جدة – صالح سالم
الحفيرة والبحارة والغوانم والينبعاوية والنزلة والطائف أسماء للمناطق التي يتكون منها حي الرويس الذي يعد من أقدم أحياء جدة الذي احتضن في بدايات قيام جدة صيادي الأسماك وعشاق البحر وأمواجه ومغامراته وأهواله ولهذا عرف بين سكان جدة بحي البحارة أو حارة البحارة الذين كانت مراكبهم وهواريهم وسواعيهم تملأ شاطئ بحر جدة الذي يجاور حيهم من الغرب، وكانت صنادق وعشش البحارة وصيادي الأسماك تشكل ذلك الحي في عهد مضى، ثم تحولت مع التطور والنمو إلى بيوت من البلوك مسقوفة بالخشب الجاوي وكانت موالات البحارة وأغاني الصيادين تتردد في جنبات الأزقة في الحي وهم يتوجهون مع إطلالة كل صباح حاملين مطارحهم وشباكهم وزادهم نحو مراكبهم الراسية على الشاطئ في رحلة صيد قد تستمر أياما للحصول على لقمة العيش الصعبة آنذاك.
” البلاد ” ألتقت بعمدتها طلال الجحدلي والذي تحدث بحب عن عن الرويس قديماً وحديثاً وهي التي كانت ملاذاً للهجرات والنزوح من القرى للاستقرار فيها.
يقول العمدة طلال الجحدلي أن هذه القرية التي تقع شمال غرب جدة قبل توحيد المملكة العربية السعودية وهي التي تحمل هذا الاسم منذ مايزيد عن 400 عام ، حيث كانت تنقسم قديماً بين الرويس السفلي والعلوي وكان عمل السكان وقتها في الرعي والزراعة والبحر ،
حيث كانت مزارع أهل الرويس في وادي الحفنه الذي يقع خارج جدة القديمة ، في حينها في ذلك العهد أصيب الرويس السفلي قبل نحو 300 سنة بدأ الجدري الذي حدا بسكانه بالبعد من الساحل إلى جهة الشرق ،
حيث بدأت بعدها الرويس بالتكون حتى أصبحت 13 حارة ،
حيث كان عدد ساكنيه قديماً لا يتعدى عشرون رجلاً فكانت قرية صغيرة جداً خارج سور جدة ، ثم بعد ذلك توسعت في الدولة السعودية الثالثة في عهد الملك عبدالعزيز وبدأ في تنظيمها ،
حتى أصبحت خليط من السكان والذين وصل عددهم تقريباً في الوقت الحالي إلى ما يقارب 60 ألف نسمة تشكل نسبة السعوديين بينهم أكثر 65%.
الرويس احتضن أبرز المثقفين والشخصيات البارزة مثل الكاتب سعيد السريحي والكاتب محمد الجحدلي ، ورجال أعمال كعائلة الشربتلي والبترجي ومعالي الوزير سابقاً محمد سرور صبان والفريق صالح المحمود وغيرهم الكثير , فموقع الرويس الحيوي واطلالته على البحر جعله هو المقصد الاهم لجميع ملوك السعودية بل ومازال مقصد الكثير.