جدة – غفران إبراهيم :
كاد زواج الفتيات الصغيرات من رجال مسنين ان يتحول إلى ظاهرة حقيقية وواقع ملموس في المجتمع فقد انتشر بصورة تبدو واسعة وعلى كافة المستويات وفي كل مكان ..ويبقى السؤال المحير لماذا يتم تزويج الفتاة الصغيرة من رجل يكبرها سناً؟ خاصة وقد يكون فرق العمر بينهما عشرين أوثلاثين عاماً .فهل هي رغبة أم من حاجة أهل الفتاة للمال أو الستر؟ .
(البلاد) استطلعت آراء رجال ونساء حول هذا الموضوع:بداية قال الشيخ عصام عبدالعزيز العويد:\"الله تبارك وتعالى قال في كتابه(فانكحوا ما طاب لكم من النساء) ومما يطيب من النساء أن تكون صغيرة.فتجد أن الرسول صلى الله عليه وسلم أحب النساء إليه الصغيرة وكن عنده نسوة أخريات ولكنه صلى الله عليه وسلم خطب السيدة عائشة رضي الله عنها ستاً وتزوج بها تسعاً.والكل يتمنى أن يكون مثله صلى الله عليه وسلم..والفتاة مادون السابعة لا تستأذن لكن إذا ميزت يجب أخذ إذنها كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم.
والفتيات يختلفن وعقول الرجال تختلف فإذا وجد رجل حبيب رحوم عطوف فأي سن يصح لماذا لأنه يراعي للطفلة صغر سنها ومراعاتها.فكان النبي صلى الله عليه وسلم يأتي للسيدة عائشة رضي الله عنها بأرجوحة وهو عمره ثلاثة وخمسون عاماً وكان يأتي إليها بصحيباتها ,وكان يريها الأحباش وهم يلعبون وهي على ظهره وذقنها على كتفه فكان يقول صلى الله عليه وسلم:حسبك يا عائشة. بمعنى هل اكتفيتي فكانت تقول بعدو بعد بعدو بعد بمعنى (لسى _لسى).وفي الحرب كان عمرها ستة عشر أو خمسة عشر فكان يقول للجيش تقدموا إذهبوا ثم أنا وعائشة نتسابق ثم يسابقها وتسابقه فمرة سبقها ومرة سبقته . وكان صلى الله عليه وسلم يساعدها في أعمال المنزل فكان يكنس ويرتب معها.فهذا السن لمن هو كفء له وأهلاً له .لكن إذا كان الرجل غير عاقل فيجب ألا يزوج إلا إمرأة كبيرة عاقلة لكي تتفهمه وكلاً بحسبه.فمن النساء من يصل عمرها ثلاثون عاماً وعقلها كعقل الأطفال ولاتستوعب ومنهم ماشاءالله عمرها خمسة عشر عاماً وتجدها تطبخ وترتب..فلا بد أن يراعى ظروف البنت وظروف الزوج..أما بعض الناس وجد أنهم بالفعل فقراء ويريدون ستر بنتهم خوفاً عليها من الوقوع في الخطأ.
ودائماً يجب أن ينظر إلى الكفء فليس بعيب خيراً من أن يأتي شخص يطرق بابك وعنده الملايين ولكنه يذيقها العذاب ويضربها وكثير من القصص فمنهم من تقول\" ياشيخ ما بقي إلا أن يقتلني من شدة الضرب\" .فيجب أن يراعى اختيار الزوج الكفء سواء كان رغبة أم حاجة أم ستر .والبكر تستأذن قبل الزواج ولها الخيار\".
أما الشيخ وليد سليم فقال:\"أراه ظلم للفتاة إن كان دون تنظيم مقنن ..التنظيم المقنن أن يكن في بلد تعود أهله على مثل هذه الزيجات وكن البنات قد ربين على أن يكن زوجات يتحملن المسؤولية أو عقدت دورات تدريبية تفقيهية مقننة لهذا الغرض\".
