أرشيف صحيفة البلاد

الحوثي يحرم اليمنيين مواد الإغاثة .. والأمم المتحدة تندد بجرائم الانقلاب في الحديدة

عدن ــ وكالات

أدانت الأمم المتحدة القصف الذي شنه الحوثيون في اليمن، على مخيم للنازحين، في مديرية الخوخة، بمحافظة الحديدة الساحلية، غربي البلاد.
ووصفت منسقة المنظمة الدولية للشؤون الإنسانية في اليمن ليز جراندي، في بيان امس “الاحد” الواقعة بـ”الأمر المرعب”، وأدانت في الوقت نفسه الهجوم المروع، مقدمة التعازي الحارة لأسر الضحايا.

وذكر البيان أن “امرأة قتلت، وأصيب 12 مدنياً، بينهم 8 أطفال، بحادث قصف في مخيم بني جابر في منطقة الخوخة بمحافظة الحديدة”.
وأوضح البيان أن ما حدث في مديرية الخوخة أمر “صادم”، مشيرا إلى أنه لا توجد طريقة أخرى لوصف المجزرة التي ارتكبتها مليشيا الحوثي الإرهابية بحق مخيم النازحين غير ذلك.

وكانت مليشيا الحوثي، أطلقت الجمعة الماضي، عدة صواريخ كاتيوشا، على مخيم “بني جابر” للنازحين الواقع شرق مدينة الخوخة.

وهزت المجزرة الشارع اليمني بشكل عام، وقوبلت بتنديد واسع من التحالف العربي والحكومة اليمنية والمنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر ومركز الملك سلمان للإغاثة الإنسانية، بجانب ردود أفعال واسعة من قبل أوساط نشطاء حقوق الإنسان ووسائل الإعلام، والتي اعتبرتها جريمة حرب ضد مبادئ حقوق الإنسان، والقانون الإنساني الدولي.

وطالب المسؤول الإغاثي بالحديدة، عادل مكرشب، الأمم المتحدة بتحمل مسؤوليتها تجاه جرائم المليشيا الحوثية، وضرورة الكشف عنها أمام العالم أجمع.
وذكر المسؤول الحكومي، أن المجزرة لم تكن وليدة اللحظة، فقد سبق استهداف قوافل الإغاثة الإنسانية وأماكن سكنية وحيوية، منها مجزرة “ميناء الاصطياد ومستشفى الثورة” التي ارتكبتها المليشيا بقذائف الهاون.

في غضون ذلك صادرت ميليشيات الحوثي الإرهابية مواد إغاثية من مخزن تابع لبرنامج الغذاء العالمي في زبيد بمحافظة الحديدة، ما أدّى إلى وقف صرف الحصص الإغاثية الخاصة بالمواطنين

وكانت الحكومة اليمنية، أعلنت استمرار احتجاز ميليشيات الحوثي الموالية لإيران لسفن محملة بالمواد الغذائية والنفطية في ميناء الحديدة، الذي يسيطر عليه المسلحون غربي البلاد.

وقال وزير الإدارة المحلية رئيس اللجنة العليا للإغاثة، عبدالرقيب فتح، إن “ميليشيات الحوثي الانقلابية تحتجز 10 سفن نفطية وتجارية في ميناء الحديدة..”.
وأضاف -في تصريح نقلته وكالة الأنباء اليمينة- أن المسلحين منعوا السفن “من إفراغ حمولتها”، مؤكدًا أن “بعض السفن محتجزة منذ ما يقارب من 6 أشهر..”.
وأشار فتح إلى “السفينة التي تحمل اسم (distya pushti)، والتي وصلت إلى الميناء بتاريخ 28 من سبتمبر الماضي وتحمل على متنها 10955 طنًّا من الديزل 9025 وطنًّا من البنزين”.

كما تحتجز الميليشيات “السفينة (RINA )، التي وصلت بتاريخ 3 أكتوبر الحالي، وتحمل على متنها 5700 طن من الدقيق والسكر، تم منع تفريغها من قبل المليشيات الانقلابية”.

