الحديدة ــ وكالات
عقب الهزائم الكبيرة التي منيت بها خلال الأيام الماضية في الساحل الغربي، والتي انتهت بتحرير مديرية الدريهمي وباتت القوات اليمنية المشتركة على مشارف مدينة الحديدة ، بدأت مليشيا الحوثي الانقلابية بفرض قبضة حديدية داخل مركز المدنية ، وباقي المناطق الخاضعة لسيطرتها في عموم اليمن، وذلك في محاولة للملمة شتاتها وتعويض خسائرها الموجعة التي تلقتها خلال الأيام الماضية من المقاومة اليمنية، المسنودة بقوات التحالف العربي.
وأقدمت المليشيا خلال الساعات القليلة الماضية على شن حملة اعتقالات تحت مبرر الاشتباه، والبحث عن مناهضين لها، ومن وصفهم زعيم الانقلابيين بـ”المخترقين” لصفوفها وسهلوا انتصارات المقاومة الوطنية.
إلى ذلك، تمكنت قوات الجيش الوطني والمقاومة من استعادة منظومة صواريخ باليستية جنوب الحديدة، كانت بأيدي ميليشيات الحوثي.
وذكرت مصادر عسكرية أن قوات الشرعية عثرت على مخازن كبيرة من الأسلحة الثقيلة في المزارع على طول الشريط الساحلي الغربي، بينها صواريخ باليستية وعربات نقل ومدفع هوزر، وعربة تحمل قواعد صواريخ وعربة مدرعة، إضافة إلى العديد من الأسلحة الرشاشة.
وتؤكد المعطيات الميدانية أن تحرير مدينة الحديدة ومينائها الاستراتيجي، بات محسوماً وفقاً للمعايير العسكرية، بعد الانتصارات الساحقة لقوات الشرعية اليمنية، بإسناد من تحالف دعم الشرعية، ما سيمثل فصلاً حاسماً في دفن مشروع إيران في اليمن، عبر وكلائها من ميليشيات الحوثي.
من جهتهم، يؤكد خبراء عسكريون أن تحرير ميناء الحديدة، سيمثل ضربة قوية بل نهاية حتمية لميليشيات الانقلاب، كونه سيقطع آخر شرايينها البحرية لتهريب السلاح الإيراني، ومنفذها الوحيد المتبقي على العالم، ما سيعزلها داخلياً في دائرة مغلقة، يتهاوى معها انقلابها وينتهي.
تؤكد المعطيات الميدانية أن تحرير مدينة الحديدة ومينائها الاستراتيجي، بات محسوماً وفقاً للمعايير العسكرية
الى ذلك اعتقلت المليشيا في محافظة الحديدة نحو 60 شخصا، جميعهم ناشطون وحقوقيون يعملون في إطار منظمات المجتمع المدني وآخرون قالت إنهم مشتبه بهم.
ووفقا للمصادر، فإن حملة الاعتقالات المستمرة منذ اليومين الماضيين رافقها انتشار واسع لعناصر مليشيا الحوثي داخل المدينة فيما تم توزيع مليشيا أخرى كقناصة فوق أسطح المباني السكنية والفنادق السياحية والمرافق الحكومية.
ونقلت المليشيا الحوثية الناشطين المختطفين إلى معتقلات سرية، فيما تم نقل أكثر المعتقلين المحتجزين في سجونها خلال السنوات الماضية إلى العاصمة صنعاء، الخاضعة لسيطرتهم منذ أواخر 2014.
وفي الأثناء، باشرت جماعة الحوثي إلى تعميم فكرة الاعتقالات في أرجاء المدينة وضواحيها، كنوع من الترهيب الذي تستخدمه ضد المواطنيين الأبرياء.
واكد مصدر حقوقي أن أكثر من 60 شخصا اعتقلوا خلال الـ72 ساعة الماضية، غالبيتهم ينحدرون إلى مديريات زبيد والجراحي وبيت الفقيه، بحجة الاشتباه بولائهم للشرعية ودعم التحالف العربي.
وأقدمت مليشيا الحوثي، خلال الساعات الماضية، على تطبيق حظر تجوال غير معلن في شوارع المدينة وذلك ليتسنى لها استكمال نهب المؤسسات الحكومية والخاصة، ونقل ما يمكنها نقله إلى العاصمة صنعاء آخر حصونها ومركز ثقلها السياسي.
وبحسب شهود عيان تحدثوا لوسائل اعلام يمينة فقد حشدت المليشيات الحوثية عناصرها من خارج المحافظة وقامت بنشر مسلحيها في الشوارع، فضلا عن نصب نقاط تفتيش مكثفة، في مختلف الشوارع الرئيسة والأحياء السكنية .
واكد شهود العيان أن غالبية المواطنين في الحديدة ملتزمون بالبقاء في منازلهم خشية الوقوع ضحية لبطش عناصر الحوثي، فيما هناك الكثير من الأسر تبحث عن ملجأ آمن لها يقيها شر الممارسات الانقلابية التي تتربص بكل من يقرر الخروج أو التحرك من منزله .
إجراءات مليشيا الحوثي الأخيرة في الحديدة، تأتي في ظل التقدم الثابت للقوات المشتركة المدعومة من قبل التحالف، وهي إجراءات تقدم عليها المليشيات الحوثية استباقا لعملية التحرير التي ستشهدها محافظة الحديدة خلال الساعات المقبلة.
فيما دكت مقاتلات التحالف العربي، مواقع ومعسكرات حوثية بمحافظة الحديدة، تزامنا مع العملية العسكرية الكبرى على الأرض، ما ضاعف من نزيف خسائرها البشرية المتواصل منذ أيام في الساحل الغربي.
وقالت مصادر عسكرية إن مقاتلات التحالف، قصفت معسكرا لمليشيا الحوثي في منطقة “القرشية” غربي مديرية “الحسينية” الواقعة جنوبي الحديدة.وأشارت المصادر، إلى أن الغارات، دمرت أسلحة متنوعة وصواريخ باليستية، بعد ساعات من إيصال الانقلابيين لها إلى المعسكر المستهدف”.
ولفتت المصادر، إلى أن الغارات، أسفرت أيضا عن تدمير عدد من الدوريات العسكرية الحوثية، ومقتل وإصابة العشرات من عناصر المليشيا.
كما شنت مقاتلات التحالف، سلسلة غارات استهدفت تجمعات متفرقة للحوثيين شرقي مديرية الدريهمي وساحل “الطائف” جنوبي الحديدة. وكبدت الغارات مليشيا الحوثي خسائر فادحة في الأرواح، وتعزيزات من عناصرها كانت قد وصلت من العاصمة صنعاء.