دولية

الخناق يضيق على الملالي..والإيرانيون يترقبون الخلاص

واشنطن – وكالات

يقوم وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيوبزيارة للمنطقة، لإجراء محادثات في الأيام القادمة لإقناع الحلفاء في أوروبا والشرق الأوسط وآسيا بالضغط على إيران للعودة إلى المفاوضات بشأن الاتفاق النووي والتصدي لسياسة طهران التدميرية في المنطقة.

وتأمل واشنطن في عودة إيران إلى مائدة التفاوض لإلزامها بشروط اقوى وضمانات أشد بعد استئناف العقوبات الأمريكية وربما فرض المزيد منها وهو ما ستتبعه معاقبة شركات أوروبية وغيرها ويرجح أن يعيق اقتصاد إيران الذي يحركه النفط.

وأضاف مسؤول كبير بوزارة الخارجية الأمريكية: إن مباحثات تُجرى بالفعل مع بريطانيا وفرنسا وألمانيا وأيضا اليابان والعراق بشأن الخطوات المقبلة، وذلك منذ انسحب الرئيس دونالد ترامب من الاتفاق النووي ، مضيفا “سيكون هناك مسعى للتواصل مع العالم والحديث مع شركائنا الذين يشاركوننا المصالح.. ستكون هذه المرحلة الأولى ، وستركز المحادثات على كيفية تكثيف الضغط على إيران بشكل بناء يؤدي إلى جلوسهم إلى طاولة المفاوضات.

وأمهلت الولايات المتحدة الشركات والدول فترات سماح تتراوح بين 90 يوما وستة أشهر لإنهاء تعاملاتها التجارية مع إيران بما في ذلك خفض مشتريات النفط الإيراني.

• تأييد واسع
وحظي قرار الرئيس الأمريكي بتأييد واسع ، وحول ذلك أفردت صحيفة “نيويورك تايمز”صفحة كاملة بالنسخة الورقية ، احتلها اسم رئيس الوزراء الكندي السابق ستيفن هاربر إلى جانب عدد من الساسة ، بعثوا خلالها رسالة إلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تقول: “أنت محق بشأن إيران” كما ذكرت شبكة “سي بي سي” الكندية أن الصفحة في الصحيفة الأمريكية حملت عنوان: “سيدي الرئيس، أنت محق بشأن إيران”، وكانت الكلمات بتوقيع كل من رئيس الوزراء الكندي السابق ورئيس الوزراء الأسترالي السابق جون هوارد ورئيس وزراء أيرلندا الشمالية ويليام تريمبل وغيرهم من ساسة سابقين وكتاب، متضمنين جون بيرد وزير الخارجية الكندي السابق.

وجاء بالنص المكتوب في الصفحة: “إيران خطر علينا وعلى حلفائنا وعلى الحرية. نقف بجانبك في إنهاء ترضية إيران الخطيرة واتخاذ أي إجراءات لازمة لوقف إيران عن حيازة النووي، ومساعدة شعبها، ووقف نشرها الإرهاب وتحقيق السلام والاستقرار في الشرق الأوسط وبين جميع الشعوب والدول”.

وأظهر القرار الأخير للرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني، تغييره لنهج سياساته الخارجية وتحوله إلى القوة والحزم في أن تصديه لايران المارقة ستفضي إلى نتائج عجز أسلافه عن تحقيقها.
وبشأن العقوبات على الصعيد الإقليمي أصدر مجلس الوزراء بدولة الامارات العربية تضمن إدراج 9 كيانات وأفراد إيرانيين على القائمة المعتمدة المدرج عليها الأشخاص والهيئات الداعمة للإرهاب ، لكونها قامت بشراء ونقل ملايين الدولارات إلى فيلق القدس التابع لمليشيا لحرس الثوري الإيراني ووكلائه لتمويل الأنشطة المزعزعة للاستقرار في المنطقة عن طريق إخفاء الغرض الذي تم من أجله الحصول على الدولارات.

