أ/ رضا أحمد فؤاد توفيق
الحمد لله الذي سن لعباده سبل الهداية وحثهم على الاستقامة والبعد عن الغواية والصلاة والسلام على سيد الهداية ، وفخر الخاتمة والبداية، صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله وأصحابه وبعد :
كلنا يحب الوطن
لا يخفى على القاصي والداني أن مملكتنا المباركة قامت على أحكام وتشريعات وآداب ونظم ومبادئ تنتظم جميعها لتشكل منهجا كاملا متكاملا للحياة الإنسانية السعيدة الراقية ، وأنها على تطور دائم في الرؤى والأهداف وتحديث دائم لمنظومة الحياة والتنمية بما يحقق الخير والرخاء للوطن ومواطنيه .
إن العالم يتشكل سريعا ويتقدم بشكل مثير ولا يمكن مع هذا التطور أن يقف أحد على الحياد أو يسير ببطء ومملكتنا الحبيبة ولله الحمد بفضل الله ثم جهود وحكمة قادتها وصلت الى مقامات عليا في المبنى والمعنى وأصبح للمملكة ثقل لا يستهان به .
وهناك فرصة سانحة الآن لتحقيق ذلك من خلال تلمس ومعرفه دورنا في تحقيق رؤية 2030 ماذا نفعل لتحقيق مجتمع حيوي ووطن طموح واقتصاد مزهر بعض الروابط ممكن تكون من خلال تعزيز ونشر ثقافة العمل التطوعي وزيادة الوعي بالحفاظ على صحة جيل الشباب وتشجيع ممارسة الرياضة وتناول الغذاء والاستخدام المثالي لتقنية المعلومات ايضا تجهيز مدينة جدة لتنافس على مركز في افضل 10 مدن في العالم وكذلك تمكين كل الموارد المطلوبة لجعل الحج والعمرة مصدراً أساسياً للدخل الوطني غير النفطي وتعزيز ثقافة التعامل مع المعتمر والحاج وفقا لرؤية ٢٠٣٠ إنني وفي موقعي المتواضع وهو موقع الخدمة والتكليف لا التشريف ، أدرك أن المرحلة المقبلة تحتاج إلى أفعال أكثر من الأقوال والغاية واحدة :
الارتقاء للأفضل لاجل بناء الوطن والانسان .
إن مسؤولية الشركات المجتمعية كبيرة تجاه المجتمع ولا يمكن لها أن تستمر إلا بتنمية مستدامة تنعكس نتائجها على الفرد والمجتمع .
2030 هي ليست مجرد أرقام وتصورات بل منهج كامل ومشروع متكامل وفرصة حقيقية لإثبات الذات والجدارة واختبار للمواطنة ولنعلم جميعنا أنه من فاته قطار التنمية فلن يجد بانتظاره سوى قطار التخلف والجهل ولنكون على قدر المسؤولية تجاه وطننا واخواننا واخواتنا وابنائنا في الوطن .
إن البشرية لا ترتقي من هبوط او تقوى من ضعف او تنهض من كبوة إلا إذا جعلت غايتها الإنسان والانسان أولا الإنسان هذا الكائن الذي شرفه الله تعالى و أسجد له ملائكة السماء ، إنه ليس كمّاً مهملا أو مخلوقا ضائعا إنه خليفة الله في أرضه وخيرة مخلوقاته وقد هيئ سبحانه وتعالى له ( البيئة) حتى تتحق الخيرية ولا يمكن لهذا الكون أن ينهض ويستمر إلا بالعمل والإنتاج قال صلى الله عليه وسلم : لو قامت الساعة وفي يدي أحدكم فسيلة فليغرسها .
وقد يسأل سائل : إذا كانت الساعة ستقوم فلماذا نغرسها ؟! والقائل هو سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم !!!
والجواب إنه تقديس العمل لذات العمل حتى لو لم يكن منها نفع وانتفاع .
فهل هناك أمة قدّرت العمل وقدسته كأمتنا !!
إن هذا الكون العظيم
الذي نعيش فيه ونحيا فيه يحتاج إلى النفوس النقية والهمم النشيطة ولا يستقيم إلا بنفس عرفت ربها فأطاعته وعرفت عدوها فعصته ، تلتمس الخير وتسعى إليه لأجل أن يعم الخير للبشرية جمعاء فنحن أمة الخير للكل لا لفئة أو جنس أو لون بل ( للمجتمع ) الذي هو الأسرة الكبيرة والخيمة التي يستظل تحتها كل فرد أياً كان مشربه وأياً كان مستوى إدراكه وهذه هي عقيدة المسلم التي لا تسمح بنزعات او تفرقات بل الكل لآدم والكل يستحق الاهتمام والاحترام وهذه هي رسالة مملكتنا ولله الحمد مملكة الإنسانية والتمنية ولكم أن تسألوا كل أرض تحت سماء تنبئكم عن مآثرنا وأثرنا في نهضة المجتمع إنها المسؤولية الاجتماعية ورسالة التنمية المستدامة وروح الخير فلنتكاتف جميعنا في سبيل نهضة الذي هو غاية الحياة ومنطلق الحياة وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
والحمد لله رب العالمين.