أرشيف صحيفة البلاد

الرابطةُ تُنظّم المنتدى الحضاري بجنوب أفريقيا.. د.العيسى يؤكد على تعزيز التقارب الإنساني وقيم التسامح والتعايش

ديربان-واس

افتتحت رئيسة بلدية ديربان بجنوب أفريقيا زاندينا رينا المنتدى الحضاري الدولي لرابطة العالم الإسلامي الذي تستضيفه مدينة ديربان، بحضور معالي الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الشيخ الدكتور محمد بن عبدالكريم العيسى، وعدد من وزراء الجنوب الأفريقي، وممثلي أتباع الأديان، ونخبة من المثقفين والمفكرين حول العالم.

وألقى معالي الدكتور محمد العيسى كلمة بين فيها مبينًا أن هذا المنتدى يجمعه قواسم مشتركة وهي المحبة الإنسانية المتبادلة والحرص على ترسيخ قيم تعايشها وتعاونها وسلامها، مؤكدًا على أهمية تعزيز مفهوم الأسرة الإنسانية الواحدة التي تقوم على المحبة والتعاون في بناء المجتمع الحضاري، والحرص على محاربة أي شكل من أشكال الإساءة إلى هذه الأسرة في وئامها وتقاربها وتعاونها وتحابها بمختلف أديانها وأعراقها وثقافاتها ودولها.

وبين معاليه أن أتباع الأديان والثقافات أحوج ما يكونون إلى تعزيز تواصلهم الإنساني وتلاقيهم وتعاونهم في إطار المشتركات والمصالح ، مفيدًا أن الجميع يؤمن بالاختلاف والتنوع والتعدد في إطاره قَدَرِهِ الكوني، وأنه يجب علينا جميعاً أن نسهم بكل ما نستطيع للحيلولة دون أن يتحول هذا الإطار الكوني إلى مواجهة أو حروب أو ظلم أو اضطهاد، وعلى قدر استيعاب العقول والأفكار لهذا المعنى الإنساني والأخلاقي على قدر ما يتحقق السلام، وعلى قدر ما تكون الأسر الإنسانية متحدة على قدر ما تسعد في حياتها.

وشدد معاليه على أهمية تذكير الإنسانية بنداء فطرتها السليمة حيث أصل نقائها ورحمتها وتسامحها، ومحاربة كل أطروحات ونظريات الصراع والصدام الحضاري، وهو ما تقوم به رابطة العالم الإسلامي من خلال ملتقياتها ومنتدياتها المشتركة ومبادراتها المتنوعة حول العالم لتعميق قيم التواصل الحضاري في مواجهة نظريات صراعه وصدامه.

وأعرب معاليه عن سعادته بتنظيم هذا المنتدى الحضاري في جنوب أفريقيا بحضور شخصيات عالمية، مشيراً إلى أن الرابطة عبارة عن جسر عالمي لتعزيز التقارب الإنساني من أجل التسامح والتعايش والسلام، وأن للرابطة شراكات عالمية واسعة ترحب بقيم اعتدالنا الإسلامي وتشاركنا جهود مكافحة التطرف والإرهاب.

ونبه معاليه إلى أن مَن يفسر نصوص الإسلام هي مرجعياته العلمية وليس التطرف المعزول إسلامياً، وأن نشأةَ التطرف المحسوب زوراً على الإسلام تماثل نشأةَ نظيره في سائر الأديان، مؤكداً على أن خصوصية القيم لا تَفْرض القناعة بها، وإنما احترامَها تطبيقاً على مكان خصوصيتها متى شكلت معاملاتها دستوراً وقانوناً للدول، وأن تحالف أتباع الأديان والثقافات والحضارات حول المشتركات مهم في تحقيق السلام والوئام الإنساني.