حيدر إدريس عبد الحميد
ظل السودان منذ أمد بعيد جسراً ومعبراً للتواصل العربي الأفريقي واضطلع بدور مقدر في تعزيز علاقات الجانبين في كافة المحافل الدولية وقد فطنت حكومته مؤخراً إلى ضرورة إنشاء مشاريع مشتركة مع دول الجوار خاصة والدول الشقيقة والصديقة لتسهيل انسياب حركة التجارة وخدمة مصالح الشعوب.
ويمثل معبر أشكيت – قسطل الذي من المقرر أن يكون قد افتتح يوم أمس الخميس ومعبر أرقين – أبو سمبل المزمع افتتاحه نهاية هذا العام 2015م أهمية كبرى للسودان ومصر ودول الجوار لتشجيع التجارة والتواصل الإنساني فقد تم ولأول مرة ربط البلدين بطرق قارية مسفلتة وقد سبقه افتتاح معبر القلابات بين السودان واثيوبيا إنفاذاً لاتفاقية نقل الركاب التي تم توقيعها بين البلدين في ديسمبر 2013م وفي الجانب الأريتري فقد تم افتتاح الطريق القاري في 2011م وتشييد معبر اللفة الرابط بين السودان وإريتريا ليعقبه قريباً المعبر الرابط بين السودان وتشاد.
وخطا السودان خطوات أخرى في سبيل استفادة بعض دول جواره من موانئه فقد تقرر منح تشاد تخفيضات هائلة من رسوم الموانئ و3 آلاف متر مربع بميناء بورتسودان وتسهيلات أخرى.
أما في الجانب الاثيوبي فقد وقع البلدان اتفاقية لاستيراد 50 ألف طن من الأسمدة لإثيوبيا عبر ميناء بورتسودان إضافة إلى استقبال واردات عابرة الى الأراضي الأثيوبية منذ يناير الماضي.
وفي جانب آخر أكمل السودان جاهزية ست مناطق حرة للمستثمرين السعوديين في مناطق حدودية مع دول الجوار الأفريقي، وفق إجراءات تحسينية مطمئنة وهي فرصة استثمارية كبرى نظرا للموقع الاستراتيجي للسودان الذي يمثل إحدى مجموعة (الكوميسا) التي تضم 500 مليون نسمة.
كما وقع السودان وتركيا في أنقرة اتفاقية لتشجيع الاستثمار المتبادل، ومذكرة تفاهم للتعاون في مجال إنشاء مناطق حرة.
إن مثل هذه المشروعات المنفذة وتلك التي تحت التنفيذ تؤسس لحقبة جديدة من التعايش السلمي بين الشعوب وتبادل المصالح والاستثمار الأمثل للموارد ودعم أواصر الصداقة والمحبة بين كافة الأطراف.