جدة ــ وكالات
يستعد الكاتب السعودي خالد الزعتر، لطرح كتابه “التنظيم القطري”، ويقدم 3 عقد، يعاني منها حكام قطر على مر العصور، وهي التراكمات التاريخية، والمساحة، والبحث عن الزعامة.
وأوضح مؤلف الكتاب أنه يبحث في الخلفية التاريخية لإمارة قطر، ومراحل التبعية التي عاشتها الدوحة، بدءاً من التبعية للبحرين، والتي كانت تحت حكم آل خليفة، الذين كانوا يحظون بالاحترام والولاء لدى القبائل القطرية، الأمر الذي ساهم في امتداد نفوذ آل خليفة حكام البحرين على بقية المناطق القطرية، ومن ثم التبعية القطرية للسعودية، ومن ثم التبعية للدولة العثمانية، وحتى بريطانيا ومرحلة الاستقلال.
وأضاف الزعتر أن قراءة الخلفية التاريخية أمر مهم جداً، ويوفر مدخلاً لقراءة العقلية السياسية القطرية، التي ارتكزت في البداية على قاعدتين رئيسيتين الأولى، هي التراكمات التاريخية، وهو ما جعل العقلية السياسية القطرية تتأثر بالعقود الطويلة من التبعية للقوى الخارجية، وهو ما انعكس بالتالي على سياستها الخارجية، أما الأمر الآخر، فهو عقدة المساحة، لتضاف لها قاعدة ثالثة ما بعد العام 1955، وهي العقدة النفسية لدى حمد بن خليفة، الذي كان متأثراً بالسؤال دائماً عن موقع قطر على الخارطة السياسية الدولية والإقليمية، ومساعيه للبحث عن موقع الزعامة الإقليمية.
ويتوسع الكتاب للحديث عن الشأن الداخلي القطري، بدءاً من الانقلابات التي أصبحت السمة الرئيسية في عملية انتقال السلطة في الدوحة، وكذلك عن العلاقة بين الشعب القطري، وبين نظام آل ثاني، والتي كان الصراع على السلطة بين العائلة الحاكمة دائماً ما يلقي بظلاله على العلاقة مع الشعب، وهو ما أدى إلى سحب الجنسيات بالجملة، خاصة في عهد حمد بن خليفة، الذي سعى لاستنساخ التجربة الإسرائيلية، القائمة على استبدال شعب بشعب وثقافة بثقافة، وهو ما أدى بالتالي إلى تغيير التركيبة الديموغرافية في قطر، حتى أصبح الشعب القطري أقلية في وطنه، ما يقارب 12% من عدد السكان.
كما يتحدث الكتاب بشيء من التفصيل عن سياسات قطر ومؤامراتها على الدول الخليجية والعربية، وصناعة الفوضى والإرهاب، وعن العلاقات القطرية الإسرائيلية وكيف وجد حمد بن خليفة، الذي جاء للحكم عبر الانقلاب على والده العام 1995، أن إسرائيل هي بوابة العبور للحصول على الثقة الأمريكية المطلقة، والدعم اللامحدود، والتي انتهت بتأسيس القاعدة الأمريكية في الدوحة، والتي كان حمد بن خليفة، ينظر لها بأنها سوف تضيف ثقلاً عسكرياً لإمارة لا تمتلك قوة عسكرية وتعتمد على الحماية الخارجية.
يتحدث الكتاب أيضا عن أدوات القوة الناعمة، التي سعى حمد بن خليفة إلى توظيفها في خدمة طموحاته السياسية، في الحالة القطرية، حيث لم تقف أدوات القوة الناعمة عند المال والإعلام، فقد جعل حمد بن خليفة من التنظيمات الإرهابية أحد أدوات قوته، وسعى لتوثيق عرى العلاقة مع هذه التنظيمات، التي كان لقطر دور تأسيسي فيها بدءاً من تنظيم القاعدة، وصولاً إلى جبهة النصرة، فبينما كانت الدوحة توفر الدعم المالي والإعلامي للتنظيمات الإرهابية، كانت التنظيمات الإرهابية توفر لقطر تنفيذ مخططاتها الفوضوية، وأيضاً توفر لها النفوذ الذي تطمح له قطر، من خلال لعب الوساطات والثقة، التي تحظى بها لدى التنظيمات الإرهابية، وهو ما أعطى قطر الدور لكي تبرز نفسها أمام القوى الدولية، كطرف في تحرير الرهائن.
كما يتطرق الكتاب إلى العلاقة بين قطر وإيران، هذه العلاقة التي يبرز فيها بشكل واضح التفاهمات والتعاون والتنسيق بين القطريين والإيرانيين في صناعة الفوضى في المنطقة العربية، وتقاسم الأدوار في دعم الجماعات والمليشيات المسلحة، بينما توفر إيران الذخيرة الأيديولوجية للجماعات التابعة لها بدءاً من “حزب الله” في لبنان، وصولاً إلى الحوثيين في اليمن، كانت قطر تتولى تقديم الدعم المالي والإعلامي.
وعلى صعيداً اخر قال موقع “دايلى بيست” الأمريكى إن قطر، رغم أنها إمارة ثرية للغاية، إلا أنها لديها الكثير من الأعداء الأقوياء، ناهيك عن أنها لا تثق كثيرا فى أصدقائها، ولهذا تحاول التجسس على كليهما.
وتحدث الموقع عن التقارير التى كشفت قيام قراصنة برعاية قطر بمحاولة التسلل لإيميلات أعضاء بارزين من المعارضة السورية المقيمين في الولايات المتحدة. هذا الكشف الذى ورد فى تقارير لصحيفة نيويورك تايمز وموقع بلومبرج، جاء من خلال دعوى قضائية أقامها الممول الجمهورى السابق لحملة ترامب إليوت برويدى، الذى تم اختراقه والكشف عن سعيه لكسب نفوذ لدى البيت الأبيض.
وقام محاميو برويدى باستدعاء مسئولى موقع tinyUrl.com الذى يستخدم لإخفاء الـ Domainsالمتورطة فى اختراق بياناته الشخصية وأهداف أخرى حيث يقوم بإرسال رسائل بريد إلكترونى مصممة لإغرائهم لإدخال كلماتهم السرية على موقف مزيف يديره القراصنة.
وقال أحد الخبراء الذى أطلع على البيانات التى تم اختراقها إنه من غير المرجح بشدة أن يقوم أفراد بفعل هذا، موجها أصابع الاتهام إلى الدوحة.
ولفت التقرير أن الأهداف التى استهدفها القراصنة التابعون للدوحة أيضا أشخاص مقيمين فى الولايات المتحدة وأوروبا لديهم سجلات من التصريحات المعادية للدوحة أو تم التعاقد معهم من قبل دول خليجية للعمل كلوبى في الغرب. أما من تم استهدافهم فى الشرق الأوسط فكانوا شخصيات ملكية أو مسؤولين حكوميين من السعودية أو البحرين أو الإمارات التى تقاطع قطر.
وتساءل الموقع: لماذا تلاحق قطر المعارضة السورية المهمشة؟، فقطر عضو في ميثاق ما يسمى تحالف أصدقاء سوريا الذي وضعته واشنطن لعزل نظام بشار الأسد. ولكن ذلك لم يمنعها من استهداف أشخاصا من المعارضة السورية.