بكين – واس
أكد معالي وزير الخارجية الأستاذ عادل بن أحمد الجبير، أن القضية الفلسطينية هي قضية العرب والمسلمين الأولى التي لم ولن نتوانى عن دعمها ودعم صمود الشعب الفلسطيني،مشيرا إلى الحرص على التنسيق العربي – الصيني المستمر بشأن دعم القضية الفلسطينية وحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة على حدود 1967م وعاصمتها القدس الشرقية وفق القانون الدولي، وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة، ومبادرة السلام العربية، معرباً عن التقدير لمواقف الصين من القضايا العربية وخاصة القضية الفلسطينية.
جاء ذلك خلال ترؤسه وفد المملكة في اجتماعات الدورة الثامنة لمنتدى التعاون العربي – الصيني، الذي عقد في عاصمة جمهورية الصين الشعبية بكين ، حيث ألقى كلمة باسم جامعة الدول العربية ودولة رئاسة القمة العربية الـ 29 المملكة العربية السعودية ، ونقل معاليه تحيات وتقدير خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع – حفظهما الله -، لفخامة رئيس جمهورية الصين الشعبية.
* القضايا العربية
وأشار الجبير إلى “قمة القدس” التي عقدت في الظهران في هذا العام وتبنت قرارات تخص الأزمات الإقليمية التي تمر بها بعض الدول العربية في اليمن وسوريا، ولبنان، والعراق، وليبيا، والصومال، والسودان وجزر القمر سعياً منها لإيجاد حلول سلمية لتلك الأزمات وفقاً للمرجعيات الدولية مثل بيان جنيف (1)، وقرار مجلس الأمن رقم (2254) فيما يتعلق بالأزمة السورية، ودعم جهود الأمم المتحدة وخطة مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى ليبيا، وقرار مجلس الأمن رقم (2216) والمبادرة الخليجية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني بالنسبة لليمن، وبما يؤمن استقلال اليمن ووحدته ويمنع التدخل في شؤونه الداخلية، ويحفظ أمنه وأمن دول جواره.
وأضاف معاليه: “تتطلع الدول العربية إلى دور الصين في دعم الحلول السياسية لهذه الأزمات من خلال مجلس الأمن، والأخذ في الحسبان قرارات القمة العربية التي أدانت ورفضت قطعياً التدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية للدول العربية من خلال دعمها للمليشيات الإرهابية المسلحة، بما في ذلك مدها بالصواريخ الباليستية، وتغذية الانقسامات المذهبية، ودعمها للإرهاب، وأكدت القمة على أن العلاقات العربية مع إيران يجب أن تقوم على مبادئ حسن الجوار، واحترام سيادة الدول العربية، وعدم التدخل في شؤونها الداخلية”.
وتابع معاليه : “تؤكد الدول العربية على دعمها لسيادة الصين ووحدة أراضيها، والتزامها بمبدأ الصين الواحدة، كما تؤكد الدول العربية على دعمها لمساعي الصين والدول المعنية محل النزاعات على الأراضي والمياه الإقليمية سلماً عبر المشاورات والمفاوضات الودية، بالإضافة إلى أهمية تكاتف الجهود الصينية العربية في مكافحة التطرف والإرهاب، وظاهرة الكراهية التي بدأت في التصاعد حول العالم”.
* مبادرة الحزام والطريق
وأعرب معالي وزير الخارجية عن تثمين الدول العربية عالياً أفكار فخامة الرئيس الصيني حول المصير المشترك للبشرية، وما طرحه من مبادرات في كلمته الافتتاحية بالمنتدى، منوهاً بالفكرة الحيوية المتعلقة بالحزام والطريق ودورها في الارتقاء بمستوى العلاقات العربية الصينية إلى فضاءات أرحب تجسد علاقات التعاون الاستراتيجي العربية الصينية القائمة على “التعاون الشامل والتنمية المشتركة”، والعمل على التشارك في بناء “الحزام والطريق” على نحو معمق، بما يواصل الدفع بالتعاون العربي الصيني في المجالات كافة.
وأكد معاليه أن الأمة العربية تقع في ملتقى حضارات العالم، ما بين القارات الثلاث الآسيوية والأفريقية والأوروبية، ولها تاريخ عريق، وحاضر متجدد، ومستقبل زاهر – إن شاء الله -، ولهذا فإن التقاء الحضارتين العربية والصينية هو العنوان البارز الذي نحرص عليه جميعاً.
وأوضح أن جذور التعاون والصداقة العربية – الصينية قديمة، حيث تشاركت الأمتان العربية والصينية في طريق الحرير بحرًا وبرًا على مدى القرون الماضية، وهو ما أسهم في زيادة التعاون والانفتاح وتبادل المصالح البناء بين الطرفين، كما أنهما يؤمنان بمجموعة من المبادئ والقيم الدولية المشتركة، وهي: (احترام السيادة الوطنية، واحترام القانون الدولي، ومبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، والحفاظ على المصالح المشتركة وتعزيزها).
وأضاف الجبير: على مدى السنوات الماضية، ومن خلال هذا المنتدى المهم تعمق التعاون العربي – الصيني في كافة المجالات وبوتيرة متسارعة، مما عزز التعاون والصداقة بين الجانبين، ونحن هنا نؤيد ونرحب بإعلان فخامة الرئيس شي جين بينغ إقامة شراكة استراتيجية عربية – صينية، ونثمن إعلان فخامته أيضاً البدء في البرنامج التنفيذي لمبادرة بناء الحزام والطريق التي ستربط مصالح دولنا وشعوبنا بما يعود علينا جميعاً بالخير والنماء”.وأشاد معالي وزير الخارجية بالبرامج والمبادرات كافة التي تضمنتها كلمة فخامته، التي تختص بدعم الصناعة في الشرق الأوسط، والنهوض الاقتصادي، والتي ستوفر العديد من فرص العمل، وتدعم جهود إقامة روابط اقتصادية وتجارية ومالية واستثمارية قوية وفعالة، مثمنا فكرة فخامته حول المصير المشترك للبشرية.
* لقاءات ومشاورات
وقد التقى معالي وزير الخارجية في العاصمة الصينية بكين، معالي الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، وذلك على هامش الدورة الثامنة للاجتماع الوزاري لمنتدى التعاون العربي الصيني.وجرى خلال اللقاء تناول عدد من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك، بالإضافة إلى الموضوعات المدرجة على جدول أعمال المنتدى.
كما التقى معاليه وزير خارجية مملكة البحرين معالي الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة، وذلك على هامش الدورة الثامنة للاجتماع الوزاري لمنتدى التعاون العربي الصيني.
وجرى خلال اللقاء بحث عدد من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك بين البلدين الشقيقين، بالإضافة إلى الموضوعات المدرجة على جدول أعمال المنتدى.
حضر اللقاء سفير خادم الحرمين الشريفين لدى جمهورية الصين الشعبية تركي بن محمد الماضي، ومدير عام مكتب معالي وزير الخارجية السفير خالد العنقري.
والتقى وزير الخارجية الأستاذ عادل بن أحمد الجبير، في العاصمة الصينية بكين، معالي وزير خارجية المملكة الأردنية الهاشمية أيمن الصفدي وذلك على هامش الدورة الثامنة للاجتماع الوزاري لمنتدى التعاون العربي الصيني.وجرى خلال اللقاء بحث عدد من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك بين البلدين الشقيقين، بالإضافة إلى الموضوعات المدرجة على جدول أعمال المنتدى.