الخطوط الجوية السعودية يشبهها البعض بنسر عملاق له خبرة طويلة ومقدرة فائقة على الطيران اكتسبها من رحلاته المكوكية في عالم الفضاء ولايزال يحتفظ بهذه المقدرة حتى الآن. كما ان هذا النسر العملاق كان فيما سبق يملك من الحنان الابوي الشيء الكثير تجاه من احتضنهم في عشه من فلذات كبده والذين يربو تعدادهم بما يقارب العشرين (20) ألفا من الافراد حيث مدهم بالغذاء والدواء والطاقة والقدرة على الوقوف ومساعدة والدهم ثم الطيران حيث شاءوا بعدما يبلغ كل منهم مرحلة الاكتفاء الذاتي والسن القانونية ليهنأ في عيشة كريمة.
ولان هذا الطائر العملاق الذي عود فلذات كبده على هذه الرعاية والحنان الابوي فجأة توقف عن منح هذه الرعاية لابنائه تاركهم تائهين في مهب الريح.
اسوق هذا المثال الذي ينطبق على حال ما يعيشه الموظف المتقاعد الذي افنى شبابه في خدمة هذا الكيان حتى وصل الى ما وصل اليه.
فحين اصبح راتب هذا المتقاعد محدوداً خالياً من بدل السكن ومن بدل المواصلات ومن راتب خارج الدوام وفي الزيادة السنوية وفي نفقات بدل السفر التي يتمتع بها بعض الموظفين اصحاب الخطوة اصبح هذا الموظف المتقاعد لا يستطيع معالجة والديه على نفقة الخطوط السعودية كما كان جارياً في العهود السابقة كما انه اصبح في حيرة من امره حيث ما يتقاضاه من تقاعدي لا يمكنه من دفع نفقات العلاج الباهظة لوالديه الذي ينص على الرعاية بهم ديننا الحنيف (وقضى ربك أن لا تعبد إلا اياه وبالوالدين احساناً) هذا اذا استثنينا ما تقدمه ادارة خدمات مزايا الموظفين في الخطوط السعودية من خدمات جبارة تجاه موظفي الخطوط لا ينكرها إلا جاحد متمثلة في مديرها العام صاحب الجهد الخارق في هذا المجال.
فيا حبذا لو أن الخطوط الجوية السعودية تعيد النظر في اعادة الرعاية الطبية لوالدي الموظف المتقاعد حتى لو رفعت قيمة كشفية الطبيب الى خمسين (50) ريالاً من الثلاثين (30) ريالا التي تؤخذ من الموظف المتقاعد حاليا كما تتيح الفرصة لاصحاب رؤوس الاموال في المملكة وهم كثر والحمد لله والشركات الكبرى والبنوك في المساهمة في هذا المشروع الخيري ولا اعتقد ان احداً من هؤلاء يمتنع من هذه المساهمة الخيرية تلاحماً ما تبذله دولتنا الحبيبة من دعم سخي في هذا المجال والله لا يضيع اجر المحسنين.
• محمد حبيب علوي
كاتب وشاعر
عضو اتحاد كتاب مصر