•* ازمات وسخط شعبي
ورغم محاولة ظهور نظام الملالي بالعناد ، فإنه يواجه انهيارات اقتصادية متتالية على ضوء القرار الأمريكي بالانسحاب من الاتفاق النووي والعقوبات المنتظرة تجاريا ونفطيا على الصعيد العالمي ، ويتزامن ذلك مع تزايد غضب الشعب الإيراني جراء تفاقم الأوضاع المعيشية وتردي الاقتصاد وتوقف صناعات وفرص عمل بسبب الركود والعقوبات على تصدير التكنولوجيا المتقدمة الى ايران . ويعد انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الإيراني، بمثابة “القشة التي قصمت ظهر البعير”، فمنذ توقيع طهران على الاتفاق النووي، واجه روحاني استياء مستمرا ومتناميا من الإيرانيين الذين لم يروا أي تقدم اقتصادي منذ رفع العقوبات عن بلادهم، رغم وعود نظام الملالي وآماله الزائفة بأن توقيع الاتفاقية سيؤدي إلى ازدهار .

وكان أحد أبرز مظاهر الاستياء العام في إيران، الاحتجاجات الضخمة التي شهدتها جميع أنحاء البلاد، في ديسمبر/ كانون الأول، ويناير/ كانون الثاني الماضيين، مع ارتفاع معدل البطالة إلى 12% وضعف الريال الإيراني بعد عام ونصف العام من توقيع الاتفاقية.

وقال ريتشارد نيفيو، خبير العقوبات البارز في وزارة الخارجية الأمريكية أثناء فترة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما: إن المزيج بين عدم الاستقرار الاقتصادي والضرر الذي تلقاه الاتفاق النووي بفعل انسحاب الولايات المتحدة، سيؤذي النظام الايراني بشكل كبير داخل البلاد، حسب صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية.

فقد أثار الانسحاب الأمريكي من الاتفاق النووي الإيراني عاصفة اقتصادية ستضرب نظام الملالي في مقتل على ضوء تفاقم الأزمات بالبلاد وزيادة الضغط الشعبي بسبب تردي الأوضاع المعيشية، لا سيما مع إعلان شركات ومؤسسات أوروبية كبرى اعتزامها الخروج من طهران، خشية تعرضها لعقوبات محتملة.

وكشفت كل من شركات “بيجو سيتروين” الفرنسية لصناعة السيارات، و”سيمنز” الألمانية المتخصصة في الصناعات الإلكترونية، و”إيرباص” الفرنسية لصناعة الطائرات،أنها بصدد إعادة النظر في العلاقات التجارية مع إيران بعد أزمة الاتفاق النووي المبرم منذ 3 سنوات.

وفي السياق ذاته، شنت السلطات الإيرانية حملة اعتقالات واسعة طالت عشرات السماسرة داخل سوق العملات الأجنبية في شارع فردوسي وسط طهران، وملاحقتهم في الأزقة، في أعقاب القرار الأمريكي بالتزامن مع وصول سعر الدولار إلى حدود 8 آلاف تومان إيراني، وسط تعتيم رسمي على أسعار النقد الأجنبي، وعجز حكومي عن كبح جماح انهيار العملة المحلية، التي وصلت إلى أدنى مستوياتها التاريخية.

على الصعيد الأمني، قمعت قوات الأمن الداخلي في البلاد احتجاجات عارمة نظمها المواطنون الأكراد في مدينة بانه، احتجاجا على ظاهرة القتل العشوائي .

ويؤكد المراقبون رغبة الإيرانيين في الخلاص من نظام الملالي ، حيث يتزايد الغضب والسخط الشعب ترقبا للخلاص من ذلك النظام القمعي بإزاحته . و في نفس السياق، أشارت صحيفة “كيهان” اللندنية إلى اتساع رقعة الاحتجاجات العمالية على مدار الأيام الأخيرة، في الوقت الذي تتواصل وقفات احتجاج الآف المواطنين المنهوبة أموالهم من جانب المؤسسات المالية التي أعلنت إفلاسها، وتخضع أغلبها بشكل مباشر لسيطرة الحرس الثوري.وفي مدينة قم جنوب العاصمة طهران اندلعت بها احتجاجات عمالية نظمها 1600 شخص من عمال البلدية، منددين بعدم حصولهم على رواتبهم منذ شهرين، في الوقت الذي يتجاهل فيه المسؤولون مطالبهم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *