تحقيق – عبدالعزيز عركوك
تخوض الأندية السعودية في الموسم القادم، تجربة فريدة من نوعها، بعد السماح لها بالمشاركة بـ 6 لاعبين أجانب، ويمكن لها من ضمنها الاستعانة بحارس أجنبي، ولكل قرار هناك إيجابيات يقابلها سلبيات، وقد تم طرح القضية على المدربين الوطنيين عادل الثقفي، وعبدالعزيز العودة بالإضافة إلى حارس نادي الباطن اللاعب الدولي منصور النجعي، لمعرفة آرائهم المتخصصة حول ذلك القرار، الذي تم اتخاذه من قبل اتحاد كرة القدم… ولتسليط الضوء بشكل أكبر، كان لـ” البلاد” هذه اللقاءات:
(زيادة الانضباطية)
في البداية، أكد المدرب الوطني عادل الثقفي، أن قرار زيادة عدد اللاعبين الأجانب سيسهم في ارتفاع المستوى الفني للاعبين وللبطولات، وسيشعل المنافسة بين جميع الأندية؛ حيث سيكسر حاجز الفروقات الفنية بين الفرق، وسيجعل الجميع ينافس بشكل قوي ومباشر على بطولات النفس الطويل والقصير معا،
كما سيزيد من روح وإصرار اللاعب على الظهور بالشكل اللائق والمميز للحصول على مركز أساسي من خلال تنفيذ تعليمات المدرب بحذافيرها، وارتفاع نسبة الوعي والانضباط، والتي ستغير سلوكيات اللاعبين إلى الأفضل بلا شك، كما سيخلص ذلك بعض الفرق من احتكار المراكز من اللاعبين المميزين؛ مما يسهل للمدرب إمكانية الوصول إلى البديل الجاهز في حالة الغيابات والإيقافات، أو هبوط المستوى الفني، وسيبعث ذلك روح الحماس والتنافس بين اللاعبين.
كما سيساعد ذلك في زيادة الدخل بالنسبة للأندية في حالة اختيار العنصر الأجنبي الناجح، وارتفاع نسبة الحضور الجماهير في المدرجات، وفي المقابل هناك أمور سلبية ستصاحب ذلك القرار؛ ومنها أن يكون اختيار اللاعبين بشكل عشوائي من قبل إدارة النادي،
وعليها استشارة المتخصصين الفنيين، وعدم الاعتماد على سماسرة اللاعبين، أو تلبية لرغبات الجماهير أو النظر على الإعلام الذي يسهم بشكل كبير في انتقال بعض اللاعبين ورفع قيمتهم المالية من خلال الدعم المبالغ فيه؛ لذا يجب استشارة المختصين لمعرفة احتياجات الفريق ومدى إمكانية الاستفادة من اللاعب الأجنبي، الذي يتم جلبه ليسهم بشكل كبير في تطوير أداء الفريق.
(أعباء مالية)
فيما أشار المدرب الوطني عبدالعزيز العودة إلى أن قرار اتحاد القدم بزيادة اللاعبين الأجانب في ملاعبنا إلى 6 لاعبين لكل ناد، يعد أمرا مستغربا ومفاجئا، مبينا أنه كان يتمنى التدريج في الزيادة إلى خمسة بدلا من أربعة لاعبين؛ حتى يتم قياس التجربة، ومعرفة الإيجابيات والسلبيات، التي ستصاحب ذلك القرار، وأضاف: إن تلك التجربة شاهدناها في الدول الأوربية، وكانت ناجحة، وأسهمت في تطوير المستوى الفني، متمنيا أن يسهم ذلك في رفع الأداء الفني والتنافس بالنسبة للأندية.
وأضاف: إن زيادة عدد اللاعبين سيشكل أعباء مالية على الأندية، فنجد هناك في المواسم الماضية بعض الفرق لم تستطع التعاقد مع الأجنبي الرابع لوجود بعض المشاكل المالية المترتبة عليها، ولكن قرار الزيادة سيشكل ضغطا كبيرا من قبل جماهير الأندية على الإدارة ورئيس النادي للتعاقد مع 6 لاعبين بشكل مميز؛ حتى يستطيع النادي المنافسة.
وقال العودة: إن تواجد 6 لاعبين أجانب داخل الملعب، سيضعف المخرجات بالنسبة إلى اللاعب السعودي؛ حيث لن يتمكن من الحصول على الفرصة الكاملة للمشاركة كلاعب أساسي، وفي المقابل سيكون هناك أمر إيجابي وهو تقليل القيمة المالية للاعب السعودي،
ووضع حد للمبالغ الخيالية التي تدفع، وفي المقابل سيكون هناك عمل كبير واجتهاد من اللاعب المحلي لمحاولة إثبات وجوده، والحصول على مركز أساسي في الفريق، أما بالنسبة للحارس الأجنبي، فاعتبر العودة أن القرار له جانب إيجابي، متمثل في تقوية الجانب الهجومي للأندية؛ كون اللاعبون سيواجهون حراس مرمى مميزين، وحيث سيصعب عليهم إحراز الأهداف،
وسيقلل من تلك الأخطاء الكارثية التي نشاهدها من بعض حراس المرمى، والأخطاء البدائية التي تسهم في ولوج الأهداف في مرماهم؛ مما سيجعل المهاجم أكثر تركيزا وحرصا على الظهور بالشكل اللائق والمميز داخل الملعب من أجل هز الشباك.
(سيؤثر على منتخبنا)
من جهته، أكد حارس نادي الباطن منصور النجعي، أن السماح بالتعاقد مع حارس أجنبي في المنافسات المحلية، سيشكل ضغطا كبيرا على الحراس السعوديين، لا سيما المبتدئين من خلال عدم حصولهم على فرصة المشاركة لإثبات وجودهم، وبالتالي لن يكون لديهم دعم قوي ومؤثر ليتم اختيارهم لتمثيل منتخبنا الوطني؛ حيث سيقتصر ذلك على القليل جدا لإتاحة الفرصة لهم للاختيار،
وأكد أنه كان يتمنى أن يكون هناك دعم قوي للحارس السعودي؛ من خلال إقامة الدورات والتدريبات المتخصصة، وكذلك حرص الأندية على التعاقد مع جهاز فني، ومدرب حراس مميز لينمي المواهب المدفونة، والتي لم يتم اكتشافها حتى هذه اللحظة،
كما يجب على الإعلام أن يدعم الحارس السعودي بشكل أكبر من السابق، فكلنا يرى أن الدعم يقتصر على عدد محدد من الحراس، ويتم تجاهل الآخرين، وفي المقابل نجد حاليا دعما كبيرا من قبل وسائل الإعلام، ومواقع التواصل الاجتماعي تجاه تعاقد الأندية مع حارس أجنبي.
وأضاف النجعي: إن قرار السماح للأندية للمشاركة بـ6 لاعبين أجانب، بما فيهم حارس المرمى سيعطي الكرة السعودية توهجا أكبر وانتشارا أوسع، وسيسهم في تطوير الكرة من خلال الاحتكاك الحقيقي، الذي سيقدمه اللاعبون الأجانب، ولكن يفضل اختيارهم بعناية فائقة، وأن يكون ذلك وفق احتياجات الفريق،
بالإضافة للتركيز بشكل مكثف، على أن تكون التعاقدات وفق قدرة النادي المالية؛ حتى لا يتعرض لعقوبات من قبل الفيفا تجاه الأعباء المالية التي ستخلفها قرارات التعاقد مع اللاعبين الأجانب.