ويشارك الشيخ وليد محمد سعيد الطيب المأذون الشرعي بجدة بقوله:\"إن زواج الصغيرة بمن يكبرها سناً يرجع لحاجات دينية وحاجات نفسية أما الزواج بالصغيرة لمن يكبرها فإنا نقول حسب التدقيق بالنظر لهذه المسألة لابد من ملاحظة أمور:ليس كل من كانت في نظر الناس صغيرة فهي صغيرة لأن البلوغ قد يتحقق لمن بلغت العاشرة مثلاً.يقول الحسن بن صالح:(أدركت جارة لنا جدة وهي ابنة إحدى وعشرين سنة) ومجمل كلام الفقهاء بالنسبة للصغيرة التي بلغت في سن مبكرة , أنه لاينبغي الإنكار
عليها طالما أطاقت الزواج وأعباءه. إلا أنه ينبغي للولي أن يزوجها لمن يحاكيها في سنها لحديث بريدة أنه:خطب أبو بكر الصديق وعمر رضي الله عنهما فاطمة بنت الرسول صلى الله عليه وسلم فقال إنها صغيرة, فخطبها علي فزوجها منه) أخرجه النسائي وصححه الألباني..إلا إذا كانت هناك مصلحة راجحة في تزويجها مبكراً.
أما من ناحية نفسية:فهذا يختلف من الجنسين لبعضهما الآخر ..فقد تتزوج المرأة برجل يكبرها سناً وذلك لأجل مكاسب مادية وقد تتزوج المرأة كذلك بمن يكبرها سناً لأنه يقدر الحياة ويتحمل المسؤولية وفي كلا الحالتين قد ينجح الزواج وقد يفشل\".
أما ماجد صرار فقال:\"أطراف العملية ثلاثة هم الزوج وأهل البنت الصغيرة والبنت نفسها وأعتقد أن (الرغبة والحاجة والستر) مشتركة لدى اثنين من الأطراف الثلاثة وهما الزوج وأهل البنت فقط. فهو رجل يستغل حاجة أسرة ربما تكون فقيرة بحاجة إلى المال ويريدون ستراً لإبنتهم .أما البنت الصغيرة فأرى إنها مغلوبة على أمرها وربما تكون آخر من يعلم فهذا الزواج قد يلبي لها حاجتها من المال إن كان الزوج غنياً لكنه بالتأكيد لايلبي لها إحتياجاتها النفسية والإجتماعية التي تسهم في نموها الشامل الذي يجعلها تؤدي دور الزوجة والأم بشكل حقيقي وفاعل\".
وقالت فوزية الحربي:\"الزواج من المعقول في السن يعني لا يأتي أبو السبعين يتزوج وحداة عمرها أربعة عشر سنة فهذا إجحاف في حق البنت يعني يكون الفرق معقول. ثم من يجبر على الزواج كموت زوجته الأولى أو إختلاف لم يكن فيه تفاهم هذا يتزوج بالصغيرة غير بعيد عنه في السن أما ذاك الرجل المتزوج من أجل المتعة فهذا سيستمتع بها طول ماهي في نظره إنسانة جديدة ثم لم يلبث قليلاً حتى يغيرها وهذه مسؤولية ولي أمر البنت. ولها أكثر من نظرة إنما الفرق الكبير في السن له مشاكل لاتحمد عقباها\".
أما سعاد محمد فقالت:\"الآن هذا النوع من الزواج منتشر بين طبقة ميسوري الحال فالزواج من الصغيرات يعطي الصحة والنضارة والحيوية للجسم مما يدفع بعض كبار السن للبحث عن فتاة تصغره ووفي هذا أنانية مفرطة لكنه الواقع\".
أما عبدالرحمن الشهراني فقال:\"قطعاً هذا من عقبات السعادة ..والزواج مطلب كل رجل وامرأة ولن تكون السعادة إلا بالتوافق والتقارب وأول علاماته تقارب الإهتمامات والميول وهذا يتقلص مع اتساع فوارق العمر ..ولكل مرحلة متطلباته الفسيولوجية..لكن من حيث الهدف يجتمع تلبية الحاجة للرغبة وقيمة الستر فمتى ماوجد الرجل المناسب بالأخلاق العالية والقيم الدينية والإنسانية بإدراكه مراعاة سن من سوف يرتبط فيها فذلك جيد ماعدا ذلك فلا لزواج الصغيرات ممن يكبروهن سناً بفوارق عالية جداً.
وقالت صالحة الشهري:\"أنا لا أعتقد أن الفتاة الصغيرة يكون لها رغبة في الزواج لأنها أساساً لاتعي مسؤولية الزواج وواجباته ولكنني أعتقد أن السبب الأساسي في تزويجها هو الحاجة بحيث يكون الأهل فقراء وبحاجة إلى المال فيقومون بتزويجها لكي يحصلوا على المال\".