الأرشيف دوحة السودان

الشاعر العباسي..بين الأصالة والمعاصرة

هو محمد سعيد بن الشيخ محمد شريف بن الشيخ نور الدائم بن الشيخ أحمد الطيب العباسي.
ولد بمنطقة النيل الأبيض عام 1880 م وتنقل في صباه بين عدد من الخلاوي في السودان، فحفظ القرآن ودرس شيئا من العلوم الدينية وقواعد اللغة العربية. ثم التحق بالمدرسة الحربية بمصر وتركها بعد عامين من التحاقه بها.
نشأت بين العباسي وأستاذه الشيخ عثمان زناتي، مدرس اللغة العربية بالكلية الحربية علاقة روحية عظيمة أثرت بشكل كبير في تكوينه الأدبي. فقد لاحظ الشيخ عثمان إلمام تلميذه العباسي بعلم النحو والعروض وحفظه للقرآن الكريم، فقرّبه إليه من دون بقية التلاميذ. وعندما توفي الزناتي رثاه العباسي بقصيدة.
وبعد عودته من مصر إلى السودان إتجه العباسي نحو دراسة كتب الفقه والأدب على يد والده الأستاذ محمد شريف، ثم رجع مرة أخرى إلى مصر عام 1906 م، برفقة والده لتلقى المزيد من العلم.
ارتبط العباسي من خلال قصائده بهموم وقضايا الوطن العربي والإسلامي.
ونظم العباسي شعره على الموزون المقفى وجدد في موضوعاته، محافظًا على قوة السبك وجزالة اللغة مستمدًا صوره من بيئة الشعر القديم، غير أنه خاض موضوعات عصره التي ارتبط أكثرها بتجربته الروحية والوطنية ولا سيما قضايا السودان، وفي شعره مسحة ذاتية فجاءت تجربته مزجًا بين روافد عدة تجمع بين الأصالة والمعاصرة كشأن رواد التجديد.و تتجلى علاقاته الإنسانية صافية مفعمة بالحنين في مراثيه، كما في مراسلاته، وذكرياته.
وينطلق فن العباسي وأدبه من أماديدَ دينية عميقة الجذور ، كما يستمد قوته من لغة غذتها مشاهد البادية بمضاربها، ونيرانها، وانتقال الشاعر فيها من ماء إلى ماء، وانتجاعه فيها وتتبعه مساقط المطر، حيث كان كما كان الأولون ينزلون على المدر مثلما ينزلون على الأواجن الطوامي.
نشر له ديوان شعر بعنوان (ديوان العباسي) في عام 1948 م.
توفي محمد سعيد العباسي في عام 1963م ومن قصائده (عهد جيرون) يقول فيها:
ولا أتوق لحال لا تلائمها حالي
ولا منزل اللذات يلهيني
ولست أرضى من الدنيا وإن عظمت
إلا الذي بجميل الذكر يرضيني
وكيف أقبل أسباب الهوان
ولي آباء صدق من الغر الميامين

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *