الأرشيف توك شو

الخبراء يؤكدون أن ما حدث في مصر ليس انقلاباً عسكرياً

كتب: أحمد فاروق
حول دور الجيش في الأزمة المصرية، أشار طلعت مسلم، خبير في الشوون الأمنية والإستراتيجية إلى أن ما قام به الجيش المصري أبعد ما يكون عن تصفية الحسابات أو الانقلابات؛ لأن الجيش المصري وما قام به يأتي في سياق استجابته إلى مطالب الشعب المصري الذي استغاث به.
وأضاف – خلال حواره مع برنامج بانوراما المذاع على قناة روسيا اليوم – أن القوات المسلحة أعطت الكثير من الوقت لجماعة الإخوان المسلمين وللرئيس مرسي من أجل القيام بتلبية ما يطالب به الشعب المصري، إلا أنه لم يستغل تلك المدة، وتجاهل الرئيس وجماعته مطالب الشعب المصري التي خرجوا من أجلها إلى الشارع، والتي من أجلها قاموا بالانتفاض على حكم الإخوان المسلمين.
وذكر أن ما قام به الجيش لا يعد انقلاباً كما قال البعض؛ لأن الانقلاب له أركان معينة ومنها أن يعين على البلاد حاكم عسكري، وأن يستبدل الوزراء بقيادات عسكرية ولكن هذا لم يحدث في مصر؛ لأن الجيش المصري وضع فقط خارطة الطريق وبمساعدة الكثير من أبناء الشعب.
وأكد أنه كان لا بد في نهاية المطاف أن تنضم القوات المسلحة إلى كفة الشعب المصري والاستجابة لمطالبه.
وأفاد أن الجيش لم ينحز إلى المعارضة ولا إلى أي فصيل سياسي، ولكنه انحاز فقط إلى الشعب المصري الذي طالما وقف الجيش بجواره ولم يتخل عنه ولم يرفض أن يرد نداءه، مضيفاً أن أفراد القوات المسلحة الذين أنهوا خدمتهم تنقطع صلتهم بالمؤسسة العسكرية نهائياً، ولا يكون لهم اتصال بالقوات نهائياً، خاصة بعدما يتجهون إلى العمل في أطر وأعمال أخرى.
وذكر أن تأييد الجيش لدى الشعب المصري كبير للغاية، ولا يمكن أن يتأثر بما يحدث من أنصار الرئيس المعزول، خاصة أنهم لم يلتزموا بسلمية التظاهر وسلمية الاعتصام، ولذلك ستبقى قاعدة تأييد الشعب كبيرة.
ومن جانبه، أكد ياروسلاف فولكوف، خبير في شئون الشرق الأوسط، أن ما تم في مصر لا يمكن أن نسميه انقلاباً عسكري؛ لأن الفريق عبد الفتاح السيسي لم يقم بنفسه باعتلاء الحكم في مصر، ولكنه أعطى الحكم إلى سلطة مدنية جديدة بشكل مؤقت.
وذكر أن دور الجيش كان واضحاً للغاية، أي أنه استجاب فقط لنداء الشعب المصري الذي استغاث به من أجل استعادة الثورة المصرية.
وأضاف أن الهدف الرئيس لتدخل الجيش في تلك الأزمة هو منع حدوث أي نوع من أنواع الحروب الأهلية، خاصة في ظل وجود بيئة تساعد كثيراً على حدوث تلك الحرب؛ لأن الشعب المصري كان منقسماً إلى شقين ما بين التأييد والمعارضة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *