جدة ـ شاذلي السر
بالكاد يرتاد احدكم متجراً أو ايا من المحال التجارية الكبرى، ويغادره دون ان يصطحب معه منتجاً يحمل ملصقاً ” صنع في الصين” سيما في مجال الالكترونيات، هذا بخلاف ان الوجود الصيني بالمملكة ذهب وسيذهب إلى أبعد من ذلك، كيف لو علمت أن الجانبين الصيني السعودي وقعا مؤخراً اكثر من 8 اتفاقيات للتعاون المشترك، بما يعزز استفادة المملكة من التكنلوجيا الصينية وتسخيرها لدعم رؤية 2030
تمدد صيني:
بات ملاحظاً تمدد التكنلوجيا والمصنوعات الصينية بالسوق السعودي، إذ تسير سيارات صينية ذات علامات تجارية مثل “جيلي” و”بي واي دي” و”شيري” على طرقات المملكة، ويمكن مشاهدة لافتة إعلانية عملاقة لشركة “هواوي” الصينية على الطريق الممتد من وسط مدينة الرياض وحتى مطار الملك خالد الدولي، ما يبرهن على رواج التكنولوجية الصينية في السعودية.
ويرجع التمدد الصيني في السوق السعودية بحسب الخبراء الى أن الشركات الصينية تستخدم تكنولوجيا متقدمة في بناء المشروعات التي توكل لها، وما من دليل اكد على ذلك من مشروع السكك الحديدية الخفيفة في مكة المكرمة، حيث يستفيد منه اكثر من 3 ملايين حاج سنوياً، هذا بخلاف الشراكة السعودية الصينية في مجال الاتصال وتكنلوجيا المعلومات
الحاجة للتكنولوجيا:
ثمة حاجة سعودية للتكنلوجيا باعتبارها دولة حباها الله باحتياطات هائلة من النفط تسعى الى الخروج من مرحلة الاعتماد الاكبر عليه إلى رحاب اقتصادية اخرى ، فالمملكة لديها وفرة في المال ، ولأجل ذلك طرحت قبل ثلاث أشهر من الان رؤية اقتصادية تكتمل وتحقق بقدوم العام 2030، تنقل تلكم الرؤية البلاد من اعتمادها على النفط كمورد وحيد الى الاستثمار في مواردها البشرية ، والمملكة تدرك كذلك ان ذلك لن يتحقق بدون اعتمادها على أسس علمية وتكنولوجيا فائقة التقدم، ولعل الصين بما تملك من امكانيات تقنية يمكن ان تلعب هذا الدور، ولعل هذا ما أدركته القيادة السعودية فجاءت زيارة ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان إلى الصين واليابان، اذ تكتسب الزيارة أهمية بالغة في توجيه دفة مستقبل الاقتصاد السعودي، وتحديد توجهاته وأدواته في المحافظة على المكتسبات التي حققتها في عصر النفط؛ لتستمر معه في عصر ما بعد النفط.
شراكة:
وبحسب محللين اقتصاديين؛ تهدف الزيارة الى توطين التقنية، وجلب التكنولوجيا عن طريق محاكاة التجربتين الصينية واليابانية من خلال شراكات استثمارية صناعية وتجارية، تساهم في تحقيق تطلعات الشعب السعودي.
من هنا كان الإعلان عن رؤية المملكة 2030، التي كشف عنها ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان قبل نحو ثلاثة أشهر، وتشير زيارته إلى الصين لحضور قمة العشرين، ثم اليابان، ثم الصين مرة أخرى في هذا التوقيت، إلى أن سلاح الاقتصاد السعودي في المرحلة المقبلة، هو سلاح التكنولوجيا والابتكار ونقل التقنية وتوطينها، واجتذاب استثمارات بمليارات الدولارات من شراكات نوعية، تؤسس مشاريعها لجيل من رياديي الأعمال السعوديين في المملكة”.
اتفاقيات:
وتم التوقيع خلال زيارة ولي ولي العهد الامير محمد بن سلمان إلى الصين على 8 اتفاقيات تجارية منها: ـ اتفاقية التعاون بين المجلس الصيني لتنمية التجارة الدولية ومجلس الغرف السعودية، حكومة حي شي تشونغ لمدينة تساو تشاونغ ومجموعة عجلان وإخوانه السعودية، شركة هواوي للاستثمار التكنولوجي الصينية المحدودة في السعودية ومجموعة الجريسي السعودية ، ﺷـﺮﻛﺔ زي تي إي الصينية المحدودة في السعودية ومجموعة الجريسي السعودية، شركة هاير للصناعات الكهربائية المحدودة في الخارج ومؤسسة الجبر القابضة السعودية، شركة الطاقة الجديدة التابعة لمؤسسة قوانغدونغ النووية القابضة المحدودة للطاقة النووية في الصين ومجموعة الجميح للسيارات السعودية، شركة جينشا للتجارة الصينية والسعودية المحدودة وشركة ALFA EST السعودية، شركة قوه شين للاستثمارات الدولية المحدودة الصينية ومركز سدا للأعمال السعودي وغيرها من الاتفاقيات.