جدة – مهند قحطان – تصوير المحرر
أكدت رياضة الملاكمة السعودية تطورها، وقوتها، عقب فوز الملاكمين السعوديين عبدالفتاح الجليدان، وزهير القحطاني، على الجورجيين شافيلغو، وجفينيا شفيلي في نزالي نهائي السوبر العالمي على كأس محمد علي للملاكمة، لفئة الوزن المتوسط، الذي نظمته الهيئة العامة للرياضة مؤخرا، والذي استضافته الصالة المغطاة في مدينة الملك عبدالله الرياضية بجدة. وقد تفاعل البطل العالمي نسيم حميد مع الانتصار السعودي، وطالب الجماهير بدعمم البطلين الجليدان، والقحطاني في البطولات القادمة. من جهته، قدم رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للرياضة تركي آل الشيخ مكافأة مالية للبطلين الجليدان والقحطاني،عبر تغريدة في تويتر قال فيها: ألف مبروك للملاكمين السعوديين عبدالفتاح جليدان وزهير القحطاني فوزهما في الوزن المتوسط. مبروك.. وقد تم التوجيه بمكافأتهما بـ400 ألف ريال.
(البلاد)، التقت الملاكمين، للحديث عن طموحاتهما المستقبلية؛ حيث قال البطل زهير القحطاني- الذي قضى طفولته في بريطانيا: في البداية، الحمد لله على هذا الإنجاز. تدربت لمدة شهرين بجدية تامة، وكنت واثقا من إمكاناتي الفنية، والحمد لله. ذهبت إلى الحلبة وأنا واثق من أنني سأحقق الفوز، بإذن الله. وعن بدايته، قال زهير: ذهبت إلى لندن للدراسة منذ فترة الإبتدائي حتى حصلت على شهادة الماستر، وبدأت رياضة الملاكمة وأنا صغير جدا، حيث كان عمري حينها قرابة 12عاما، وكان أخي الأكبر رياضيا، وكان يمارس كرة القدم، والسلة، والتنس، والملاكمة أيضا، عندها كنت أذهب إلى غرفته لأرى ميدالياته بكثرة،
وقرر أخي حينها أن أذهب معه إلى النادي، وعندما رأيته يتدرب أعجبتني رياضة الملاكمة؛ كونها ليست لمجموعة بل لشخص واحد، وليس أي شخص يستطيع دخول الحلبة إلا من يتدرب بشكل صحيح . وأضاف زهير: بدأت التدريب من عمر 12عاما، واستمررت وسجلت في أول ناد حينها في بريطانيا ولعبت 55 مباراة وربحت منها 50 ميدالية، والحمد لله، أصبحت محترفا، والآن أنا في جدة وفزت أيضا.
وأكد القحطاني أنه يعد الشعب السعودي بالحزام العالمي، بإذن الله قريبا.
وأضاف: لقد تابعت خصمي من خلال فيديوهات عبر اليوتيوب لمعرفة طريقة لعبه، ولفت انتباهي حجمه الكبير ويده الطويلة وثباته، ولهذا اضطررت للعب من بعيد، لكي أرى نقطة ضعفه والتي لم تأخذ وقتا طويلا حتى اكتشفتها؛ كونه بطيء وليس سريعا. كنت أستطيع إنهاء النزال في الجولة الأول، لكن المدرب أراد أن أستمر، حتى تحقق الفوز والحمد لله.
وعن الجماهير، أكد القحطاني أنه يرى أن الشعب والجماهير السعودية رياضية جدا، ويدعمون اللاعبين السعوديين، وأكبر مثال الملاكمة، وهي البداية وهذه أول مباراة وبدرجة عالمية تطلق من المملكة العربية السعودية، وقد لاحظت تواجد عدد كبير من الجماهير. أنا لعبت في الخارج لكن لم أجد كل هذا الدعم من الجماهير مثلما وجدت هنا في جدة . حقيقة هو شعور لا يوصف؛ كون الجميع يهتف باسمي، ولم اتوقع أن الجماهير السعودية تحب الملاكمة وبهذه الأعداد. اعتقد بعد هذه البطولة ستتطور الملاكمة بشكل أكبر في المملكة. وختم: إن دعم رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للرياضة تركي آل الشيخ شيء جدا جميل. وأنا أرى أن الأمور أصبحت أسهل مما سبق للتدريب على حزام آسيا؛ لذا أشكر معالي المستشار تركي آل الشيخ على دعمه وتمنيت أن أراه في المباراة، لكنني علمت أنه مريض، وإن شاء الله، يرجع بالسلامة، ولا أستطيع أن أصف حبي وامتناني له؛ لما قدمه لنا وللرياضة السعودية.
الجليدان: الفوز كان خياري الوحيد
من جهته، أكد البطل عبدالفتاح جليدان أنه كان يتوقع إقامة بطولة عالمية للملاكمة في المملكة؛ وقال: لذلك لم يكن عندي أي خيار غير الفوز، وفي رياضة الملاكمة أيا كانت خياراتك، ستواجه صعوبات كثيرة لكن، والحمد لله استطعت الفوز عللى خصم عنيد، واسعدت الجماهير الكبيرة الحاضرة. وعن بداياته في الملاكمة، قال الجليدان: إن بداياتي كانت متأخرة نوعا ما، فقد بدأت في عمر 26 عاما، وهذا السن في الرياضة يعتبر متأخرا جدا، ولكن حبي للملاكمة هو من جعلني أجيد فيها، وكان لدي هدف هو أن أحقق إنجازا بهذه اللعبة ، حتى فزت خلال هذه البطولة.
وأشار عبدالفتاح إلى أن أهم مشاركة له في المنتخب كانت في بطولة العالم في أذربيجان عام 2011 وحقيقة قد اكتسبت منها خبرة كبيرة؛ نظرا لوجود أكثر من 126 دولة لجميع الأوزان، وهذه تعتبر أهم مشاركة في تاريخي بهذه اللعبة. وأضاف: يجب على الملاكم أن يكون له أسلوب معين قبل دخوله للحلبة، مثل دراسة خصمه، وأساليبه من حيث السرعة، والقوة، والدفاع، والهجوم، وانا أعتمد على الضغط على المنافس؛ مهما كان لكي أكون قويا أمامه، وأكسر إرادته. كنت أريد في النزال الأخير أن أختمه بالضربة القاضية، لكن كل شيء بيد الله.
ونبه عبدالفتاح إلى أن الملاكمة تعتبر علما، وبها أساليب مختلفة، فبعض اللاعبين يفضلون اللعب الهجومي، وآخرون يستخدمون أساليب الخدع والسرعة ، وأيضا التحمل بشكل أكبر. أنا أفضل اللعب بكل هذه الطرق ولكن كل مباراة لها ظروفها الخاصة. وعن الاهتمام بالرياضات الفردية في المملكة، قال الجليدان: الآن بدأ يقوى الاهتمام بالرياضات الفردية، خاصة مع توجه الدولة للتركيز على الشباب، ووجود هيئة الرياضة. وتنظيم هذا الحدث ليس بسيطا؛ كونه بطولة محمد علي كلاي، وأيضا لاحظنا أن الشعبية والجماهيرية للعبة الملاكمة في تزايد خلال هذه الفترة، وهذه الأمور جميعها تدعمنا؛ للبحث عن إنجازات جديدة نسعد بها هذا الشعب الكريم.
