قدمت العلاقات القوية والتجذرة على مر العصور بين المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة أنموذجا لما يجب أن تكون عليه العلاقات بين الدول العربية ليس لأنها تتطور باستمرار في المجالات كافة فحسب وإنما لأنها تمثل إضافة إلى العمل العربي والخليجي المشترك أيضا بالنظر إلى تطابق وجهات نظري الدولتين إزاء مجمل قضايا المنطقة وتعاونهما البناء والمثمر في إيجاد حلول فاعلة لها.
نموذج ثري
وتمثل العلاقات بين المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة نموذجًا استثنائيًا وثريًا للتعاون والتكاتف على كافة الأصعدة سياسيًا واقتصاديًا واجتماعيًا وثقافيًا مدعومًا بالإرث الحضاري والتاريخي الذي يجمع البلدين وعوامل وحدة الجغرافيا والمصير المشترك الأمر الذي وجد صداه عمليا في تعاضد البلدين الشقيقين إزاء مختلف القضايا التي تعاملت معها المنطقة على مدى العقود الماضية.
تطور مستمر
ومثلت العلاقات الثنائية المتميزة أحد أنجح أوجه العمل المشترك على الصعيدين الخليجي والعربي وأيضًا أحد عوامل القوة والاستقرار والتقدم في المنطقة وما تزال هذه العلاقات تشهد تطورًا مستمرًا مدفوعة بعزيمة صادقة لقيادتي البلدين بالمضي قدمًا في مسيرة توطيد روابط الأخوة وتأسيس شراكة استراتيجية شاملة في مختلف ميادين التنمية.
تكامل الرؤى
وتتكامل الرؤى بين المملكة العربية السعودية والإمارات تجاه القضايا والموضوعات ذات الاهتمام المشترك، خصوصا في أزمة اليمن وضرورة عودة الشرعية لها ، بالإضافة إلي الأزمة السورية والفلسطينية، سيما وأن قيادة البلدين يحرصون دائماً على تكثيف الجهود لمكافحة الإرهاب وتكريس قيم التسامح والوسطية والاعتدال وإرساء الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط.
تحالف استراتيجي
وشكل التحالف الإستراتيجي غير المسبوق في العالم العربي المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وصولاً إلى المسار العسكري وتشكيل التحالف العربي لنصرة الشرعية باليمن بقيادة المملكة وبمشاركة فاعلة وقوية من الإمارات، من أجل طرد ميليشيات الحوثي الإرهابية وإنهاء اختطاف اليمن من الإيرانين؛ وتسليمها للحكومة الشرعية
محاربة الإرهاب
وتقود المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات التحالف الإسلامي لمكافحة الإرهاب الذي يمثل تحدياً للأمن والسلم الدوليين ، حيث أولى البلدين التصدي لظاهرة الإرهاب اهتمامًا بالغًا على مختلف المستويات، وقدما خطوات جادة في مكافحته، كما أسهما بفعالية في التصدي له وفق الأنظمة الدولية، وامتدت جهودهما لتشمل تعزيز التعاون الدولي لمحاربته، وتواصل العمل لمكافحته بجميع أشكاله ومظاهره
مجالات تجارية
وفي مجال الاقتصاد ترجمت ما حققته تلك العلاقات المتميزة إذ بلغ إجمالي التبادل التجاري غير النفطي بين البلدين بنهاية عام 2016 بحسب وزير الاقتصاد الإماراتي سلطان بن سعيد المنصوري حوالي 19.5 مليار دولار فيما تقدر حجم الاستثمارات السعودية المباشرة في الإمارات بنحو 4.5 مليار دولار حتى نهاية 2015 ، مشيراً إلى أنه تعمل بدولة الامارات أكثر من 2942 علامة تجارية سعودية مسجلة في وزارة الاقتصاد.
رؤى مشتركة
كما أشار إلى أن الجهود النشطة المبذولة من قبل الجانبين خلال الفترة الماضية أسفرت عن العديد من التفاهمات التي أسهمت في وضع رؤية مشتركة وأطر محددة للانتقال نحو مرحلة جديدة من التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري وفتح آفاق تنموية في ضوء محددات رؤية الإمارات 2021 ورؤية المملكة العربية السعودية 2030 وذلك عبر تنظيم سلسلة من اللقاءات المشتركة بين البلدين ضمن مبادرات مجلس التنسيق السعودي – الإماراتي التي تهدف إلى تحقيق توظيف أمثل للطاقات والإمكانات التي يتمتع بها الطرفان وبما يخدم الأهداف التنموية ويلبي تطلعات الشعبين الشقيقين.