رفع معالي وزير الخارجية الأستاذ عادل بن أحمد الجبير التهنئة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود بمناسبة ذكرى البيعة منذ توليه – حفظه الله – مقاليد الحكم في البلاد ، وقال : ” تمر على المملكة اليوم ذكرى البيعة الثالثة لخادم الحرمين الشريفين ، حافلة بالعديد من التطورات والإنجازات على المستويين الداخلي والخارجي ، ودارت فيها عجلة التطور والتغير والبناء نحو هدف واضح ومحدد وطموح, سيراً على نهج البناء والنماء الذي بدأه الملك عبد العزيز آل سعود رحمه الله وأبناؤه البررة من بعده، بانطلاقة سريعة تقوم على ماضٍ مجيد يسير نحو مستقبل جديد مشرق قائم على الإسلام الوسطي المعتدل “.
واضاف أن هذه الثلاث سنوات جرى خلالها ترتيب البيت السعودي من الداخل بإجراءات تنموية واقتصادية وتطويرية عديدة تضمن تنوع مصادر الدخل وتحقق طموحات الإنسان السعودي وتوفر له مقومات الأمان والنماء والازدهار, فقد تبنت المملكة برنامج التحول الوطني 2020 ورؤية 2030, وما صاحبهما من تطبيق لمبادئ الشفافية ومحاربة الفساد. مبادرات جعلت العالم أجمع ينظر باحترام لهذه المملكة الجديدة بمشاريعها الكبرى مبدين اهتماماً بالغاً في المساهمة في هذه التنمية الاقتصادية, ومنها على سبيل المثال طرح مشروع تخصيص شركة أرامكو ومشاريع “نيوم” و”القديه” و”البحر الأحمر”, وتأسيس الهيئة العامة للترفيه .
وتابع معاليه أن هذا البيت السعودي الجديد أصرت القيادة الحكيمة أيدها الله على أن يتم بناءه بأيد وطنية تقوم فيها المرأة بدورها كاملاً غير منقوص, فصدرت سلسلة طويلة من الأوامر والقرارات التاريخية التي تعمل على تمكين المرأة وتذليل العقبات التي تواجهها وتعزيز دورها في كافة المجالات, بما فيها صدور قرار السماح للمرأة بقيادة السيارة في المملكة الذي حظى باهتمام جميع وسائل الإعلام الدولي وسط إشادات واسعة بالخطوة التاريخية، وعلى الصعيد الخارجي حرصت الحكومة الرشيدة على انتهاج سياسة خارجية متزنة ورصينة تتعامل بحكمة وحزم مع ما تواجهه المملكة من تحديات أمنية, وتواكب ما يستجد في المنطقة من أحداث وتطورات تُحدق بها, تجسد ذلك في انخراط المملكة في تواصل فاعل مع المجتمع الدولي متمثلاً في زيارات القيادة الرشيدة لعدد من الدول المؤثرة, وزيارات عدد غير مسبوق من قبل قادة العالم للمملكة.
وقال الأستاذ الجبير إنه وفي أول عام من تولي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز تقاليد الحكم استضافت المملكة القمة الرابعة للدول العربية مع دول أمريكا الجنوبية, وفي العام الذي يليه استضافت المملكة 3 قمم على مدى 3 أيام (القمة السعودية الأمريكية, القمة الخليجية الأمريكية, القمة العربية الإسلامية الأمريكية), مع المحافظة على خدمة مصالح المملكة, وعدم التردد بالدفاع عنها بحزم وعزم, وخير مثال على ذلك تكوين تحالف عسكري هو الأول من نوعه وإطلاق عاصفة الحزم وإعادة الأمل دعماً للشرعية في اليمن. كما حرصت المملكة على تقديم المساعدات الإنسانية الدولية, فجاءت الإرادة الكريمة بتأسيس مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية, لتوحيد الجهود في تقديم المساعدات وأعمال الإغاثة تحت مظلة واحدة, مما يضع المملكة في مركز متقدم عالمياً نسبة إلى ناتجها الوطني.
وفيما يتعلق بجهود المملكة في مكافحة الإرهاب والتطرف, أوضح معالي وزير الخارجية أن المملكة تعد من أكثر الدول تصدياً لظاهرة الإرهاب على مختلف المستويات المحلية والإقليمية والدولية, وذلك بمختلف الوسائل الممكنة الكفيلة بمواجهة هذه الظاهرة واجتثاثها وتجريم من يقف خلفها. فقد أخذت المملكة زمام المبادرة وقامت بتشكيل التحالف الإسلامي العسكري لمواجهة التطرف العنيف ومحاربة الإرهاب, والذي ضم 41 دولة, وشراكات وثيقة في محاربة ومواجهة هذه الظاهرة مع عدد كبير من دول العالم.
وفي ختام حديثه قال الجبير : إن الحديث عن هذه المناسبة وما تم من خلالها من إنجازات يبعث في نفوسنا شعوراً كبيراً بالأمل والاطمئنان على مستقبل هذه البلاد الغالية. شعوراً ناجماً عن ثقة راسخه في القيادة الحكيمة لخادم الحرمين الشريفين ولسمو ولي عهده الأمين حفظهما الله ورعاهما ذخراً في خدمة الدين والوطن ، سائلا الله تعالى أن يحفظ الوطن وأن يديم عليه نعمة الأمن والاستقرار والرخاء