لم يبق لدى العرب وسيلة لمواجهة إسرائيل والصهيونية سوى التعويل على مشاركة المواطنين العرب في الداخل في الانتخابات البرلمانية؟
للعرب في إسرائيل، هذا الجزء الحي من الشعب الفلسطيني والأمة العربية، اسبابهم الداخلية للتصويت وهي بنظر الحركة الوطنية في الداخل متعلقة بالصمود والحقوق المطلبية والحفاظ على الهوية، في مقابل محاولات الأسرلة والصهينة. وخطابها ومطالبها حتى في إطار الانتخابات كما برز في العقد الأخير تتناقض مع الصهيونية بشكل يثير الأخيرة ويطرح لديها تساؤلات وجودية. وإن عدم المشاركة في الانتخابات في غياب حركة ثورية وعصيان مدني هي في الواقع لامبالاة وإضعاف للتمثيل العربي المسيّس ضد الاحزاب الصهيونية، وليس أكثر. أما المقاطعة السياسية فنسبتها ضئيلة وتذوب في اللامبالاة. وفي الانتخابات الأخيرة ارتفعت نسبة تصويت العرب مقارنة بالسابقة وإن بنسبة قليلة… ولكن الاسباب والدوافع للمشاركة والعزوف كلها داخلية ولابد ان تتعامل معها الحركة الوطنية في الداخل للحفاظ على عرب الداخل في ظروف لا يفيدهم فيها أحد سوى أنفسهم، إذ يجب أن \"يقلعوا شوكهم بأيديهم\".
أما أن تنعدم وسائل النضال لدى السلطة الفلسطينية، وأن تعول مرة أخرى على تغيير المعسكرات في إسرائيل بالأصوات العربية لكي تحيي عملية السلام، لأنه ليس لديها خيارات أخرى كما توهم نفسها، وأن تقبل الجامعة العربية بنصائح السلطة وتصدر بيانا يدعو للتصويت فهذا شأن آخر. هذه الدعوة تسيء للعرب كأمة، وللجامعة كممثل لوحدتها، ويظهر ضعفها، (وضعف السلطة الفلسطينية طبعا) وهو على كل حال لا يساعد العرب في الداخل على الحفاظ على هويتهم الوطنية بل يزرع الأوهام بالتعويل على قوى صهيونية لا تهمها قضية فلسطين إلا كأرض للنهب والاستيطان، ولن تهمها، طالما ليس لدى العرب وسائل أخرى في الصراع معها سوى أدوات من هذا النوع.من المؤسف أن نحتاج لتكرار هذه المسلمات بعد عقدين على اتفاقيات أوسلو؟!
\"صفحة المفكر العربي الدكتور عزمي بشارة\"