الأرشيف دوحة السودان

الزول اسم ارتبط بسماحة الأخلاق

عبد المنعم إبراهيم خضر

عرف الإنسان السوداني طوال عقود من الزمن في دول المهجر وخصوصا دول الخليج العربي بشخصية متفردة تتميز بالعديد من الصفات الجميلة – العظيمة – ” الاستثنائية “- للشعب-” الاستثنائي “- السوداني .. فيها من مكارم الأخلاق الشيء الكثير . فهو يعتد بالتاريخ والنيل والحضارة والتعليم والثقافة.وللسوداني كاريزما خاصة وحباه الله بالقبول لدى كل الناس , ومن خلال سنوات الاغتراب التي قضيتها بالمملكة العربية السعودية والتي فاقت العشرين عاما , قد عشت وعايشت عن قرب كيف يحظى السوداني بالثقة التلقائية في التعامل من كل الجاليات دون استثناء – العرب والأعاجم – ..فهو ينادى من الكل باسم ” زول ” .. ذلك الاسم الذي انفرد به دون سائر خلق الله .
أثبتت “الدراسات “أن العامية السودانية هي أقرب اللهجات للغة العربية الفصحى .كما يمتاز غالبية السودانيين بالالتزام بتعاليم الدين الاسلامي الحنيف , وعرف السودانيون بأنهم أكثر الشعوب معرفة وتفاعلا وتضامنا مع القضايا العربية والإسلامية الداخلية .. والاهتمام الزائد بها وهذا يهدف إلى إشاعة روح التضامن بين العرب والمسلمين.. هذا الاهتمام يتخذ خطوات عملية تقول: نحن نهتم لامركم .. نحن شعب واحد كما تعلمون .وكثيرا ما يذكر السودانيون مقولة قديمة وهي :(القاهرة تكتب وبيروت تطبع والخرطوم تقرأ .. ومؤتمر القمة العربي الذي عقد بالخرطوم والمعروف بمؤتمر اللاءات الثلاث .
وهناك الكثير من الأحداث والمواقف والقصص التي تروى عن سودانيين كانوا أبطالها , فكانت مصدر فخر واعتزاز للشعب السوداني كله .. سأذكر هنا بعضها على سبيل المثال لا الحصر ..
شباب سعوديون يخرجون للخلاء ويلتقون براعي الأغنام السوداني ذلك الرجل الأمين الذي رفض الأموال التي عرضوها عليه مقابل بعض الأغنام التي معه لأنه مسئول عنها أمام الله سبحانه وتعالى … ويتم تصوير ذلك الموقف المؤثر وينشر على اليوتيوب إعجابا بأمانته. فكانت النتيجة ابتهاج ” جموع” الشعب السوداني في البوادي والحضر لهذا الانتصار الباهر للأمانة والشهامة .. آلاف ” التعليقات ” نزلت مساء ذلك اليوم على ” فيسبوك ” وتدفقت الرسائل على ” واتسب “مدرارا .. تتغزل في هذا الحدث الذي اجبر تلك القناة العربية على بثه.وذلك الكاتب الخليجي الذي كتب عمودا صحفيا يدافع فيه عن السودانيين ليتم ” تشييره فيسبوكيا ” اكثر من اي عمود صحفي سوداني ..
وهناك قصة الرجل الكويتي الذي أتى معتمرا برفقة عائلته , وبعد زيارته للمدينة المنورة وهو في طريقه إلى مكة المكرمة فانفجر أحد إطارات سيارته فوقف طويلا على قارعة الطريق فلم يجد من يقف لمساعدته إلا سوداني أعطاه عمامته ونصحه أن يلوح بها , وفي لحظات توقف رتل من السيارات كلها يقودها سودانيون قاموا بمساعدة أخيهم الكويتي , فكان لذلك الموقف الأثر البالغ في نفس الأخ الكويتي مما دفعه ليتمنى أن لو كان سودانياً.
في العدد قبل الماضي نشرنا في هذه الصفحة قصة سائق الحافلة السوداني عبد القادر حامد النعيم الذي أعاد مبلغ (130) ألف دولار لحاج أمريكي نسيها في أحد مقاعد الحافلة , ورفض حتى المكافأة المقررة في مثل هذه الحالات مؤكدا أن ما فعله عمل خالص لوجه الله تعالى.
فيا عزيزي الزول ..حق لك أن تفتخر .. وكن أنت وأنت فقط.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *