دولية

الرقة تتطهر من داعش .. وتضارب حول ( الأجانب )

عواصم ــ فرانس برس

تعيش الرقة آخر لحظاتها في ظل “حكم داعش” الذي أذاق المدينة وسكانها الأمرين، فقد أعلنت الصفقة (التي أقرت في 12 أكتوبر) بين قوات سوريا الديمقراطية والتنظيم بشكل واضح، وجارٍ تطبيقها من أجل إخراج عناصر داعش السوريين من آخر نقطة في المدينة، في حين لا يزال الغموض والتخبط يلفان مصير “الدواعش” الأجانب.

فقد تضاربت روايات المسؤولين عما إذا كان المقاتلون الأجانب سيغادرون أيضا المدينة التي تخوض فيها قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة، معارك منذ يونيو لهزيمة التنظيم.

وفي أحدث تصريح حول خروج مقاتلي داعش، قال متحدث باسم قوات سوريا الديمقراطية لرويترز، الأحد، إن مجموعة من مقاتلي تنظيم داعش غادروا مدينة الرقة السورية خلال الليل، مصطحبين معهم مدنيين لاستخدامهم دروعا بشرية.

وأضاف المتحدث مصطفى بالي أن “قوات سوريا الديمقراطية تواصل القتال ضد فلول داعش الذين لا يزالون في المدينة، ولم يغادر كل المقاتلين الأجانب بموجب اتفاق الانسحاب”.

وأضاف أن المعركة مستمرة، والليلة الماضية غادرت الدفعة الأخيرة من المقاتلين الذين وافقوا على الرحيل.

وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان،قد افاد أن صفقة إخراج مقاتلي داعش من الرقة انتهت في الشق المتعلق بالمدنيين والعناصر الإرهابية من الجنسية السورية، لافتاً إلى أنها تشمل أيضاً المقاتلين الأجانب، إلا أن الشق المتعلق بهؤلاء تأخر لاعتقاد المخابرات الفرنسية بأن مخطط هجمات باريس لايزال بيد من تبقى من المقاتلين الأجانب وسط مدينة الرقة، في حين قال طلال سلو متحدث باسم قوات سوريا الديمقراطية، ، إن المقاتلين الأجانب سيُتركون بالمدينة “للاستسلام أو الموت” دون أن يحدد موعداً لإجلاء المقاتلين السوريين.

لكن عمر علوش، عضو مجلس الرقة المدني، قال إن الإجلاء سيشمل المقاتلين الأجانب، وذلك بعد وقت قصير من إعلان التحالف الدولي أن الاتفاق سيستثني الأجانب.

وأضاف أن مقاتلي داعش سيصطحبون معهم نحو 400 مدني محتجزين في مستشفى الرقة الوطني كدروع بشرية.

وقال ردا على سؤال لوكالة فرانس برس “نعم.. المقاتلون الأجانب ضمن الاتفاق، بيان التحالف يحكي شيئا لكن الواقع شيء آخر”.

وكانت مصادر محلية في المدينة أفادت، بدخول عدد من الباصات من أجل إجلاء الدواعش وبعض المدنيين.

من جهته، قال التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد داعش، إن من المقرر أن تغادر قافلة الرقة، بموجب ترتيبات وافقت عليها الأطراف المحلية، ووصف الترتيبات بأنها “إجلاء مدني”، وقال إنه لن يتغاضى عن أي ترتيبات تتيح “للإرهابيين الهرب من الرقة دون مواجهة العدالة”.

وقال المتحدث باسم التحالف، الكولونيل ريان ديلون، إن موقف التحالف يتمثل في ضرورة استسلام مقاتلي داعش دون شروط، لكنه أضاف أنه لن يعلق على من سيكون في القافلة. وقال إنه يتوقع قتالا صعبا في الأيام القادمة.

إلى ذلك، أوضح بيان التحالف أن “الترتيبات التي توسط فيها مجلس الرقة المدني وزعماء عشائر عرب في 12 أكتوبر تهدف إلى تقليل الخسائر المدنية، وتستثني الإرهابيين الأجانب في تنظيم داعش”.
في حين قال شيوخ عشائر من الرقة، إن قوات سوريا الديمقراطية وافقت على السماح بممر آمن لخروج مقاتلي داعش من المدينة، وإنها تضع “آلية” لمغادرتهم.
ولم يذكر البيان الصادر عنهم شيئا عن مصير الدواعش الأجانب، لكنه قال إن المقاتلين الذين سيظلون في المدينة ليسوا سوى “عدد محدود محاصر في مكان أو أكثر في المدينة، وليس أمامهم أي خيار سوى الاستسلام أو الموت”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *