أرشيف صحيفة البلاد

«الشؤون البلدية» تتبنى دراسات لرصد وتصنيف آفات الصحة العامة

تواصل وزارة الشؤون البلدية والقروية سعيها للارتقاء بمشروعات الإصحاح البيئي لمكافحة آفات الصحة العامة، وتحديد أولويات احتياجات المناطق والمدن.

وقامت الوزارة ممثلة بوكالة الشؤون البلدية مؤخراً, بإعداد وتنفيذ العديد من الخطط والبرامج والمشروعات لرصد ومكافحة آفات الصحة العامة بمختلف مناطق المملكة والتي تهدف إلى تطوير أداء الأمانات والبلديات في أعمال الإصحاح البيئي ، والمحافظة على البيئة وحمايتها من التلوث, إلى جانب تطوير برامج الإصحاح البيئي ووضع أسس الإدارة المتكاملة للآفات بما يتماشى مع توصيات منظمة الصحة العالمية، حيث تم إجراء الاستكشافات والمسوحات للآفات لتحديد أنواعها وأماكن تواجدها وتكاثرها وكثافتها، وموسمية انتشارها، إضافة إلى إجراء اختبارات الحساسية، كما تم تطوير طرق مكافحة آفات الصحة العامة في مختلف الأمانات والبلديات من الطرق التي تعتمد على المكافحة الكيميائية (الضباب الحراري، الرذاذ العادي، الرذاذ المتناهي الصغر)، إلى المكافحة المتكاملة بالطرق الصديقة للبيئة من خلال تطبيق خطط الإدارة المتكاملة للآفات.

وقسّمت وزارة الشؤون البلدية والقروية مناطق المملكة إلى مناطق جغرافية, حيث جرى إعطاء الأولوية في تنفيذ هذه الدراسات للمناطق الحرجة التي تعرضت أو ما زالت تتعرض لأوبئة أو أمراض، التي غطت في مرحلتها الأولى رصد الآفات في مناطق جنوب المملكة (جازان، نجران، عسير، والباحة) ، تلى ذلك دراسة مناطق غرب المملكة (مكة المكرمة، المدينة المنورة، تبوك).

وشرعت الوزارة في تنفيذ المرحلة الثالثة 1437 / 1439هـ التي تغطي مناطق شرق وشمال المملكة (الشرقية، الحدود الشمالية، حائل، الجوف)، فيما سيتم لاحقاً تحديد الفترة الزمنية لدراسة مناطق وسط المملكة (الرياض، القصيم).

وتهدف هذه الدراسات التي تقوم بها الوزارة إلى رصد وتصنيف آفات الصحة العامة في مناطق المملكة كافة، ووضع قاعدة معلومات جغرافية تحتوي على البيانات ذات العلاقة التي يمكن استخدامها لبناء خرائط التوزيع العددي والموسمي للآفات، ووضع نموذج للعوامل البيئية لكل آفة أو مجموعة من الآفات لتحديد التوقعات المستقبلية بانتشارها مما يساعد المختصين في توجيه وحصر أعمال المكافحة في هذه الأماكن وتوفير الكثير من الجهد والمال.

كما تهدف الدراسات إلى عمل اختبارات الحساسية للمبيدات لمكافحة آفات الصحة العامة بمناطق الدراسة، حيث يتم من خلال نتائجها معرفة المبيدات المستخدمة التي أثبتت نتائج اختباراتها عدم فعاليتها في أعمال المكافحة مما يساعد على الحفاظ على البيئة من التلوث وتوفير مبالغ طائلة على الدولة, كما تهدف أيضاً إلى تبني استراتيجيات الإدارة المتكاملة للآفات مع تفعيل دور المجتمع من خلال التعبئة المجتمعية وتوجيه الجهات المختصة، وكذلك تدريب وتطوير قدرات المختصين في الأمانات والبلديات بمناطق الدراسة على طرق استكشاف ورصد وتصنيف آفات الصحة العامة والطرق المثلى لمكافحتها, إضافة إلى تضمن أهداف الدراسة وضع نواة للتعاملات الإلكترونية، عن طريق نظام رصد آفات الصحة العامة، الذي يمثل قاعدة بيانات ذات تصميم ممتاز وسهل الاستخدام، على أن تقوم كل أمانة بإكمال مسيرة الوزارة بإدخال بيانات الرصد الخاصة بها من خلال نظام رصد آفات الصحة العامة الإلكتروني على موقع الوزارة.

وتمثل منظومة مشروعات الرصد لآفات الصحة العامة نواة لقاعدة معلومات تحتوي على تصنيف للآفات وأماكن تواجدها ومواسم كثافتها مما يمكن من وضع خريطة بيئية بهذه الآفات وخارطة طريق مناسبة لمكافحتها بالاعتماد على المكافحة المتكاملة وليس المكافحة الكيميائية فقط، إضافة إلى رفع جودة المكافحة الكيميائية باعتبارها العمود الفقري لأي أعمال مكافحة، وذلك باختيار المبيد المناسب بالآلة المناسبة في الوقت المناسب، والتركيز أيضاً باستخدام الطرق الوقائية والطرق الاستكشافية معتمدين على التوقعات المستقبلية، مما يرفع من جودة العمل وبالتالي سلامة الأرواح وتقليل التكاليف والحفاظ على البيئة من التلوث.