جدة ــ وكالات
ينظر أغلب المراقبين الأفارقة لشأن القارة السمراء، بكثير من التوجس والريبة للحضور القطري المكثف والمتنامي في المنطقة، حيث لا تكاد تخلو دولة أفريقية من تواجد قطري ظاهره الاستثمار، وباطنه زرع بذور الفوضى والفتنة وعدم الاستقرار.
الى ذلك كشفت وسائل إعلام في جنوب إفريقيا عن حالة من الغليان في البلاد سببتها قطر وأميرها تميم بن حمد، وذلك بعدما التقى رئيسها السابق جاكوب زوما، ونقل الإعلام الجنوب إفريقي عن أن هناك استياء حكوميا كبيرا، وأن وزارة العلاقات الدولية غير راضية عن اللقاء.
وذكرت صحيفة “ميل آند جارديان” الجنوب إفريقية أن العلاقات بين كيب تاون و الدوحة تعيش أحد أكثر لحظاتها توترا وخلافا، بعدما التقى تميم بن حمد الرئيس السابق جاكوب زوما، الشهر الماضي، رغما عن إرادة البلد الإفريقي.
و نقلت الصحيفة عن مسؤول رسمي رفيع أن أجهزة الاستخبارات في جنوب إفريقيا، “غير مرتاحة على الإطلاق” لدور محتمل تلعبه قطر بالاشتراك مع زوما، لتشكك في الأسباب الحقيقية أو الغرض وراء الزيارة، بخلاف تيقنها من ان ما جرى انتهاك لقواعد البروتوكول الراسخة.
يشار إلى أن صحيفة “ساوث أفريكا” الجنوب أفريقية قد نشرت في وقت سابق، ما مفاده أن زوما التقى أمير قطر سرا، بهدف واحد وهو تلقي الأموال للإطاحة بالرئيس الحالي، وهو ما أكدت عليه وسائل إعلام محلية، وأوردت الصحيفة أن الزيارة تمت دون علم الرئاسة أو سفارة جنوب إفريقيا، وأن الرئيس سيريل رامافوزا ووزيرة العلاقات الدولية والتعاون لم يكتشفا أمر الرحلة إلا بعدما أبدى سفير بريتوريا بالدوحة قلقه حيال الأمر.
وتعتقد رئاسة جنوب أفريقيا ووزارة العلاقات الدولية والتعاون أن رجل الأعمال فيليب سولومونز، المقيم في الدوحة، وجايتون ماكنزي، حليف زوما المعروف، هما من رتبا أمر الرحلة، طبقا لصحيفة “ذا سيتزن” الجنوب أفريقية.
وفى سياق منفصل فتح الشيخ فهد بن عبدالله آل أحمد آل ثاني من أفراد الأسرة الحاكمة في قطر صدره للترحيب باستقبال أسئلة متابعيه على حسابه في موقع التواصل الاجتماعي تويتر بشأن الوضع الداخلي في قطر وكل ما يخص السياسة الخارجية التي وصفها بالكارثية وما يتعرض له آل ثاني من تهميش ومضايقات.
وأكد الشيخ فهد في أول رد على سؤال متى تعود دولة قطر إلى الحضن الخليجي وهل هناك بوادر لانفراج الأزمة وهل يتوقع إزاحة الشيخ تميم والحمدين من إدارة شؤون البلاد حيث قال إنه لا يتحدث هنا عن دولة قطر الحبيبة ولا عن أهلها وشعبها، مشيراً بأنه لا بد أن نفرق بين النظام القطري وبين الدولة والأزمة وإن طالت فلن يبقى من زمرة حمد من يستحق أن يحكم أهل قطر الشرفاء.
وعن مدى رضا الشعب القطري عن التقارب الإيراني القطري في الفترة الأخيرة، رغم أن الجميع يدرك خطورة التقارب الإيراني ومشاريعه في المنطقة ” قال آل ثاني ” :الجميع يعرف أصالة أهل قطر وأنهم لا يقبلون أن يكون الفارسي حليفاً لهم، التقارب مع طهران من صنع النظام وأزلامه والقطريون يرفضون أن تكون إيران هي الشريفة، مبيناً حول انتشار الملاهي الليلية ” بشكل كبير أن القطريين فعلاً شعب محافظ والملاهي الليلية هي من صنع النظام الذي يبحث عن ما يرضي الأجنبي ولا يهتم بعادات وتقاليد الشعب القطري.
وتابع ” في رده على أسئلة المتابعين: ” الوضع الداخلي في قطر، لا يطاق، والمشكلة ماهي في ارتفاع الأسعار الجنوني فقط لكن في العزلة التي فرضها النظام على شعبه بينما هو يعيش حياة مترفة ومنعزل عن الشعب”، وحول استفسار عن هل تم اجتماع أحرار آل ثاني لإنقاذ مصالح قطر العليا وحماية الشعب من الحكومة الحالية قال: ” إن أحرار آل ثاني لا ينفصلون عن أحرار قطر، الفرق أننا واجهنا النظام الظالم وغيرنا لا يستطيع بسبب القمع والتهديد من النظام، أما الظلم والاستبداد فدولة الظلم ساعة ودولة العدل إلى أن تقوم الساعة”.
وأضاف حول مدى صحة منع عدد كبير من أسرة آل ثاني من السفر بأمر من عزمي بشارة، قال :” أفراد أسرة آل ثاني لا يمكنهم السفر إلا بإذن مسبق وكل من لا يعجب النظام لا يسمح له بالسفر بعد أن زاد عدد المنشقين من الأسرة الحاكمة وبحثهم عن إنقاذ بلادهم من هذه الزمرة الظالمة، مبيناً أن حالياً قطر فعلاً محافظة تركية وإيرانية وقرارها في طهران وأنقرة لكن من يعرف أهل قطر عز المعرفة يعرف أنهم لا يقبلون بحاكم أجنبي ـ رجال قطر الذين طردوا المحتل العثماني سيطردون أي احتلال آخر بإذن الله.
وعن سؤال أحد المتابعين ” هل يوجد خلاف حقيقي بين الحمدين؟ أجاب الشيخ فهد آل ثاني: ” حمد بن جاسم ورقة استخدمها حمد بن خليفة حتى حرقها والمتحكم الفعلي في البلاد هو حمد بن خليفة ومستشاره عزمي بشارة أما تميم فهو موظف عند حمد برتبة أمير”.
وقال حول سؤال متى تتوقف قطر عن نشر الفتن والإرهاب في الدول المجاورة، وهل الشعب القطري راض عن ما يفعله حكامه وعن مدى كره الشعوب للمواطن القطري؟ :” إن شعب قطر مغلوب على أمره ومن ينشر الفتن والإرهاب هو النظام، وأتمنى عدم الخلط بين الشعب وبين النظام، أهل قطر ينتظرون منكم الدعاء للتخلص من النظام الذي ورطهم”.
وتابع الشيخ فهد آل ثاني عبر حسابه على تويتر رداً على أسئلة المتابعين :” كل الأدوات التي تساعدنا على التخلص من النظام سنستخدمها في وقتها، ومن ضمنها حكومة قطرية أصلية تحافظ على مصالح شعبنا وأهلنا ولكن لم نحدد متى وقتها”. وذكر الشيخ فهد آل ثاني أن قناة الجزيرة منذ أن بدأت بثها في عام 1996 م وأهل قطر يشتكون منها ولا يعجبهم مواقفها وتدخلاتها في شؤون الدول الشقيقة ولا يقبل القطريون مواقفها لكن حمد بن خليفة هو من يفرضها بمرتزقتها ومشاكلها وفتنتها على أهل قطر.