أرشيف صحيفة البلاد

« الشريك» يرفض مغادرة سفرة أهل المدينة في رمضان

كتب – سامي حسون ..

عنما يحل الشهر الفضيل وتشع أنواره لتضيء القلوب قبل الدروب , ويتلبس الناس فيه روحانيات رمضان بين عبادات وعادات , ويتحررون خلاله من جشع المادة ,فيصبحون أكثر عطاء وسخاء ,ويؤدون صلواتهم بانتظام في المساجد, ويعاملون الآخرين بخلق حسن ,ويفيضون على أهلهم وأرحامهم وجيرانهم مودة ورحمة . تبرز عادات الشعوب جلية في ممارسة طقوس ألفوها وتجهيز أكلات ووجبات أحبوها .
نجد أن أهالي المدينة المنورة يحرصون على الحفاظ على \"الشريك\" المحشو بالحمص وهو يعتبر من انواع الخبز اللذيذ والخفيف والذي لا يمكن ان يغادر سفرتهم الرمضانية ، حيث يقبلون على أكلها في وقت الفطور والعشاء بعد التراويح أوحتى في وقت السحور، ولأنها من الأكلات الرئيسية في رمضان فقد اشتهر به اهل المدينة منذ عقود طويلة.
ويتكون خبز \"الشريك \"من دقيق وسمن وحمص مدشوش منقوع في ماء دافيء ،او حمص مدشوش مطحون ناعم،وسكر،وملح ،وشيبة مطحون ( نوع من البهار على شكل أوراق سوداء اللون خفيفة )
بيضة مخفوقة مع 3 ملاعق طعام حليب سائل وسمسم للزينة.
في حين يبدو أن خبز \"الشريك\" يعد الأكثر إثارة لشهية الصائمين الواقفين على اعتاب مخابز العم بادئ كعكي والعم حسان أصحاب الشهرة والشعبية الكبيرة بين عشّاق الشٌريك الرمضاني.
كما ارتباط الشهر الكريم بخبز الشريك في مدن منطقة الحجاز الثلاث، يأتي متزامناً مع كثير من العادات الرمضانية المتوارثة فيها، وهو الأمر الذي يعتبر أحد أهم العادات في رمضان بشكل خاص، والمرتبطة بصحن الفول على مائدة الإفطار في مكة المكرمة وجدة والمدينة المنورة.