جدة-سامي حسون
على الأفق الشمالي لجدّة كانت تلوح بيوت الرّويس ..تلك التي أوى إليها آباؤنا حيث ألقت بهم أقدارهم ..أكواخ من القش وصندقات من الخشب وبضع بيوت من الطين والحجر.كلُ بنى من سعته،أو كلُ بنى من ضيقته، يتفاوتون في مقدار الفقر الذي يوحد بينهم جميعاً على اختلاف القرى التي حملوا جثامينها معهم حين جفَّ الماء وانقطعت بهم فيها سبل الرزق.
في فناء كل بيت من بيوت الرّويس قبر مضمر يضم رفات قرية ماتت أو جنازة مهيأة لقرية تنظر الموت.بهذه العبارة لخص لنا الناقد سعيد السريحي سيرة أولئك النازحين ألى الرّويس ..والذين فرّوا من جدب القرى ووحشة الصحاري وبؤس السواحل..والتي كانت تنام مع غروب الشمس على ضفاف البحر في شمال جدة الغرب.وقد صدر كتاب (الرويس)عن دار جداول للنشر والتوزيع في 79 صفحة من الحجم المتوسط.