حوار

التمس من الجامعة توفير غرفة مزدوجة له.. عطيف : كراهيتي للظلام جعلتني أبتكر مشاريع للمكفوفين

حوار: عبدالعزيز عركوك
تصوير: أحمد مسعود

تواصل (البلاد) لقاءاتها مع طلاب جامعة الملك عبد العزيز الفائزين بجوائز معرض جنيف الدولي للاختراعات؛ حيث حصدت الجامعة 34 جائزة..ومن كلية الهندسة قسم الكهرباء كان لنا لقاء مع الطالب خالد عطيف الذي عرف نفسه، بأنه من مواليد عام 1995 م، ولديه ميول كبيرة للاختراعات والابتكارات منذ فترة طويلة.. وكان السؤال:• هل درست في مدارس حكومية أم خاصة ؟
– سؤال جميل، وأحب أن أوضح للجميع بأن جميع مراحل دراستي كانت في مؤسسات حكومية، ووجدت من خلالها كل الدعم النفسي والمعنوي، ولكن ما يميز المدارس الأهلية أن بعضا منها يقوم بتسويق الطالب الموهوب للمؤسسات الخاصة بالاختراعات والابتكارات، بعكس الحكومية فهي تجعل الطالب هو من يبحث عنها، وأعتقد أن ذلك أفضل؛ لأن رغبة الطالب هي أساس كل شيء.

• ماهو الاختراع أو المشروع الذي حققته مؤخرا ؟
– المشروع هو إحساس الألوان، وفكرته مساعدة المكفوفين على معرفة الألوان الأساسية؛ لما وجدته من أهمية خاصة في حياتنا للألوان في مختلف أنماط الحياة، ولذلك طورت تقنية لجهاز يكشف الألوان، ولا أريد الدخول في تفاصيل أكثر لحماية الفكرة . شاركت في معرض جنيف الدولي، وغالبا معظم الدول تقدم جوائز عالمية لأفضل الاختراعات والابتكارات على مستوى العالم، ومن ضمن الدول الصين التي قدمت 4 جوائز قوية ذهبت 3 منها إلى شركات قوية، وحصلت أنا على المركز الأول في الجائزة.

• لماذا لم تحاول الحصول على براءة اختراع ؟
– الملفات جاهزة حالياً، ووعدتني جامعة الملك عبدالعزيز بعد تقديم الطلب والحصول على الفاتورة سيتم سدادها من قبل الجامعة .

* هل كان ذلك الإنجاز سهلا عليك ؟
– بكل أمانة جائزة قوية، وأنا سعيد جدا بتحقيقها وأتمنى أن تكون دافعا قويا لي في الفترة القادمة لتقديم الأفضل، وبكل تأكيد لدي الكثير .

• هل الجائزة التي حصلت عليها تم تقييمها من الصين فقط ؟
– كما أخبرتك حصلت على المركز الأول في الجائزة الحصرية لأفضل المخترعين على مستوى العالم؛ حسب تقييم الصينيين كما حصلت على الميدالية الذهبية والمركز الأول حسب تقييم معرض جنيف الدولي، ولله الحمد، للاختراع ذاته.

• متى دخلت عالم الاختراعات والابتكارات ؟
– بدايتي كانت تقريبا قبل 6 أعوام في 2012م، وكانت في مركز الموهوبين في مكة المكرمة، وكنت حينها في المرحلة الثانوية بمدرسة الإمام السخاوي؛ حيث بدأت أول ابتكار لي، وكان عنوان المشروع” سترة المكفوفين” على الرغم من عدم قوة المدرسة في هذا الجانب،إلا أنها قدمت إلي أهم ما أحتاجه، وهو توفير الراحة النفسية،ظ فعند تعرضي للأخطاء في الابتكارات كانوا يحفزونني بتحمل الأخطاء .

• وما أثر ذلك التحفيز عليك علميا ؟
– عملت على ابتكار آخر في نفس العام، وأثناء دراستي في ثانوية الإمام السخاوي، وهو تطوير خزان باستخدام الموجات فوق الصوتية لتأثيرها على مياه الصرف والبحر لاستخلاص الأملاح ومسببات التلوث.

• ماهي الجوائز الأخرى التي حصلت عليها ؟
– شاركت في معرض أنتل للابتكارات والاختراعات، وحققت المركز الثاني على مستوى العالم العربي، كذلك حصلت على جائزة أفضل مخترع بمنطقة مكة المكرمة، في ملتقى الشباب برعاية مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة، صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل، وجائزة أخرى على مستوى الجامعة بعنوان” الأصابع الذكية” لخدمة المكفوفين.

