طهران ــ وكالات
اتسعت رقعة مظاهرات سكان الأحواز جنوبي إيران، أمس “الأحد” لليوم الخامس على التوالي، لتشمل عددا متزايدا من المدن، بينما قرر النظام وقف استخدام تطبيق تلغرام للتراسل الفوري.
وامتدت الاحتجاجات ضد القمع السلطوي إلى عبدان وخرم آباد والحميدية والكورة وكوت وعلوان وعشرات المناطق الأخرى.
وردد المتظاهرون شعارات مناهضة لسياسة القمع العرقي والطائفي للنظام، رافضين العنصرية الكبيرة التي يواجهها العرب في إيران.
وطالب المتظاهرون بحقهم في تعليم أطفالهم اللغة العربية، والعمل في المؤسسات البترولية الضخمة في مدنهم، التي تحرم السلطات عليهم العمل فيها، كما رفعوا شعارات تطالب بوقف حملات القمع الأمني والتعذيب للمعتقلين، الذين يعدون بالمئات في سجون نظام ولاية الفقيه.
ودفعت الشرطة والحرس الثوري بمئات العربات العسكرية والدراجات النارية لمسلحيها إلى مناطق الاحتجاجات؛ لترهيب المواطنين وتخويفهم، وتبع ذلك حملة اعتقالات طالت العشرات من المشاركين في التظاهرات المستمرة منذ أيام عدة.
وأفادت تقارير من الأهواز بأن قوات الأمن الإيرانية مدعومة بوحدات من قوات مكافحة الشغب والحرس الثوري، قمعت مظاهرات ليلية انطلقت في خامس أيام احتجاجات المواطنين العرب، وقامت بإطلاق قنابل مسيلة للدموع وضرب المتظاهرين لتفريقهم.
وبحسب منظمة حقوق الإنسان الأهوازية، فقد رفع المتظاهرون شعارات طالبت بإطلاق سراح المعتقلين السياسيين، وإنهاء العنصرية المعادية للعرب، ووقف التغيير الديموغرافي لصالح المهاجرين إلى الإقليم.
كما طالبوا بوقف تهميش عرب الأهواز، ومكافحة الفقر والبطالة وتنمية الإقليم من نفطه وثرواته ومكافحة التلوث البيئي.
الى ذلك كشفت تصريحات أدلى بها حسين اشتري، قائد الشرطة الإيرانية، تورط مليشيات الحرس الثوري الإيراني في قمع الاحتجاجات الحاشدة في الاقليم.
وقال آشتري في مؤتمر صحفي، على هامش زيارته إلى أحد مراكز المراقبة المرورية بالعاصمة طهران، بحسب وكالة “تسنيم” الإيرانية: إن “الشرطة تدخلت للسيطرة على ما وصفها بـ”الاضطرابات” التي اندلعت في محافظة خوزستان”، ذات الأغلبية العربية.
وفي الوقت نفسه أكد عدم ورود تقارير عن وقوع تلفيات في الممتلكات العامة خلال الاحتجاجات، الأمر الذي يؤكد سلمية تلك الاحتجاجات بالرغم من القمع الذي مارسته ضدهم سلطات الملالي، بحسب نشطاء إيرانيين.
وفي اعتراف بقوة الاحتجاجات العارمة في إقليم الأحواز، قال قائد الشرطة المعروفة اختصارا باسم “ناجا”: إن الحرس الثوري تدخل إلى جانب الجيش والشرطة .
وورد ببرنامج للأطفال يدعى “كلاه قرمزي”، أو القبعة الحمراء، بثته إحدى المحطات التلفزيونية الرسمية قبل أيام، خريطة لتقسيمة العرقيات داخل إيران تتجاهل العنصر العربي، أحد فسيفساء التركيبة السكانية، في حين وضعت بدلا منه عرقية اللور المهاجرة إلى الإقليم، وتم تعريف كل الأقاليم القومية الأخرى بأزيائها المحلية.
وفي السياق ذاته، كشفت منظمة هرانا الحقوقية الإيرانية، عن شن السلطات الإيرانية حملة اعتقالات منذ السبت في مناطق مختلفة من محافظة الأحواز.
وقالت المنظمة عبر حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي: إن السلطات اعتقلت نحو 100 من المتظاهرين الأحوازيين في مناطق مختلفة.
وفي أعقاب انتشار التظاهرات في مختلف مناطق الأحواز، بما في ذلك عبادان وماهشهر وحميديه وشيبان وكوت عبد الله، أعلن رئيس لجنة الأمن في خطوة تظهر مدى مخاوف نظام الملالي وهلعه من موجة الانتفاضات والاحتجاجات الشعبية المتصاعدة ضده، أعلن رئيس لجنة الأمن القومي في مجلس الشورى علاء الدين بروجردي، أنه سيتم فرض حجب على تطيبق التليجرام حتى يوم 20 أبريل المقبل لدواعٍ أمنية.
ونقلت وكالات أنباء إيرانية محلية، عن بروجردي قوله: إن القرار اتخذ على أعلى مستوى؛ بسبب الدور التدميري الذي يلعبه تليجرام، مشيرا إلى أن تطبيقا وطنيا سيحل محله.
يُذكر أن عضو مجلس الشورى عبدالكريم حسين زاده قد اعترف في مارس الماضي بحجب التطبيق أثناء الاحتجاجات ضد فساد نظام الملالي في ديسمبر الماضي.
وأصبح تطبيق تليجرام المشفّر الذي يُستخدم على نطاق واسع في إيران، من أهم أدوات الاتصال الرئيسية بين المتظاهرين، لتبادل المعلومات والفيديوهات والصور والتنسيق بشأن الاحتجاجات.