صنعاء ــ وكالات
استهلت مليشيا الحوثي العام الجديد بتنفيذ حملة تجنيد إجبارية للأطفال في عدد من المحافظات الخاضعة لسيطرتهم، في موقف يكشف عن حجم الورطة الكبيرة التي تعيشها المليشيا في جبهات القتال.
وكثف الانقلابيون من تحركاتهم في أوساط القبائل المحيطة بالعاصمة صنعاء، وأرسلوا عشرات القيادات إلى مدارس العاصمة والمحافظات النائية في الشمال اليمني، تحثهم على الانخراط في جبهات القتال.
وأصابت الانتصارات المتسارعة للجيش الوطني المسنود بالتحالف العربي، مليشيا الحوثي بذعر غير مسبوق، وجعلها تتجه لإجبار العائلات الفقيرة على الزج بأبنائها في جبهات القتال.
وعلى الرغم من التحركات العلنية للتجنيد الإجباري والمحاضرات التي يلقيها قادة المليشيا على طلاب المدارس والجامعات، وإنشاء معسكرات التدريب، فإن المنظمات الأممية العاملة في صنعاء، لم تصدر أي تعليق حيال الأمر، في موقف وصفه مراقبون بالمريب.
وتعرض الحوثيون لأكبر عملية استنزاف في صفوف مقاتليهم خلال ديسمبر الماضي، فبعد انتفاضة صنعاء التي حصدت أكثر من 200 من كبار مسلحيهم، كانت المليشيا تتلقى ضربات موجعة من الجيش الوطني والتحالف العربي بقيادة السعودية في عدد من جبهات القتال، وعلى رأسها “بيحان وعسيلان” في شبوة، و”نهم”شرقي صنعاء، و”الخوخة” في الحديدة، بالإضافة إلى محافظة الجوف.
وجراء نفاد مخزون المقاتلين، لجأت مليشيا الحوثي إلى استجداء القبائل من أجل إسنادها بمقاتلين لتعويض الاستنزاف الكبير في صفوفها، لكن طلبها قوبل بالرفض التام.
وقال مصدر قبلي في محافظة عمران، شمالي صنعاء إن مليشيا الحوثي تعيش حالة طوارئ غير مسبوقة، وأوفدت عشرات القادة إلى قبائل “حاشد” و”بكيل”، تترجاهم بعدم تركهم منفردين في جبهات القتال.
ووفقا للمصدر، فقد أخفق الحوثيين في إقناع قبائل حاشد بضرورة إسنادهم بالمقاتلين، حيث أعلنت رفضها التام الزج بأبنائها في محارق الموت، وخصوصا بعد عملية الاغتيال الغادرة للرئيس السابق علي عبدالله صالح، والتي تكن قبائل عمران بالولاء له بشكل رئيسي.
وذكر مصدر آخر، أن القيادي في المليشيا، أبو علي الحاكم، زار اليومين الماضيين رفقة القيادي محمد علي الحوثي، مديرية “سنحان” مسقط رأس الرئيس السابق “صالح”، وعرض عليهم التصالح مقابل إسنادهم بالمقاتلين.
ولم تكتف المليشيا بإيفاد قادتها إلى القبائل، حيث وجّه زعيم الانقلابيين عبدالملك الحوثي، الأيام الماضية، كلمة عبر الفيديو لعدد من رجال القبائل الموالين للحوثيين في طوق صنعاء، ظهر فيها يستجديهم بشكل غير مسبوق، ويطالبهم بضرورة الدفع بمقاتلين.
وعقب فشلها في إقناع القبائل التي كانت الخزان الرئيسي لمقاتليها منذ بداية الانقلاب، لجأت مليشيا الحوثي إلى تنفيذ حملات إجبارية في صفوف الأيتام والأسر الأشد فقرا، وخصوصا في مديريات الساحل الغربي.
