منى – البلاد :
أولت حكومة المملكة العربية السعودية جل اهتمامها لإضاءة الحرمين الشريفين (المسجد الحرام والمسجد النبوي) فكانت الانطلاقة عام 1327هـ بإضاءة المسجد النبوي بالمدينة المنورة من مولدين أحدهما يعمل بالفحم والآخر يعمل بالكيروسين. وفي عام 1338هـ تمت إضاءة الحرم المكي الشريف، وصدرت أول مناقصة في 1345هـ لإنارة الحرم الشريف بمبلغ 6 قروش أميري عن كل لمبة، وتعد الكهرباء من النعم التي أنعم الله بها علينا فكانت السبب المباشر لهذا التطور السريع في مناحي الحياة كافة حتى أصبحت مقياساً لتطور الأمم ونموها واستقرارها الاقتصادي والاجتماعي, وانطلاقا من ذلك حرصت الدولة – أيدها الله – منذ عهد مؤسسها الملك عبدالعزيز – رحمه الله – وإدراكا لأهمية الكهرباء في المجتمع وتطوره وتوفيرا لسبل الراحة والرفاهية للسكان في أنحاء المملكة، فقد انطلقت خدمات الكهرباء في أرجاء الوطن مدينة بعد مدينة وقرية بعد قرية وهجرة بعد هجرة، لتبدأ رحلة الحياة معلنة مولد أمة حديثة.
وركزت وزارة المياه والكهرباء اهتمامها وجهودها في إعداد الخطط لإيجاد منظومة كهربائية شاملة وتابعت تطويرها لتواكب معدلات النمو والطلب على الطاقة الكهربائية والاستجابة لتطورات المستقبل الزراعية والصناعية والتجارية على مستوى المناطق.
وأسفرت تلك الجهود من قبل الشركة في تحقيق انجازات ملموسة في مجالات تطوير وتعزيز قدرات المنظومة الكهربائية في المملكة بما يواكب النمو الاقتصادي الكبير الذي شهدته وتشهده المملكة في جميع المجالات المتمثل في زيادة الطلب على الطاقة الكهربائية بنسبة 8% سنوياً في الوقت الذي تمكنت فيه الشركة خلال 11 عاماً من انجاز 96% من الخطة الوطنية لربط مناطق المملكة على الجهد الفائق 380 كيلو فولت وتمت تغطية مختلف المناطق بالكهرباء.
وأوضح التقرير السنوي للشركة السعودية للكهرباء منجزات الشركة في العام الماضي 2011م ومن بينها زيادة قدرات توليد الطاقة الكهربائية المتاحة من 083ر24 ميجاوات إلى حوالي 148ر51 ميجاوات بنسبة 124% وزيادة أطوال شبكات نقل الطاقة الكهربائية من 166ر29 كيلومتر دائري إلى 675ر49 كيلو متر دائري بنسبة 70% وزيادة أطوال شبكات التوزيع من 076ر219 كيلو متر دائري إلى 289ر409 كيلومتر دائري بنسبة 8ر86% إضافة إلى زيادة أعداد المشتركين من 5ر3 مليون مشترك إلى 3ر6 مليون مشترك بزيادة بنسبة 2ر80% اغلبهم من المستهلكين السكانيين بواقع 4.6 مليون مشترك وبلوغ عدد المدن والقرى والهجر المخدومة بالطاقة الكهربائية إلى 256ر12 مقارنة بـ 406ر7 بنسبة ارتفاع بلغت 4ر65%. وتعد منظومة الكهرباء السعودية أكبر منظومة عربية حيث بلغ الحمل وقت الذروة في 2010م 45.661 ميجاواط فيما بلغت قدرة التوليد المركبة وقت التشغيل لوحدات الإنتاج للكيانات المرخص لها في المملكة 55.256 ميجاواط، حيث تمتلك الشركة السعودية للكهرباء 74% منها فيما تمتلك المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة 9% ويتوزع الباقي بين عدد من المنتجين الآخرين. وتحتكر الشركة السعودية للكهرباء نشاط نقل الطاقة الكهربائية في المملكة حالياً باستثناء منطقتي عمل شركة مرافق الكهرباء والمياه بالجبيل وينبع \" مرافق \" وتنقل الطاقة من محطات التوليد إلى مناطق الاستهلاك عن طريق خطوط هوائية ذات جهد عال يبلغ مجموع أطوال دوائرها 42.436 كيلومتراً إضافة إلى استخدام خطوط أرضية يبلغ مجموع أطوال دوائرها 3.743 كيلو متراً.
وتتولى الشركة بصفة حصرية في الوقت الحاضر نشاط توزيع الخدمات الكهربائية للمستهلكين باستثناء منطقتي عمل شركة مرافق الكهرباء والمياه بالجبيل وينبع.