تكتبها: جوري الغامدي
كانت الروايا والقصص قديماً ذات طابع خاص وخاصة قصص الجدات وغيرها حيث يبدأ الشخص الذي يرويها بقول: جاكم واحد ولا واحد إلا الله ، فيرد الحاضرون أسلم وحيّاك الله .
فيقول:كان يا ماكان في سابق العصر والزمان ثم يبدأ يروي القصة وإذا انتهى قال:هذه رويتي والسلام فيردون عليه سلمت.ومن تلك الروايا والقصص التي اشتهرت قديماً (قصة سارق الشام وسارق اليمن) تقابل سارقان الاول يسمى سارق الشام والثاني يسمى سارق اليمن واتفقا على المصاحبة حتى وصلا إلى قمة جبل وشاهدا رجلاً يسوق بسانيه(ثورين) فقاما يصيحان ياعجايب …
ياعجايب .. فترك الرجل ثيرانه وصعد ليرى العجايب نزل الشامي وسرق احدهما فلما وصل الساقي قال وش فيه من عجائب قال سارق اليمن أتعجّب منك لأنك تسوق بثور واحد فألتفت فرأى الشامي هارباً بالثور فذهب ليلحق به ونزل اليماني وسرق الثور الثاني وذهب به فعاد الساقي ولم يجد أمامه إلا العِداد المخصصة للسوق وأصبحت هذه القصة مما يتغنى به الشعراء في قصائدهم ومن ذلك قول الشاعر جمعان البراق ليثبت فيها ان كل سارق مهما كانت حيلته هناك منهو أكثر حيلة منه:
أنا أفتكر في سارق الشام واليمن
تصادفو قالو بنغدي سوا الاثنين
بنوا لهم رشدٌ وظلوا سواكنه
لكن ربي حطّهم في أيد بو نواس
قالو تقود الخيل وأنحن نسوقها
ضحك وخلاّ ضحكته غايبه في الصدر
كل الذبيحه ماأصبح إلا مكانها