وقالت وسائل اعلام يمينة أن مليشيا الحوثي، قامت بإجبار 30 يتيما على الانخراط في معسكرات تدريب، للزج بهم في جبهات القتال، وأبلغت القائمين على الدار بأنهم سيحتاجون لدفعة جديدة خلال الأيام المقبلة.
وخلافا لعمليات القمع ومحاكم التفتيش التي فرضتها مليشيا الحوثي على العاصمة صنعاء ومنازل قيادات وكوادر حزب المؤتمر الشعبي العام، تلتزم المنظمات الأممية الصمت المطبق حيال جرائم الحوثيين ضد الطفولة، والتجنيد غير المسبوق للأطفال.
وخلال العام الماضي، أعلنت الأمم المتحدة، أن مليشيا الحوثي مسؤولة عن تجنيد 72% من حالات تجنيد الأطفال في اليمن، لكن منظمات حقوقية والحكومة اليمنية، أكدت أن المنظمات الأممية لا تنقل سوى ربع الصورة الحقيقية لما يجري من انتهاكات للقانون الإنساني من قبل الحوثيين.
واستغرب حقوقيون يمنيون من الصمت الكبير للمنظمات الأممية ومنسق الشؤون الإنسانية في اليمن جيمي ماكغولدريك، حيال تجنيد الأطفال والزج بالأيتام والفقراء والمشردين والنازحين في محارق الموت.
وقال الباحث في تحالف “رصد” لحقوق الإنسان رياض الدبعي، إن التحالف اليمني يتلقى منذ أواخر ديسمبر الماضي ومطلع العام الجاري، عشرات البلاغات يوميا من أسر تتهم الحوثيين بأخذ أطفالها بالقوة إلى معسكرات التدريب، وأنهم يلتزمون الصمت خوفا من البطش.
وفى السياق تمكن الجيش الوطني اليمني مسنودا بالمقاومة الشعبية من السيطرة على وادي عرفان في حيس جنوب مدينة الحديدة التي كانت تحت سيطرة الانقلابيين الحوثيين.
ونفذ الجيش اليمني عملية تمشيطٍ واسعة للمزارع الواقعة بين الخوخة ويختل والزهاري والقرى المجاورة لحيس وسط فرار جماعي لميليشيات الحوثي.
وتقدمت قوات الجيش مسنودة بالمقاومة الشعبية في وادي ظمي جنوب مركز مديرية حيس، التابعة لمحافظة الحديدة غرب اليمن، ونفذت عملية تمشيط واسعة للمزارع الواقعة بين الخوخة ويختل والزهاري والقرى المجاورة لحيس وسط فرار جماعي لميليشيا الحوثي الانقلابية.
وأفاد مصدر عسكري، أن هذه العملية تأتي في إطار تأمين المناطق المحررة في الساحل الغربي.
وقد أحكمت قوات الجيش اليمني سيطرتها على “وادي عرفان” جنوب غربي مديرية حيس، وتتقدم بشكل متسارع نحو مركز المديرية.
إلى ذلك، حرر الجيش اليمني، جبل الغول الاستراتيجي، في مديرية ناطع بمحافظة البيضاء وسط البلاد، عقب معارك ضارية مع ميليشيات الحوثي، التي سقط في صفوفها، وفق مصادر ميدانية، عدد من القتلى والجرحى خلال تحرير الجبل.
من جهته، قال قائد محور بيحان اللواء مفرح بحيبح إن هناك تجهيزات واستعدادات تتم حاليا لانطلاق عملية تحرير كافة مديريات محافظة البيضاء.
وأكد بحيبح خلال استقباله محافظ البيضاء صالح أحمد الرصاص أن الجيش الوطني ومعه المقاومة سيواصلان عملياتهم العسكرية لتحرير كافة المناطق التي ما زالت تحت سيطرت ميليشيات الحوثي.
في حين شدد محافظ البيضاء على أن الاستعدادات العسكرية الخاصة بعملية تحرير باقي مديريات البيضاء على وشك الاكتمال، مؤكداً أن الشرعية ستتواجد قريباً في البيضاء بعد تحريرها من الحوثيين.