يكتبها – محمد بن مدعث
براعة الاسهتلال بالشعر عالم اخر من جماليات القصيدة لا يشد الا الناقد اوالمتذوق الاصيل حيث ان بداية كل شي دائماً تكون خبراً عن مضمونه..مشهد القصيدة او استهلالها غالباً ما يكون مقياس قوة الشاعر فعندما ننظر الى بعض النماذج في الشعر الشعبي نجد ان الكثير من الشعراء يهمل او يجهل مدى أهمية استهلال القصيدة بينما البعض يهتم اشد الاهتمام فيه على سبيل المثال استهلال قصيدة (سيف العشق) لمساعد الرشيدي!
كيف اطفي الريح بثيابك و كيف اشعلك
كيف اتنثر على جمرك و كيف احتويك ..!
لو امعنّا النظر في طريقة تمهيد الشاعر لقصيدته من خلال الاسلوب والمفردات ودلالاتها الحسية والمعنوية وتدرجنا مع الشاعر في بقية الأبيات لوجدنا ان الاستهلال كان لا بد ان يكون هكذا ..!
كيف .. اطفي .. اشعل .. اتنثر .. احتوي
الريح .. ثيابك .. جمرك ../
مفردات من البيئة المحيطة مفردات واثبة متمردة تشعرك عندما تقرأها انك في حالة هيجان مناخي رهيب رياح نار شتات لملمة عندما تكمل القصيدة فعلاً لا تجد نفسك إلا في دوامة من الأسئلة و المشاعر المتشابكة والتسارع بين الخيال والواقع وكأن الشاعر جمع الاضداد في فلك صغير جداً وتركها تتعارك لأثبات الوجود .! قصيدة سيف العشق من اجمل قصائد الشعر الشعبي كل ما تقرأها تعتقد انك تقرأها لأول مرة من جمال الشعر فيها,مساعد الرشيدي شاعر يأسر عقلك و تركيزك من أول بيت في القصيدة و هذا ما يسمى براعة الاستهلال.