الأرشيف صحة وعافية

السرقة عند الأطفال مسئولية الأباء والأمهات

كتبت: أماني ماهر..
عندما تُفاجأ الأم بأن أحد أبنائها قام بسرقة شيء منها أو من والده تتعرض لصدمة كبيرة، وتبدأ في ضربهما ضربا مبرحا للاعتراف فقط بالحقيقة، ثم ترتاح بعد ذلك على أمل أن هذه الحادثة لم تتكرر خوفا من الضرب، وتتوقف دون أن تبحث عن السبب، وتجهل بأنه من الممكن أن يكون هناك اضطراب نفسي يدفع ابنها إلى سرقة أشياء حتى ولو صغيرة وليست لها أهمية، وذلك كنوع من التعويض النفسي لنقص ما قد يكون تعرض له خلال مراحل نموه، مما تسبب له في عقدة وحالة نفسية دفعته للسرقة، ولذلك لابد من الاتجاه للعلاج النفسي، بدلا من الضرب والإهانة حتى لا تتفاقم المشكلة.
جوع وتقليد
على الرغم من علم أغلب الصغار بأن السرقة خطأ وحرام، إلا أنهم قد يتجهوا إليها بسبب الإحساس بالحرمان، مثل سرقة الطعام لأنه يشتهي نوعا من الأكل؛ بسبب جوعه، وقد يسرق لعب غيره؛ لأنه محروم منها أو قد يسرق النقود لشراء هذه الأشياء، ومن الممكن أيضا أن يسرق الطفل تقليدا لبعض الزملاء في المدرسة بدون أن يفهم نتيجة ذلك، ومن الممكن أن يتجه لهذا الفعل لكي يتساوى مع أخيه أو أخته الأكبر منه سنا إذا أحس أن نصيبه من الحياة أقل منهما.
وفي بعض الأحيان الأخرى شعور الطفل بالضعف يجعله يسرق ليظهر شجاعته أمام الأصدقاء، أو ليقدم هدية إلى أسرته أو لأصدقائه، أو لكي يكون أكثر قبولا لدى أصدقائه، وقد يبدأ الأطفال في السرقة بدافع الخوف من عدم القدرة على الاستقلال.
دلال
وفي إطار ذلك يقول الدكتور محمد عزت سلامة– أخصائي الطب النفسي- إن السرقة عند الأطفال واردة، وقد تحدث نتيجة التدليل الزائد الذي وجده من والديه، وهو طفل أثناء السنوات الأولى من عمره؛ فعندما يتم حرمانه بعد ذلك من شيء ما، يفكر في سرقة هذا الشيء لتلبية حاجاته ورغبته، ونصح الآباء بعدم التحدث بعنف وشدة عند اكتشاف سلوك السرقة عند الطفل، حيث يجب التحدث معه بشكل ودي وتعريفه عاقبة ما فعله وتعليمه الأخلاق الحميدة، وحثه عليها كالأمانة والصدق والوفاء، وبعد ذلك يتم متابعة الطفل ومراقبة سلوكياته دون لفت انتباهه، كما اقترح بأنه من الممكن مساعدته على التخلي عن سلوك السرقة بتحديد مكافأة له حينما يتخلى عنه في أقرب فترة ممكنة.
الرعاية والحنان
وتشير ألفت حامد- أخصائي علم الاجتماع- إلى تعلق الأطفال هذه الأيام بشكل كبير بمشاهدة التلفاز، مقترحة استغلال ذلك في العلاج عن طريق التركيز على قصص الأمانة والبُعد عن وجود اللصوص في أفلام الكارتون، حتى يتعاطف معها الأطفال ويحاولوا تقليدها، وأضافت أنه علينا أن نبتعد عن الدلال الزائد لهم، ولكن من المهم إحاطتهم بجو من الرعاية والحنان والاستقرار والمكافأة على تصرفاتهم الأمينة مع أنفسهم والآخرين، وتعليم أبنائنا القيم والمبادئ والمثل الأخلاقية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *