جدة – مهند قحطان
تعاني عروس البحر الأحمر من التلوث؛ إثر رمي المخلفات المنوعة من الأخشاب والعلب البلاستيكية والزجاجية، وما تبقى من الأطعمة في البحر، وظهر ذلك جلياً بعد الحملات الأخيرة التي قامت بها هيئة الأرصاد وحماية البيئة، لتنظيف قاع البحر من قبل متطوعين وغواصين، وتم استخراج نفايات من قاع البحر بشكل كبير وهائل. الأمر الذي أثار حفيظة الأهالي والزوار وأزعجهم بقبح منظره، خاصة عند المد؛ حين تطفو النفايات، وعند الجزر حينما ترسو وتنتشر على الساحل.
وقد أكدت سمية عبدالكريم “أنه وبلا شك، للبحر منافعه الاقتصادية والبيئية والحيوية الكبيرة، وتلوثه من الآثار السالبة على البيئة البحرية، فهو يقضي على كل المظاهر الجمالية والسياحية في شواطئنا الجميلة، والمواطن وحده هو المسؤول عن هذا التلوث، وما تمتلكه الشواطئ من قيمة جمالية، ناهيك عن أهمية المواسم السياحية التي تأخذ قيمتها من جمال الشاطئ وصفائه، بعيدا عن كل مظاهر التلوث، والتي تعود أسبابها بالدرجة الأولى إلى يد زائريه، ومن الواجب على كل فرد ضرورة المحافظة على نظافته”. وقال عمار اليماني :” يجب على أصحاب المراكب خاصة، الحرص على عدم رميها أثناء جولاتهم للتنزه أو رحلاتهم الطويلة للصيد؛ لأن الغالبية منهم من الوافدين وأغلبهم ليس لديهم حرص ولا اهتمام بنظافة مياه البحر ولا سواحله، فيقومون برمي المخلفات والزيوت المستعملة التي غالبا ما يستخدمونها لمكائن القوارب في داخل البحر أو المأكولات والأكياس البلاستيكية”.
وأضاف عمار :” عندما أمارس هواية المشي نهاية كل أسبوع على الكورنيش القريب من ميدان الجمل، أو خليج سلمان، أشاهد من الأوساخ العجب؛ من أوراق وعلب البلاستيك وأخشاب، بصورة لا يتصورها العقل، وهذا بلا شك منظر يكدر علينا التوجه إلى الكورنيش أو الجلوس على الشاطئ ؛ لانتشار الروائح الكريهة؛ لذا يجب على المسؤول عن نظافة الكورنيش مراقبة الزائرين، وتغريم كل من يرمي هذه النفايات؛ حتى لا يعاود رميها من جديد، ويصبح الكورنيش ذات مظهر جميل بنسماته العليلة”.
من جانبه، أشار أحمد العليان إلى أن البحر بحاجة للعناية والنظافة من الأوساخ المنتشرة على امتداد الكورنيش، والمحافظة عليه، مثل الواجهة البحرية الجديدة، التي أصبحت معلما من معالم المملكة، ومحافظة جدة.
وقال:” يجب تعاون أصحاب القوارب بتجميع المخلفات في براميل؛ لحين عودتهم بدلا من رميها في البحر، ونتمنى من حرس الحدود أن يلزم جميع القوارب بوضع براميل كبيرة فيها، للفضلات والنفايات؛ حفاظا على البيئة البحرية ونظافتها.
واضاف العليان:” نحن نأتي باستمرار للكورنيش، ولم نر شيئا طرأ من ناحية تنظيف هذا المعلم”.
كما عبر عدد من الأهالي عن استيائهم من الصورة السيئة لخليج سلمان، الذي يقصده الزوار في نهاية كل أـسبوع، مبتعدين عن زحام شوارع مدينة جدةن وفي النهاية يقومون بعد الشواء أو تناول الأطعمة بترك أكياس النفايات على الشاطئ؛ فور انتهائهم، ولا يعلمون أن الهواء في الغالب يسقطها في البحر ويتنج عن ذلك تلوث للبيئة.
من جانبه، قال مساعد الناطق الرسمي بالهيئة العامة للأرصاد وحماية البيئة نواف الشريف لـ(البلاد) :”يمكننا أن نحافظ على نظافة البحر بالحرص على تطبيق الأنظمة والاشتراطات المعنية بالبيئة البحرية والمنصوص عليها في النظام العام للبيئة، بالإضافة إلى توعية المجتمع بطرق الحفاظ على البيئة البحرية وسلامتها وتكاتف الجميع.”
واشار الشريف إلى أن رمي النفايات في البحر تؤثر وتساهم سلبا على البيئة البحرية والساحلية، وأنه يمكن تنوير المستهدفين والمستفيدين من البيئة البحرية من خلال برامج توعوية للتعريف بأهم المواضيع المتعلقة بها وكذلك الضوابط والأنظمة ذات العلاقة.
وفي سؤال عن كيفية تواجد الرقابة على البحر مثل الكاميرات أو الجولات الميدانية لمنع هذه الظاهرة، قال الشريف: إن مسؤولية الرقابة منوطة بجهة أخرى مختصة غير الهيئة.
ومن جهتها أكد لـ(البلاد) د. مريم فردوس، التي تعتبر أول غواصة سعودية تغطس في القطب الشمالي المتجمد”، أنه سواء كان الماء سائلا، أم جامدا، أم بخارا، فهو حيوي جدا لكوكبنا الأرض ونحن نعتمد عليه للشرب و المحافظة على محاصيلنا و حياتنا، كما أن عددا لا يحصى من المخلوقات، تعتمد في بقائها – بعد الله- على قيد الحياة عليه، وفي الآونة الاخيرة تأثرت بحارنا والتي تغطي أكثر من ٧٠٪ من سطح الأرض بالنفايات بمختلف أنواعها، وظهر تأثيرها في كثير من بلدان العالم، وبالفترة الحالية، بسبب زيادة معدل إطلاق البشر لثاني أكسيد الكربون و نتيجة التغيرات المناخية و زيادة استخدام البلاستيك في أرجاء العالم، واعتماد بعض الدول على الوقود الأحفوري، طرأت تغيرات كيميائية مختلفة لطبيعة مياه البحار و تغير حرارتها مما أدى إلى تهديد حياة العديد من الكائنات وهذه التغيرات التي طرأت على البيئات البحرية تؤثر فيما ينمو داخل المياه، وما يمكن جنيه منها كما أن اختلاف مستويات البحر قد يغير من شكل سواحلنا وهدم منشآتنا”.
ونبهت مريم إلى أن من أهم الأسباب للحفاظ على نظافة البحار هي:
– التقليل من انبعاثات غاز ثاني اكسيد الكربون واستخدام الطاقة الذي يؤثر سلبا على الكربون، مما يساعد على زيادة التغيرات المناخية في العالم – التقليل من استخدام البلاستيك الأحادي الاستخدام، و تعديل سياسات التخلص من النفايات ، خاصة البلاستيكية حول العالم- تعلم طرق الغوص الآمن دون تدخل و تخريب البشر للبيئة البحرية تحت البحر- دعم المبادرات، و الحملات التي تهتم بمفهوم صحة الكائنات البحرية- نشر مفهوم المحافظة على البيئة البحرية، والحيوانية في مختلف المجالات، وفي شتى المجتمعات- البحث على حلول طبيعية تدعم نظافة المحيطات و البحار.