أرشيف صحيفة البلاد

الحوثي يعمل على تجويع اليمن والجيش الوطني يواصل دحر الانقلابيين

الحديدة ــ وكالات

في وقت يكثف التحالف العربي لدعم للشرعية باليمن عملياته الإنسانية لتجنيب ملايين اليمنيين شمالي البلاد كارثة إنسانية، تصر ميليشيات الحوثي على استغلال سيطرتها على ميناء الحديدة لمحاصرة المدنيين ومنع المواد الأولية عنهم.
وكشف التحالف النقاب عن أحدث جرائم الحوثي في هذا السياق، بإعلانه أن الميليشيات الموالية لإيران التي تحتل ميناء الحديدة، تمنع دخول سفينتين لإفراغ شحنتيهما.

وحسب التحالف، فإن الميليشيات تعطل وتمنع، منذ أكثر من شهرين، دخول السفينتين (Great K) و(MT Rhona) المحملتين مشتقات نفطية إلى الميناء، وتبقيهما في منطقة الانتظار.
ودأبت ميليشيات الحوثي على تعمد تعطيل ومنع دخول السفن، التي تنقل مواد أولية وغذائية، في وقت يستمر التحالف في إصدار التصاريح للسفن المتوجه لميناء الحديدة لمنع كارثة إنسانية.

وتؤكد الانتهاكات، التي تتنوع بين نهب المساعدات والبضائع، التي تصل ومنع دخول السفن، استهتار ميليشيات الحوثي الإيرانية بحياة ملايين اليمنيين، الذي يمثل لهم ميناء الحديدة شريان حياة.
ويسعى التحالف، في المقابل، إلى إعادة الميناء لدوره الطبيعي عبر تحريره من الميليشيات الإيرانية، وقد بدأ في هذا الإطار عملية عسكرية بموازاة عملية إنسانية تتضمن جسورا إنسانية عبر الجو والبحر والبر.

وفي الجانب العسكري، حققت القوات اليمنية المشتركة، بإسناد ودعم التحالف، تقدما لافتا في معركة تحرير الحديدة ومينائها، حيث دحرت الميليشيات من مواقع عدة على رأسها المطار، وباتت على مشارف المدينة.
وانكفأت الميليشيات إلى داخل المدينة، حيث عمدت أخيرا إلى إغلاق عدد من الشوارع الرئيسية والفرعية المؤدية إلى الميناء، ما أدى إلى إعاقة حركة المواطنين.

وذكرت مصادر في مدينة الحديدة لـ”سكاي نيوز عربية” أن المليشيات حفرت المزيد من الخنادق ووضعت السواتر الترابية والخرسانات الإسمنتية في الشوارع الشمالية الشرقية المؤدية إلى الميناء.
وتأتي التحركات الحوثية الجديدة مع توزيع المليشيات الإيرانية دراجات نارية جديدة للمئات من عناصرها، استعدادا لحرب شوارع تخطط لها، وفق ما أضافت المصادر نفسها.

وأوضحت أن الدراجات النارية هي الوسيلة الأساسية لتحرك عناصر مليشيات الحوثي بعد أن أصبحت المركبات والآليات العسكرية هدفا لمقاتلات التحالف، التي أعطبت دمرت عدد منها في محيط الحديدة.
وكشفت ذات المصادر إن خسائر ميليشيات الحوثي من القادة الميدانيين في معركة الحديدة، وصلت لمئات القتلى، منذ تصاعد عمليات القوات المشتركة بدعم من التحالف العربي.

وذكرت المصادر ” أن ألف حوثي على الأقل قتلوا منذ تصاعد عمليات تطهير محافظة الحديدة وتحرير مركزها، مدينة الحديدة، منتصف يونيو الجاري.
وتكبدت الميليشيات في هذه المعركة، بالإضافة إلى الخسائر البشرية الفادحة، هزائم متلاحقة، أفقدتهم مناطق واسعة في المحافظة الواقعة غربي اليمن.
ومن بين قتلى علمية الحديدة، قيادات حوثية ميدانية وفق المصادر نفسها التي أكدت أن “النزيف في صفوف المقاتلين الحوثيين بلغ ذروته خلال معركة المطار”.
وأضافت المصادر أن ميلشيات الحوثي باتت أيضا في أزمة حقيقة على صعيد “الاتصال والتواصل ببعض مقاتليها”، على مختلف المحاور في جبهة الساحل الغربي.

