الذباب لا يحب غناء العصافير

• كيف تطارد الذبابة (الذبابة تطير، وأنت لا تطير)..؟
– أستطيع محاصرتها داخل الغرفة، ومطاردتها بعد ذلك..
• تستخدم قوتك ضد طائر ضعيف..
– استخدم حقي في منع الذبابة من الطيران فوق رأسي، أو فوق عيني، استخدم حقاً مشروعاً لي، ولغيري.
• هل تعتقد أن الذبابة يمكن أن تنتصر عليك في لحظة..؟
– يمكن إذا تركتها تتوالد، وتتكاثر، وأن تمتلئ غرفتي بالذباب فلماذا لا استخدم حقي في مكافحتها، والوقاية منها..
• أنا، وأنت، وكثير غيرنا يُواجهون بالحسم من هو أضعف منهم، لو كانت في غرفتك أفعى لتركت الغرفة، وهربت.
– يمكن أن يكون كلامك صحيحاً على أساس أن الأفعى أقوى، وأخطر من الذبابة، وأن الذبابة أضعف من الإنسان لكن الأفعى لا تطير، ولا تقف على رأسك، وعينك مرة، وفمك مرات، إذا خرجت الأفعى من جُحرها تعرف هدفها، وتدرك خطورة مواجهتها، الذبابة لا تعرف هذا على الاطلاق.
• لو كان في غرفتك عصفور هل كنت تطارده بهذه القوة..؟
= العصافير تبحث عن الحرية، وتكره الغرف المغلقة، وإذا وجدت نفسها داخل القفص استسلمت مرغمة، ولو أمعنت إليها النظر لرأيتها تندب حظها العاثر.
• ولو كانت التي تطير أمامك فراشة.. ماذا كنت تفعل لها..؟
– الفراشة كائن جميل تتحرك حيث النور، وتختفي إذا حل الظلام، وتقضي على نفسها حينما تظل ترقص على النور فترة طويلة..
• لو اعطيت فرصة الحوار مع ذبابة، وعصفور، وأفعى، وفراشة ماذا ستفعل..؟
– سيكون حواري مع الذبابة باليد، ومع العصفور بالاذن، ومع الفراشة بالعين، ومع الأفعى بكل ما أملك من قوة، وحذر، وخوف..
• هل يمكنك أن تعيش مع هذه الكائنات الأربعة داخل غرفة واحدة..؟
– لو أردتني أن أكذب عليك فسأقول لك نعم، أترك يدي باتجاه الذبابة وعيني باتجاه الفراشة، واذني باتجاه العصفور، واحتشد كل قوتي، وخوفي، وفزعي، باتجاه الافعى فهي وحدها تستطيع أن تغدر بي في لحظة..
• ماذا يمكن أن تقول الفراشة للأفعى لو جرى بينهما حوار..؟
– لا يمكن أن يقوم حوار بين النور، والظلام..
• وماذا يمكن أن يقول العصفور للذبابة.؟
– سيظل يُغنّي، والذبابة لا تحب غناء العصافير، وهي لو أحبته لتحولت لكائنات جميلة أخرى.
• وكيف يكون الحوار بين الفراشة، والعصفور..؟
– مثل جدول الماء الصافي وهو ينساب في الينابيع، ومثل حبات الندى وهي تتساقط فوق أوراق الشجر..
• وكيف يكون الحوار بين الذبابة والأفعى..؟
– حوار (الضعيف، الغبي) مع (القوي، الجبان) ويكسبه (القوي – الجبان) على حساب (الضعيف – الغبي)..!