بغداد ــ وكالات
تسارع مليشيا الحشد الشعبي الطائفية الموالية لإيران في توسيع وترسيخ وجودها العسكري على امتداد محافظات العراق ودعم ترسانتها المسلحة بأنواع أسلحة تفوق قدرات الجيش العراقي التقليدي.
فقد أعلن اللواء 13 التابع للحشد الشعبي، إنشاء مركز صيانة الدروع والمدافع المتطورة في محافظة كربلاء بوسط العراق، وهو الإعلان الخامس على الأقل عن تطوير الترسانة المسلحة للحشد، وتوسيع مناطقه المسلحة التي باتت أشبه بمستوطنات خاصة به في المحافظات خلال شهرين.
ونقل موقع الحشد على الإنترنت عن اللواء قاسم مصلح قوله إن “الجهد الهندسي للواء (13) باشر بالمرحلة الأولى لإنشاء مركز صيانة متكامل لصيانة الدروع والمدافع بالاعتماد على الكوادر العراقية”.
كما أشار إلى أن “هناك خطة موضوعة لتطوير هذا المركز ليصبح معهد أو أكاديمية عسكرية تابعة للعتبة الحسينية المقدسة لتدريب جميع الصنوف، ويكون في خدمة الجهات العسكرية الحكومية في كربلاء أو المحافظات الأخرى”.
وتطلق كلمة العتبة الحسينية على مكان ضريح الإمام الحسين في كربلاء، ولكن إداريا يقصد بها الشيعة المرجعية الشيعية التي تشرف على شؤون الشيعة وتوجه تحركاتهم في الأمور الدينية والسياسية والعسكرية.. إلخ، ويتولاها حاليا المرجع الشيعي علي السيستاني.
وقال إن تصنيع تلك الراجمة تم في معامل مدينة البصرة، جنوب العراق، وأطلق على الراجمة “رعد-1″، وتمتاز بميزات قتالية عالية الجودة؛ لتضاف إلى سلسلة منظومتها الدفاعية والهجومية.
وفي مايو الماضي أعلن كريم النوري، القيادي في مليشيا الحشد، أن المليشيا تعتزم فتح أكاديمية عسكرية وكلية أركان لتخريج دفعات من المقاتلين.
ومتحججا بتهديدات تنظيم داعش قال إن “الحشد وجود أصيل في المنظومة الأمنية للبلد؛ لأنه ثروة أمنية لمستقبل العراق، ولا يمكن الاستغناء عنه في ظل الهجمة التكفيرية التي تجتاح المنطقة بأسرها”.
وفي ذات الشهر أعلن اللواء 26 في الحشد الشعبي عن امتلاكه منظومة متطورة وحديثة في كربلاء لحظر طيران طائرات تنظيم “داعش” المسيرة.
وتتوزع ألوية مليشيا الحشد ومناطقه التي يفرض عليها طابعا عسكريا بشكل مكثف في عروق ومحافظات العراق من الشمال للجنوب، فهي حاليا تنتشر بداية من الحدود العراقية مع سوريا في أقصى الشمال والغرب، مرورا بالوسط في كربلاء، وصولا إلى أقصى الجنوب في البصرة.
وتنبئ هذه التحركات بأن مليشيا الحشد الموالية لإيران تعتزم أن يكون لها دور ثابت ودائم في العراق، ولا يرتبط الأمر فقط بمعركة الموصل أو طرد تنظيم داعش كما تم الإعلان عنه حين تأسيسها عام 2014.
ورغم الانتهاكات التي وجهت لهذا المليشيات الطائفية بأنها تقوم بتغيير تركيبة السكان في بعض المناطق التي تسيطر عليها لصالح زيادة المكون الشيعي فيها، إلا أن الحكومة العراقية اعترفت رسميا بأن هذه المليشيا جزء من الجيش العراقي في نوفمبر 2016.
ويسعى قادة مليشيا الحشد وإيران من ورائهم إلى تحويلها إلى المتحكم الأول في العراق على غرار نموذج مليشيا الحرس الثوري في إيران، ويعلن عدد منهم صراحة، مثل أبو مهدي المهندس وقيس الخزعلي، ولائهم لإيران ومشروعها التوسعي الاحتلالي تحت شعارات “الثورة الإسلامية”.