ابراهيم المدني
قبل نحو 15 عاماً طلب مني رئيس التحرير في ذلك الوقت الأستاذ قينان الغامدي إجراء لقاء صحفي مع احد اساتذة كلية العلوم بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة بعد أن لاحظ وسائل إعلامية غربية تحدثت معه في حوارات مطولة عن إنجازاته في مجال تخصصه في الوقت الذي كان فيه الإعلام المحلي غائباً . وزودني رئيس التحرير بمعلومات محدودة ورقم هاتف المكتب وسارعت بالاتصال على ذلك الاكاديمي وسررت بسرعة تجاوبه وتعاونه وحددت معه موعداً للقاء في اليوم التالي ووجدته في المكان والزمان المتفق عليهما واندهشت لتواضعه وبساطته ولفت نظري حرصه على التميز في مجال تخصصه حتى صار حديث المهتمين في الخارج والداخل ونشر الحوار في صفحة كاملة وتحدث باسهاب عن الإنجازات التي حققها وساهمت في تعزيز مكانة الجامعة التي ينتسب إليها والمملكة بشكل عام وحينها كان يحظى بدعم جيد من إدارة الجامعة وزملائه في الكلية واستمرت العلاقة مع ذلك الرجل حيث كنا نلتقي بين فترة وأخرى ونستنير بآرائه الجيدة في بعض الأمور التي لها علاقة بتخصصه . وبعد سنوات عدة فوجئت بتغير في ملامحه وعدم رضا عن المعاملة التي يجدها من إدارة الجامعة وحاولت الاستفسار عن الأسباب التي أدت إلى هذا التدهور في العلاقة وعن مصير أبحاثه وخططه المستقبلية حيث كان لديه طموح كبير لعمل شيء لوطنه ومجتمعه ولكن الظروف حالت دون تحقيق تلك الطموحات على ارض الواقع واجابني بالقول:” هناك من لا يرغب في نجاحي ويضع العراقيل في طريقي دون اسباب علمية أو منطقية”. واضاف:” لولا لطف الله ووقفة ولاة الأمر جزاهم الله خيراً لشاهدتني في وضع أسوأء من هذا”. انتهى كلامه . وحقيقة استغربت ما حدث له واتمنى ان يتدارك المسؤولون في وزارة التعليم العالي الأخطاء التي وقعت فيها الإدارة المعنية في جامعة الملك عبدالعزيز وتعيد هذا العالم إلى كليته ليساهم في تعليم الطلاب ويزودهم بخبرته فقد تجاهل كل العروض التي قدمت له من الجامعات الغربية لحبه لوطنه ومجتمعه وحرصه على تسخير خبراته للنهوض بعلم الكيمياء في وطنه ويكفي ما أصابه من حرمان طوال التسع سنوات السابقة وليسمح لي بذكر اسمه إنه استاذ الكيمياء في جامعة الملك عبدالعزيز الدكتور محمد ماجد بخش وهو غني عن التعريف وأبحاثه لازالت تدرس في أكثر من جامعة وكلية حول العالم.