و”مثلت جبهة الساحل الغربي مقبرة للحوثيين، ودفعتهم إلى البحث عن مقاتلين جدد لتعويض خسارتهم، والعشرات، الذين فروا من جبهات القتال”، طبقا للمصادر.
ويرفض العشرات من الحوثيين المنسحبين من جبهة الساحل الغربي العودة إلى الميدان، الأمر الذي دفع الميليشيات إلى تنفيذ عمليات قتل لبعضهم لإرهاب الآخرين.

وأحدث هذه العمليات تمثلت، وفق المصادر، بـ”قتل أحد العناصر في مديرية الحداء التابعة لمحافظة ذمار، بعد أن رفض العودة إلى جبهة الساحل الغربي”.
وقالت مصادر محلية إن “القتيل ويدعى محمد ناصر، كان قد انخرط مع الحوثيين للقتال في جبهة الساحل الغربي في أوائل شهر رمضان الماضي..
لكنه عاد إلى منزله بعد عدة أيام، ورفض بشكل قاطع العودة إلى صفوف الحوثيين، وحذّر الشباب الآخرين من التوجه إلى جبهات القتال، مبررا ذلك أن الحوثيين يقدمونهم إلى الموت ويتركون القتلى والجرحى في ميدان المعركة ويفرون”.

وفي السياق نفسه، “هددت ميليشيات الحوثي المشايخ والعقال والشخصيات القبلية والاجتماعية في ذمار بالاعتقال والتصفية في حال التقاعس عن حشد مقاتلين من قبائلهم إلى جبهة الساحل الغربي”. وتعد ذمار منجما للمقاتلين الحوثيين.
كما قامت الميليشيات بخطف الأطفال وإرسالهم إلى معسكر تدريب في قرية “العوش” بمنطقة يعر الواقعة بمديرية عنس بذمار، حسب ما أردفت المصادر القبلية.

وأكدت المصادر أن “الحوثيين يرسلون الأطفال، وأغلبهم من أبناء المزارعين في مختلف مديريات المحافظة، بعد تدريبهم وإخضاعهم لدورات طائفية إلى جبهة الساحل الغربي”.
ولم تكتف مليشيا الحوثي الإرهابية بتشريد سكان الحديدة من مناطقهم في الساحل الغربي، بل قامت بمنع عشرات العائلات النازحة من جحيم الحرب في الحديدة، من الوصول إلى العاصمة المؤقتة عدن في الجنوب.

ووفقاً لمصدر محلي بمدينة تعز، أصدرت مليشيا الحوثي الأسبوع الماضي، توجيهات صارمة لنقاط التفتيش التابعة لها بعرقلة عمليات النزوح نحو مدينة عدن وباقي المدن الجنوبية.
وأفاد شهود عيان ” بأن حاجزاً للتفتيش على مدخل الراهدة جنوب شرقي محافظة تعز تابع للمليشيا، أوقف خلال اليومين الماضيين عائلات من الحديدة، حاولت النزوح إلى عدن وأجبرتهم على العودة نحو المناطق التي مازالت تحت سيطرتهم مثل تعز وأب وصنعاء.

ونقل الشهود عن أحد أفراد تلك العائلات قوله بأنهم اضطروا لقطع مسافات طويلة تمر في 4 محافظات على الأقل؛ من أجل الوصول إلى عدن، عوضاً عن الطريق الساحلي الرابط بين الحديدة وعدن، والذي أصبح منطقة عمليات عسكرية يصعب العبور منه.
ولا توجد حتى اللحظة إحصائيات دقيقة بشأن أعداد النازحين من مدينة الحديدة منذ اشتعال المعارك فيها، إلا أن مراقبين توقعوا بأن العدد يفوق الـ30 ألف نازح على أقل تقدير.