانية ضد الاٍرهاب ومنظماته بمختلف توجهاتها ومرجعياتها السياسية والدينية.
وناشد المؤتمر عائلات ضحايا العمليات الإرهابية التكاتف، وحث المنظمات الحقوقية العالمية لمساعدتهم لإقامة قضايا جنائية ضد قادة قطر والأشخاص القطريين الذين يمولون الإرهاب ويتسببون في قتل أبنائهم وأبناء أسر عديدة حول العالم.
واستضافت مدينة ميونيخ الألمانية، فعاليات المؤتمر الدولي لمكافحة تمويل الإرهاب، والذي ينظمه مركز دراسات الشرق الأوسط بباريس، لكشف حقيقة النظام القطري الذى يدعم التطرف على هامش مؤتمر ميونخ للأمن.