• لماذا انتقلت من مكة إلى جامعة الملك عبدالعزيز ؟
– بعد اكمالي لمرحلة الثانوية، قدمت لأكثر من جهة، ومنها جامعة الملك عبدالعزيز، وجامعة الملك فهد للبترول والمعادن، ومشروع سابك للابتعاث، وقد تم قبولي في سابك وتسهيل الإجراءات بعد حصولي على جائزتين نظمتها الشركة لعامين على التوالي في مشروع الخزان، ولكن لتعلقي بوالدتي فضلت عدم الابتعاد عنها والالتحاق بجامعة المؤسس.

• من أرشدك للذهاب إلى كلية الهندسة ؟
– بالعكس الكثير طالبني بالتخصص في كلية الطب؛ لما فيها من دعم مالي أكبر ولكنني ذهبت إلى المكان الذي أشعر بأنني سأبدع فيه وهي الهندسة بعد تجاوزي للسنة التحضيرية .

• هل ما حققته موهبة فطرية، أم علم اكتسبته بعد توفيق الله ؟
بعد توفيق الله، سبحانه وتعالى، يجب أن يكون لدى الطالب المهارات الكافية. باختصار .. التعليم وحده لا يكفي؛ كي تصبح مخترعا أو مبتكرا، ولكن يجب على كل طالب يسعى إلى ذلك أن يختار طريقاً آخر ومختلفاً عن الناس، ويحاول الخروج من الطبيعة البشرية بقدر الإمكان ليصنع شيئا جديدا ومختلفا عن المتوقع.

• هل واجهت مشاكل أثناء دراستك الحالية ؟
– من أكثر المشاكل التي أعاني منها عند دراستي، أو تعلمي لأي معلومة، يدور في بالي لم لا أجد طريقة أخرى لتعلمها وفهمها.

• لماذا تبحث عن حلول أخرى ؟
– دائما ما أحاول الخروج عن الطبيعة البشرية، وفي حالة فهمي للمسألة، تجدني أبحث عن حلول أخرى، وبشكل عام ومن وجهة نظري أن العلم والحفظ بدون تطبيق لا فائدة منه ولذلك أحرص على تعلم كل شيء من خلال التطبيق على أرض الواقع .

• ماهي العوائق التي واجهتك ؟
– أولا ..الدعم المالي فبعد حصولي على الدعم المعنوي سابقا حاليا أنا بحاجة إلى المال، فمن غير المنطق أن أدفع على أي مشروع أقوم به ما يقارب من 6 إلى 10 آلاف ريال لشراء بعض الأجهزة من جيبي الشخصي، وأنا لازلت طالبا في الجامعة، وأعتمد على مكافأتي الدراسية.

• ماهي طموحاتك مستقبلا ؟
– أرغب في تقديم العديد من الابتكارات والاختراعات وتقديمها خدمة للوطن والمجتمع، وأتمنى أن أسعد بمقابلة سمو ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، أمير الشباب؛ لأنه الداعم الأول لنا من خلال مؤسسة مسك للمبدعين، إضافة إلى رؤية المملكة 2030 ، فكنت أتمنى تقديم الجائزة هدية لسمو ولي العهد، كما أتمنى من المسؤولين في جامعة الملك عبدالعزيز، وخاصة السكن الجامعي توفير غرفة مزدوجة لي أمكث فيها وحيدا لكبر مساحتها عن الغرف الشخصية، التي تعتبر صغيرة جدا، ولا تساعد على الابتكار والاختراع، وحاليا أنا أسكن في غرفة مزدوجة مع شخص آخر، ولكنه ترك الجامعة ومن المتوقع أن يتم جلب طالب آخر بديلا عنه؛ مما يشعرني بالقلق وعدم الراحة النفسية.

• لماذا ترغب في غرفة مزدوجة مستقلة ؟
– أولا لكبر المساحة، وثانيا لأنني أكره النوم في الظلام، كما أنني مزعج بشكل أكبر لزملائي داخل الغرفة؛ من خلال تجهيزاتي وعملي لبعض التجارب قبل الاختراعات والابتكارات، وحتى أستقل وأبحث عن راحتي؛ فإنني أطالب الجامعة بتوفير ذلك.

• في سبيل بحثك واختراعاتك.. ماذا تحتاج ؟
– أحتاج إلى ورشة خاصة بي ومتوفر من خلالها جميع احتياجاتي وعدم ارتباطي بالشركات ؛ كوني لا أضمن متى يتم الاستغناء عني، ولكن عند توفر ما أحتاجه. صدقوني سأقدم العديد من الاختراعات والابتكارات التي يفخر بها الوطن، بمشيئة الله، فأنا لدي الكثير.

• كلمة أخيرة .. لمن ؟
– أشكر والدتي، وأخي محمد على دعمهما الكبير لي وعلى ماقدماه من دعم متواصل، وأرجو من الله أن أكون عند حسن ظن الجميع، في تحقيق العديد من الإنجازات والطموحات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *