اتهمت السنغال قطر بالتواطؤ مع نجل الرئيس السنغالي السابق كريم واد، لخداع الشعب السنغالي، وعودة واد إلى البلاد مرة أخرى، تمهيداً لتوليه الحكم، وهو ما يفتح الطريق لبحر من الدماء
ووصف موقع “leral” السنغالي ادعاءات كريم واد الأخيرة بأنه في منفى قسري بقطر بالكاذبة
مؤكداً أنها لعبة متفق عليها بين واد ونظام تميم من أجل عودة الأول إلى السنغال وترشحه للانتخابات الرئاسية
رغم الحكم عليه بالسجن 6 سنوات جراء تورطه في قضايا فساد، حيث تم الإفراج عنه بوساطة من تميم.
يشار إلى أنه في مارس 2015، حكم على كريم واد بالسجن لمدة ست سنوات وغرامة قدرها 210 مليون يورو
من قبل محكمة مكافحة الثراء غير المشروع
حيث اتهم بجمع ثروة قيمتها 178 مليون يورو بصورة غير مشروعة عندما كان مستشارا والده ثم وزيراً.
وحصل في يونيه 2016 على عفو رئاسي من الرئيس الحالي ماكي سال بعد ثلاث سنوات من الاحتجاز في داكار ثم أطلق سراحه ليتوجه مباشرة إلى قطر حيث لا يزال يعيش.
ودلل الموقع على تقريره الذي جاء تحت عنوان “صفقة أمير قطر وكريم واد.. لعبة الخديعة”، بإعلان واد ترشحه للانتخابات الرئاسية المقررة العام المقبل 2019 من مقر إقامته في قطر، مضيفاً أن عودته تشكل خطراً كبيراً على مستقبل السنغال، وسيجر البلاد إلى بحر من الدماء.
وأكد الموقع الناطق باللغة الفرنسية، أن كريم واد اختار الرحيل إلى قطر بمحض إرادته بعد توسط تميم لإطلاق سراحه، وأنه ليس في “منفى قسري” كما يزعم، واصفاً الأمر بالخديعة وأن الشعب لن يقبل أي مناورة سياسية بين النظام القطري والسجين السابق ضد السنغال.
من جانبه، علق المتحدث الرسمي باسم الحكومة السنغالية وحزب التحالف من أجل الجمهورية الحاكم سايدو جي قائلاً: “إن كريم واد اختار بشكل طوعي الإقامة في قطر، مضيفا أن نظام ماكي سال كان قد أفرج عنه في عفو رئاسي لأسباب إنسانية.
وكريم واد هو نجل الرئيس السنغالي السابق عبدالله واد الذي حكم البلاد خلال الفترة من 2000 إلى 2012، حيث اتهمته السلطات السنغالية في قضايا فساد عدة، وكسب غير مشروع.
ورغم سرية التدخل القطري في القضية، إلا أن وزير خارجية تميم عبد الرحمن آل ثاني، اعترف في أكتوبر الماضي خلال مقابلة مع صحيفة “جون أفريك” الفرنسية، بدور قطر مبررا ذلك بأنها من باب الإنسانية وبموافقة حكومة السنغال”.
ونشرت وكالة ” أ ف ب” في شهر مايو 2017 رسالة شكر من كريم واد موجهة إلى تميم مؤكداً فيها أنه لم يتوقف عن التدخل لإطلاق سراحه بحكم الصداقة التي تجمعهما مدعياً أنه تعرض للسجن بشكل ظالم.
وقالت الوكالة نقلا عن مسؤول في الحزب الديموقراطي السنغالي حزب نجل الرئيس السابق أن كريم واد توجه إلى قطر بعد ساعات قليلة من إطلاق سراحه.
واستعاد موقع “leral” تفاصيل الحدث قائلاً: إن”الشعب السنغالي بأكمله فوجئ بإطلاق سراح كريم واد بعد اتهامه في قضايا فساد عدة، وما يحدث الآن ما هو إلا جزء من تلك اللعبة”.
وفي هذا الشأن، أشارت إذاعة “أر.إف.أي” الفرنسية حسب ما نقلت بوابة “العين”إلى أن “السلطات السنغالية، أصدرت عفواً على واد بناءً على صفقة غامضة مع تميم، وصدور بيان سال في ذلك التوقيت، قبل عام واحد من الانتخابات الرئاسية، بينما لا يزال ابن الرئيس السابق مرشح الحزب، يهدد الحكومة ويثير تساؤلات عدة، في الوقت الذي لم يسدد فيه نجل الرئيس السابق ديونه، المتورط فيها بقضايا الفساد”.
وفي يوليو 2017 هدد المسؤول الوزاري للاتصالات في السنغال حجي كاسي بعد سلسلة ادعاءات وتصريحات للسجين السابق، أنه إن لم يتوقف عبد الله واد عن نشر الأكاذيب، سنضطر لنشر مضمون الرسالة التي وقعها تميم بالنسخة العربية والنسخة المترجمة إلى اللغة الفرنسية، ليعلم الرأي العام حقيقة إطلاق سراح كريم واد وتمسك قطر به.
وفي شهر ديسمبر الماضي، وخلال زيارته إلى السنغال قالت صحيفة “سان ليميت.سن” السنغالية أن تميم بن حمد يبدو أنه كان غير مرحب به خلال زيارته للبلاد التي غادرها سرًا قبل الميعاد المحدد لإنهائها، مرجحة عدة أسباب أبرزها أزمة كريم واد نجل الرئيس السابق.
وأضافت أن تميم غادر داكار بعد زيارة أقصر مما كان متوقعا لها، وذلك بعد لقائه ماكي سال، رئيس البلاد، مرجحة أمراً واحداً وهو أن زرع الدوحة الفتنة في السنغال هو السبب الرئيسي المعكر صفو العلاقات الثنائية بين البلدين، وهو الذي بدا واضحا خلال الزيارة التي لم تشهد المؤتمر الثنائي التقليدي للرئيس والأمير.