أرشيف صحيفة البلاد

التعلم مدى الحياة .. بناء القدرات لرؤية 2030

الرياض- البلاد

منذ اطلاق رؤية 2030 تشهد المملكة انجازات متقدمة في كل مجال تكاملا مع استراتيجية تطوير التعليم لمواكبة العصر ، ويكتمل هذا التقدم بالوصول إلى مجتمع بلا أمية. وفي هذا المجال تشارك المملكة ممثلة في وزارة التعليم الاحتفاء باليوم العالمي لمحو الأمية الذي يصادف يوم السبت 8 سبتمبر 2018م، محققة قفزات كبيرة في مجال محو الأمية وتعليم الكبار، حيث نجحت في خفض نسبة الأمية إلى أقل من 5,6% .

وأولت المملكة لهذا المشروع اهتماماً بالغاً بمواجهة مشكلة الأمية مع انطلاقة مسيرة تعليم الكبار بشكلها النظامي منذ عام 1374هـ كانت نسبة الأمية تبلغ فيه 60% توالت بعدها الجهود وتسارعت وتيرة تعليم الكبار في المملكة بإقرار مشروع نظام تعليم الكبار ومحو الأمية عام 1392هـ إلى أن أصبحت الإدارة العامة لتعليم الكبار عام 1437هـ .

وتجاوزت المملكة مشروع محو الأمية إلى أكثر من ذلك عبر مفهوم الاستدامة والتعلم مدى الحياة من خلال مبادرة التعلم مدى الحياة (استدامة) التي تُعد إحدى مبادرات برنامج التحول الوطني المنبثق عن رؤية المملكة 2030 وتستهدف الكبار من الجنسين من عمر (15) سنة فما فوق حيث أن هذه المبادرة تنقسم إلى شقين أحدهما تعليمي يستهدف الكبار من الجنسين الذين لم يلتحقوا بالتعليم من أجل محو أميتهم. والآخر يسعى لتمكين الكبار من الجنسين ممن يحملون مؤهل دراسي ثانوي فما دون وهم خارج سلك التعليم من مواصلة تدريبهم وتطويرهم مهنياً للانخراط في سوق العمل والمشاركة في عجلة التنمية الاقتصادية. ومن أبرز مشاريع المبادرة تجهيز وتشغيل مركز الحي المتعلم، الذي ينفذ تحت إشراف إدارات التعليم في جميع مناطق ومحافظات المملكة.
وبلغ عدد المُنضمين حول المملكة لصفوف الدراسة في المدارس الابتدائية لتعليم الكبار من الجنسين (44765) وفي المدارس المتوسطة (42994) وفي المدارس الثانوية (60595).

ويُعد تعليم الكبار أحد الجوانب التعليمية المهمة التي ترعاها الدولة وأعدت لها من خلال وزارة التعليم خطط وبرامج متنوعة يتم تعديلها وتطويرها حسب متطلبات التنمية ورؤية المملكة في سبيل إعلان مملكة خالية من الأمية .

إلى ذلك قالت مدير عام تعليم الكبار “بنات” مديرة مبادرة التعلم مدى الحياة “استدامة” منيرة الحجيلان في تصريح لها بهذه المناسبة : إن النسبة المشار إليها تعد منخفضة حسب المعيار العالمي من عمر 10 إلى 25 سنة، مبينة أن نسبة الأمية بين الإناث تزيد عنها في الذكور وهو ما تعاني منه معظم دول العالم .
وبينت الحجيلان اهتمام القيادة الرشيدة بالتعليم باعتباره أهم الممكنات الرئيسية في تحقيق مكانة رفيعة للمملكة بين دول العالم والأداة الأمثل في الاستثمار برأس المال البشري، موضحة أن الدولة عملت جاهدة منذ العام 1373هـ على مكافحة الأمية والقضاء عليها بجميع أشكالها القرائية والكتابية والثقافية والحضارية ، والتزمت بمبدأ حق الفرد في التعليم ” ومع تزايد طموح قيادة المملكة بالتطوير و التحسين .

وأضافت أنه مع تنامي التطلعات الوطنية ، وتسارع المتغيرات العالمية ، وتأثيرها على مختلف جوانب الحياة ، كان لزاماً على التعليم أن يطور مفاهيمه وأدواته كي تتناسب مع هذا الحراك التنموي، فمن مفاهيم بسيطة تتناول محو الأمية الأبجدية إلى مفاهيم وأدوات تتناول مفهوم”التعلم المستمر والتعلم مدى الحياة” وهي بلا شكل تتسق مع مراحل التطور الذي تشهده المملكة في توجهها لتحقيق رؤية (2030) ” .

وقالت الحجيلان : ” لا ينبغي اعتبار تعليم الكبار مجالاً قائماً مستقلاً بذاته ، وإنما ينظر إليه باعتباره جزءاً مهماً في سياق التوعية بأهمية اعتماد مفهوم ” التعلم مدى الحياة”، ومظلة واسعة توفر التطوير والتكامل لبرامج التعليم والتدريب المهني والتقني من جهة ، والتعليم الرسمي وغير النظامي من جهة أخرى .