وأشار فتح أيضًا إلى احتجاز “السفينة (SINCERO)، التي وصلت بتاريخ 26 من سبتمبر الماضي وتحمل 15025 طنا من الديزل، إضافة إلى السفينة (CARPE DIEM-2) التي وصلت بتاريخ 30 من سبتمبر الماضي على متنها 19350 طنًّا من الديزل..”.

ويحتجز الحوثيون أيضًا “السفينة المسماة (P V T EAGLE)، والتي وصلت بتاريخ 3 من أكتوبر الحالي، وتحمل 7022 طنًّا من الديزل و14793 من البترول..”.
ولفت وزير الإدارة المحلية رئيس اللجنة العليا للإغاثة، إلى أن “6 سفن أخرى.. نفطية وتجارية، تمت احتجازها خلال فترات متفاوتة من الثلاثة الأشهر الماضية”.

وعلى صعيد العمليات الميدانية دعت قيادة قوات تحالف دعم الشرعية في اليمن سكان مدينة الحديدة، وتحديدا السائقين ومستخدمي الطريق الرابط بين الحديدة وصنعاء للابتعاد عن المنطقة الواقعة بين دوار مطاحن البحر الأحمر ومثلث كيلو 16 شرق مدينة الحديدة.

وقال المركز الإعلامي لقوات العمالقة المنتشرة في مناطق جنوب الحديدة والتخوم الشرقية والجنوبية للمدينة أن قيادة قوات التحالف وزعت منشورات تضمنت عدة نداءات للسكان، وحملت إحدى المنشورات خارطة للمنطقة التي تم التحذير من الاقتراب منها، مشيرة إلى أن ذلك من أجل الحفاظ على سلامة السكان، وحتى لا يكونون عرضة للنيران العشوائية التي تطلقها الميليشيات.

ودعت أبناء مدينة الحديدة إلى عدم الانصياع للميليشيات والقتال في صفوفها وشددت قيادة قوات التحالف في الساحل الغربي في نداءاتها إلى السكان على أن سلامتهم والحفاظ على أرواحهم وممتلكاتهم هي أولوية لدى قيادة قوات التحالف قائلة ” لذا ندعوكم بعدم الانصياع إلى القتال إلى جانب ميليشيات الحوثي المدعومة من إيران أو المساهمة في قتال خاسر”.

وأشارت في منشوراتها إلى “أن ما تقوم به ميليشيات الحوثي في مدينة الحديدة من تدمير للطرق والبنية التحتية وتقطيع أوصال المدينة والتضييق على أبنائها ما هو إلا هدر لمقدرات الشعب، وأن ما تروج له الميليشيات المدعومة من إيران من انتصارات لا وجود لها إلا في ميادين وسائل التواصل الاجتماعي، وفي منابرها”.

ودعت المواطنين إلى عدم تصديق ما تروجه الميليشيات التي أهلكت الحرث والنسل”.

وتزامنت هذه النداءات مع وصول تعزيزات عسكرية من قوات التحالف إلى جبهات الساحل الغربي حيث أكدت مصادر عسكرية أنه تم الدفع بوحدات من القوات السودانية العاملة في اليمن، ضمن قوات التحالف إلى جبهة الحديدة لتعزيز القوات المتواجدة هناك بهدف استكمال تحرير بقية المناطق التي لا تزال تحت سيطرة عناصر ميليشيا الحوثي.

وحسب مصادر عسكرية فإن التعزيزات تضم أعداداً كبيرة من أفراد القوات المسلحة السودانية وآليات عسكرية، وأنها ستشارك في المعارك الدائرة جنوب مدينة الحديدة ومدخلها الشرقي.

كما وصلت وحدات جديدة من ألوية العمالقة إلى المنطقة لتعزيز القوات المتواجدة عند التخوم الجنوبية والشرقية للمدينة، والقوات التي تقوم بعمليات تمشيط متواصلة لتعقب ما تبقى من جيوب الميليشيا في المزارع والأحراش بمناطق شرق الدريهمي والتحيتا وبيت الفقية وحيس.