تعد الحكايات الشعبية بما تتضمنه من أمثال وحكم مادة أدبية أساسية لدى الشعوب، فهي موغلة في القدم، ولم تخل منها ثقافة من الثقافات، وتمثل الحكايات الشعبية المخزون التاريخي في الذاكرة الجماعية، لأن الشعوب تصوغ الحكايات الشعبية في قالب يجعلها مرجعاً تصون به خبراتها وتجاربها، فهي لغة أساسية للتواصل بين الأفراد والجماعات،
ونقلاً للخبرات والتجارب بين الأجيال، وثقافة لاختزال المنظومات والقيم.والأمثال مثلما قال ابراهيم النظام يجتمع فيها أربعه لا تجتمع في غيرها “إيجاز اللفظ وإصابة المعنى وحسن التشبيه وجودة الكناية ” ويقال (الصداقات ثلاث) “صداقة النائبات وجور الزمان ،
وصداقة حَلّه ومَلّه ودَلّه، وصداقة مَرَه وبَقره وثَمره” وهي حكمه متداوله فالصداقة الأولى هي المطلب والمفقودة في زماننا إلا ما ندر ، أما الثانية وتعني صداقة الأكل والجلوس فهي كثيره، أما الثالثة فهي خيانة الصديق لصديقه والقريب لقريبه والجار لجاره والاهتمام بالمصالح وقد وردت بعض الحكم في أبيات شعريه شعبيه لأحد الشعراء تنّدد بالبخل والبخلاء وتشيد بالكرم والكرماء والتمييز بين الخير والشر:
” بَيْت الرّدى لاجَفّ يوماً من الرَدى
تردّى الردَى وعَوّد الردى في رداه
وبيت النَدَى لاجف يوماً من الندى
تنادى الندى وعَوّد الندى في نداه “